النملة

النملة حشرة نافعة تنتمى إلى رتبة غشائيات الأجنحة مع الدبابير و النحل و هى من أكثر الكائنات الحية وفرة على وجه الأرض و لها مساهمات واسعة و متنوعة في أنظمتنا البيئية و تعتبر من الحشرات المعقدة نظرا الى أنها تعيش في مجموعات اجتماعية كبيرة تعرف بالمستعمرات و هى مثل الأنواع الأخرى من نفس فئتها لديها جسم خارجي صلب يسمى الهيكل الخارجي و ثلاثة أجزاء من الجسم ممثلين فى الرأس و الصدر و البطن و تمتلك زوجان من الزوائد على رأسها و هم الفك السفلي المستخدم للإمساك أو القتال و الفك العلوى الذى يستخدم لتقسيم الطعام إلى أجزاء صغيرة من أجل البلع , و تعيش النملة تقريبًا فى كل قارات العالم بإستثناء القارة القطبية الجنوبية و عدد قليل من الجزر النائية أو غير المضيافة و هى تنمو في معظم النظم البيئية و تشكل ما نسبته 15-25٪ من الكتلة الحيوية الحيوانية الأرضية و يُعزى علماء الحشرات نجاحهم في العديد من البيئات إلى تنظيمهم الاجتماعي و قدرتهم على الاستفادة من الموارد المتاحة و الدفاع عن أنفسهم .

و عادة تمتلك النملة عينان مركبتان تحتويان على ما يقرب من 6 إلى 1000 عدسة و رغم انه فى بعض أنواعها تقوم تلك العدسات بتصغير الصورة أو لا تعمل بالمرة الا انه فى الغالب تستطيع رؤية الأشياء عن قرب و جيدة جدًا في اكتشاف الحركة كما يحتوي رأسها على قرون استشعار تستخدم للمس و الشعور و الشم و التذوق كما يستخدم النمل أيضًا هوائيات للتواصل مع بعضهم البعض من أجل الحفاظ على عمل المستعمرة بسلاسة و هى حشرات ذات ستة أرجل متصلة بصدرها و تحتوي كل ساق منهم على تسعة أقسام و مخلبين للإمساك بكل ما تتسلقه و يحمل بطن النملة أعضاء جهازها الهضمى و الذى يمكن استخدامه لتخزين الطعام للمستعمرة .

و قد تضم مستعمرة النمل ما يصل إلى ثمانية ملايين فرد لذا فإن نظام الاتصال بينهم مهم للحفاظ على تنظيم كل شيء لذلك فيطلق النمل رائحة تسمى “الفيرومونات” من الغدد الموجودة في أجسامهم و كل فرمون عبارة عن رائحة تحمل رسالة خاصة يتم قراءتها أو تلقيها من خلال هوائيات النمل الآخر في المستعمرة و من خلالها يمكن توصيل العديد من أنواع المعلومات المختلفة كما يمكن ترك أثار من الرائحة على الأرض لقيادة العمال الآخرين إلى مصدر للغذاء و تستطيع النملة في المستعمرة أن تشم رائحة بعضها البعض اضافة الى روائح اخرى قد تشير الى وجود دخيل ف أوساطهم حتى أنها لديها رائحة إنذار لتنبيه المستعمرة بالكامل عن وجود خطر ما كما أن النمل الميت له رائحة تعمل على جلب عمال التنظيف لإزالة الجسم من العش و الحفاظ عليه نظيفًا و خاليًا من الأمراض و يعتبر أكثر الأمور المثيرة للإعجاب هو قدرة النملة على اتخاذ القرارات بناءً على التركيب الكيميائي لزملائها في العش حيث اكتشف العلماء أنه يمكنها أن تمسح قرون الاستشعار الخاصة بها فوق جسد أختها و تحدد أمورًا مثل حالتها الإنجابية و ما إذا كان ينبغي عليها المساعدة في مهمة معينة للمستعمرة أم لا .

و يقوم النمل بتحديد مواقع الماء و الرحيق و سوائل الحشرات و عند توفرها في نظامهم البيئي يقومون بإطعام السائل إلى النمل العامل الخاص و الذي يتدلى من السقف في غرفة خاصة للعش و الذى يخزن الرحيق في أجساده و يتسع جسمه بشكل كافى لحمل السائل و قد يتورم أحيانًا إلى حجم حبة العنب الصغيرة و يتم استخدام هذا الطعام المخزن من قبل جميع أفراد المستعمرة خلال الأوقات العصيبة اما بالنسبة الى جيش المستعمرة من المحاربين و أشهرهم نمل الصيد فمن الممكن ان يصل أعدادهم الى 700 الف مقاتل و هم يسافرون للعثور على الحشرات و العناكب و حتى الثدييات و الزواحف الصغيرة ليأكلوها و المرة الوحيدة التي يتوقفون فيها عن السير و الراحة هي أثناء انتظار بيض جديد يفقس و يظهر الشرانق و خلال هذه المرحلة يربط النمل أرجلهم معًا و يشكلون عشًا حيًا يسمى إقامة مؤقتة و الذي يحمي الملكة و شرانقها .

