الثعبان

الثعبان حيوان زاحف يتميز عن سائر الحيوانات بإمتلاكه جسم طويل مرن و نحيل و بدون أطراف و هى كائنات تعيش على كوكب الأرض فى البر و البحر فعلى اليابسة ينتشر في جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية اما على البحر فيتواجد في جميع أنحاء المحيطين الهندي و الهادئ و رغم تولد خوف عميق لدى الإنسان تجاه تلك المخلوقات الا أنه فى واقع الأمر معظم أنواع الثعابين غير سامة أما بالنسبة للأنواع التى تحتوي على سم فهى تستخدمه أساسًا لقتل الفريسة و إخضاعها و احيانا للدفاع عن النفس حيث يمتلك البعض منها سمًا قويًا بما يكفي لإحداث إصابة مؤلمة أو وفاة للإنسان اما فى بعض الأنواع الأخرى فلديها وسائل للصيد من خلال القتل عن طريق العصر او ابتلاع الفريسة حية , و لطالما أرتبطت الثعابين منذ القدم بالعديد من الثقافات حول العالم حيث تتواجد بكثافة فى العديد من القصص الشعبية اضافة الى العديد من الأديان و التى تتخذ في بعضها كألهة و حتى فى عصرنا الحديث تتخذ كرموز للعديد من المؤسسات أو شعارا على المنتجات .

و مثل إخوتهم الزواحف الأخرى يستخدم الثعبان حرارة الهواء المحيط لتنظيم درجة حرارة أجسامهم و يقوم جسمهم المرن بالتمدد للإحماء بسرعة أو الالتفاف للحفاظ على حرارة الجسم أو لتدفئة جزء معين منه و نتيجة تركيبه الفريدة من نوعها فليس من المستغرب مدى سهولة انتقاله من مكان إلى آخر عن طريق ضغط و إرخاء العضلات أسفل كل جانب من جسده و تعتبر الثعابين الأسرع فى الحركة هى من لها حلقات تمتد صعودًا إلى جوانب الجسم و كلما زادت عدد حلقاتها زادت سرعته اما بالنسبة الى ثعابين البحر فهى لها ذيول مفلطحة تستخدمها مثل المجاديف لدفعها عبر الماء و بعض ثعابين الأشجار تسمى الثعابين الطائرة و على الرغم من أنها لا تطير و لكن تسطح أجسامها و طريقة انتشار أضلاعها تعمل على انزلاقها فى الهواء من شجرة إلى أخرى كما ان الثعبان ليس له جفون لذلك لا يمكنه أن يغمض أعينه للنوم لذلك كثيرا ما يعتقد زوار حدائق الحيوان أحيانًا أن تلك الكائنات تحدق بهم من خلال زجاج المشاهدة كما أنها لا تستطيع الرؤية جيدًا و يبدو أنها تلاحظ الأشياء فقط إذا تحركت و معظم الوقت يشعرون بفرائسهم من خلال الاهتزازات التي تسببها الحركة حيث تعتبر الثعابين حساسة جدا للاهتزازات خاصة تلك التي تسببها فرائسها و لكن حاسة الشم تعتبر هي الأكثر حدة و كفاءة كما تظهر أعضائها المقترنة (مثل الكلى) واحدة أمام الأخرى بدلاً من وضعهم على كلا الجانبين و معظمها لديها رئة وظيفية واحدة فقط .

و يمكن العثور على الثعبان فى كل مكان يمكن تخيله سواء في المحيطات المفتوحة و الصحاري الشاسعة و المناطق الجبلية على ارتفاعات تزيد عن 3000 متر و بالنسبة الى الأنواع التى تعيش في الأماكن التي يكون فيها الجو شديد البرودة في الشتاء فقد يسكنون في أوكار عميقة تحت الأرض و يبقون في حالة سبات حتى يجلب الربيع الطقس الدافئ مرة أخرى و غالبًا ما تقضي الثعابين التي تعيش في الموائل الصحراوية في جحور حفرتها حيوانات برية أخرى للهروب من حرارة الصحراء و هى جميعها آكلة للحوم و لديها نظام غذائي متنوع تمامًا فهي تأكل الثدييات مثل الجرذان و الأرانب و الأسماك و الضفادع أو حتى الثعابين الأخرى و بعضها يأكل البيض فقط و عادة تلك التي تضعها الطيور و للتغلب على القشرة الصلبة للبيض فلدى الثعبان عظام حادة في حلقه تعمل على كسر البيضة أثناء ابتلاعها ثم يبصقون القشرة للخارج من أفواههم كما تتعرف الثعابين على أماكن فريستها بطرق متنوعة اما باستخدام حفر حساسة للحرارة على جانبي رأسها (تسمى هذه الثعابين أفاعي الحفرة) أو موجودة على شفاه بعضها أو عن طريق استشعار الاهتزازات بجسمها أو تذوق الهواء بلسانها لمعرفة ما هو قريب كما أن لها طريقتان رئيسيتان للعثور على الطعام اما من خلال الصيد النشط بحثًا عن الطعام أو الجلوس في كمين و انتظار وصول الطعام إليها و عادة ما تكون تلك الخاصية فى الثعابين الكبيرة الحجم مثل البوا و لكن قد تضطر إلى الانتقال إلى منطقة أخرى من وقت لآخر إذا لم تنجح .

و يمكن للثعابين أن تنقض على فرائسها بسرعة مذهلة فالبعض ينتزع فريسة صغيرة و يبدأ في البلع على الفور و البعض الآخر يتشبث بفريسته و يخنقها في كل مرة تزفر فيها الضحية حيث تشعر بضربات قلب الفريسة و تستمر فى العصر الى ان يتوقف كما توجد أنواع تحقن فرائسها ببروتينًا معقدًا سامًا يقوم بقتلها أو اصابتها بالشلل و تقوم بعض الأنواع ببصق السم مثل الكوبرا الباصقة و التى تستطيع قذف السم لمسافات تصل الى 2 متر و غالبًا ما يخشى الناس الثعابين بسبب سمومها لكن ثلث أنواعها فقط هى السامة كما أن الوفيات البشرية من لدغات الأفاعي نادرة جدًا , و لا يستخدم الثعبان أسنانه في مضغ طعامه بل يبتلعه بالكامل حيث يمكن لها أن تأكل فريسة تصل إلى 20 بالمائة من حجم أجسامها و هو أمر يعادل ابتلاع الإنسان لثمرة بحجم البطيخة حيث يبدأون غالبا بإبتلاع رأس الفريسة أولاً ثم تقوم عضلات الحلق و الجسم بسحبها إلى المريء كما تكون فتحة القصبة الهوائية في مقدمة الفم العلوي و تكون قابلة للحركة حتى تتمكن الثعابين من التنفس أثناء البلع و اعتمادًا على حجم الوجبة قد لا تضطر الثعابين إلى تناول الطعام مرة أخرى لعدة أيام أو أسابيع أو شهور كما توجد حالات لم يأكل فيها ثعبان كبير لأكثر من عامين .

و يضع الثعبان فى المتوسط من 2 إلى 16 بيضة على الرغم من أن بعضها يصل إلى 50 بيضة أو أكثر و تحضن الأفعى الأم بيضها بدفنها أو بلف جسدها حولها و الارتعاش لتوليد الحرارة و في بعض الثعابين مثل الكوبرا الملك تبقى الأم لحماية بيضها من أي شيء قد يأكلها و في الأنواع الأخرى يُترك البيض ليفقس دون أي رعاية من الوالدين و في بعض أنواع الثعابين قد يبقى الوالد حوله لفترة قصيرة بعد الفقس و يستمر الثعبان في النمو طوال حياته لكن جلده الخارجي لا ينمو لذلك يحتاج إلى التخلص من جلده الخارجي من وقت لآخر لذلك فقبل أسبوعين من التخلص منه يتوقف الثعبان عن الأكل و يصبح جلده باهتًا و يبدأ فى افراز سائل يعمل على فصل الجلد القديم عن الجديد و للتخلص من القديم قد يفرك الثعبان رأسه على سطح خشن للمساعدة في قلب الجلد من الداخل للخارج تمامًا كما يخلع الانسان جواربه .

أقرأ أيضا : تعرف على جزيرة الأفاعى السامة المحظور على الإنسان التواجد فيها

و تسمى أشهر الصيف الدافئة أحيانًا بموسم الثعابين ليس بسبب وجود المزيد منها و لكن لأن المزيد من الناس يخرجون إلى الهواء الطلق في فصل الصيف و غالبًا ما يتجهون إلى منطقة الثعابين التى تعتبر مسالمة و ليست عدوانية بالفطرة حيث تفضل دائما الإختباء او الابتعاد عن البشر و لا تفكر فى مهاجمتهم الا اذا تعرضوا للأستفزاز أو الشعور بالخطر لذلك ينصح الناس دائما فى المشى على الممرات و عدم مد القدمين او وضعهم في أكوام الصخور أو الشجيرات أو جذوع الأشجار التي قد يختبئ فيها الثعبان و إذا رأيت واحدا منهم فلا تحاول حمله أو الاقتراب منه فقط دعه و شأنه .

و نتيجة انتشار الثعابين على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم فيمكن أن يكون لفقدان الموائل و البحث عن الطعام أو التجارة في جلود الثعابين تأثير على بقائهم على قيد الحياة و رغم أن البعض ينظر اليها نظرة أنها مصدر خطر و تهديد