و تكون معظم مستعمرات النمل في أعشاش فوق الأرض أو تحتها أو في الأشجار لكن بعض أنواعها تعيش في مجموعات و لا تبني أي أعشاش على الإطلاق و كل مستعمرة تحتوي معظمها على ملكة و أعداد كبيرة من النمل العاملات و أحيانًا بعض الذكور و تكون وظيفة النملة الملكة الوحيدة هي وضع البيض و هذا ما تفعله طوال حياتها و تتوج ملكة على مستعمرة حين تغادر ملكة شابة مجنحة مستعمرة ولادتها في رحلتها الأولى و الوحيدة مع عدد من الذكور المجنحين لأغراض التزاوج فقط و لا يقومون بأي عمل سوى تخصيب الملكات البكر و بعد تزاوج الملكة يموت الذكور و تجد هى موقعًا جيدًا لتكوين عشها و بدء مستعمرتها ثم تزيل الأجنحة عن جسدها لأنها لم تعد بحاجة إليها لحياتها الجديدة و تبدء فى بناء مستعمرتها الجديدة و تضع البيض وتبقى فيها لبقية حياتها و فى بعض الأحيان لا تحتوي بعض المستعمرات على ملكات على الإطلاق و هناك عدة أنواع تستخدم استراتيجية مختلفة لبدء مستعمرة جديدة ففي العديد من أنواع النمل البدائي تتزاوج بعض من الشغالات مع الذكور داخل العش لمواصلة العيش فى المستعمرة بعد موت الملكة كما توجد مستعمرات أخرى لديها عدة ملكات إما في مرحلة تأسيس العش أو طوال فترة حياة المستعمرة .

و تضع النملة الملكة الآلاف و أحيانًا الملايين من البيض في حياتها و تنقل العاملات كل بيضة إلى غرفة الحضانة في العش حيث تفقس في يرقة و تتغذى حتى تتحول إلى خادرة و لا تزال العملية التي تحدد نوع النمل الذي ستصبح عليه اليرقة الصغيرة غير مفهومة تمامًا و لكن يُعتقد أنها تتأثر بكل من العمال و الملكة و تتضمن اعتبارات مثل التربية الانتقائية القائمة على الجنس و الإشارات الكيميائية و يعرف عن النمل بشكل عام كيفية العمل معًا بشكل جماعى و جيد و أظهرت الأبحاث أن النملة في العش تغير من وظائفها بانتظام و بعضهم قد يقضى وقتًا طويلاً في عدم فعل أي شيء على الإطلاق و تكون الوظائف داخل المستعمرة واحدة لجميع أنواع النمل حيث تقوم العاملات على إطعام و رعاية الصغار و الملكة و توفير الطعام الدائم للمستعمرة و الدفاع عن مواردهم و حماية العش اضافة الى الحفاظ على العش نظيفًا من النفايات و جثث الأعضاء المتوفين و الذى يعتبر أمرًا مهمًا لصحة الجميع .

و بينما يدافع جميع العاملات عن العش حسب الحاجة فإن العديد من الأنواع لديها عاملات متخصصات يطلق عليهن الرواد و يعرفون أيضًا بالجنود و هو نمل أكبر من العاملات الأخريات و له فكوك خاصة للقتال و تحريك الأشياء الكبيرة و سحق المواد الغذائية القاسية مثل البذور و مع ذلك فقد ثبت في بعض الأنواع أن نوع النمل الذي يتم إرساله للدفاع عن العش يعتمد على نوع الدخيل حيث يقوم بعض من النمل العامل بالقيام بغزوات على مناطق ذات نمل بنفس الحجم أو أصغر بينما فى حالات المواجهة مع خصوم ذات أحجام أكبر يتم استدعاء الجنود الذين هم أفضل تجهيزًا لطعن اللحم الرقيق و تشجيع المفترس على البحث في مكان آخر عن الطعام .

و تعتبر النملة ضرورية في تهوية التربة في جميع النظم البيئية التي تعيش فيها بل إنها في بعض الأحيان يكون عملها أهم من ديدان الأرض كما تساعد في نشر البذور للنباتات و تعتبر طعام لعدد لا يحصى من الحيوانات بما في ذلك البشر و العديد منهم عبارة عن ملقحات و أكثر من ذلك حيث تعمل على تحلل النفايات العضوية و تكوين موائل صحية و على الرغم من أن رحلاتهم إلى منازلنا أو على مفرش المائدة للعثور على الطعام أو الماء قد يكون أمرا مزعجا الا انه فى واقع الأمر لا نستطيع الاستغناء عن النمل فى حياتنا .

بطاقة تعريف

  • الفئة : حشرات .
  • الترتيب : غشائيات الأجنحة .
  • العائلة : النمل .
  • النوع : ما يقارب 14 ألف نوع .
  • العمر : متغير بدرجة كبيرة بين الأنواع و قد تعيش بعض الملكات حتى 15 عامًا .
  • عدد البيض : مئات الملايين على مدى عمر الملكة حسب النوع.
  • فترة الحضانة : تختلف حسب الأنواع .
  • البلوغ : أسبوع واحد أو أكثر .
  • الطول : يختلف باختلاف الأنواع حيث يتراوح طوله عادة من 1 إلى 30 مليمتر .

معلومات سريعة عن حشرة النملة

  • يكون وزن جميع النمل على الأرض مجتمعة تقريبًا نفس وزن جميع البشر على الأرض .
  • يقوم النمل القاطع للأوراق في وقف انتشار الحرائق الطبيعية فى غابات الأمازون .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *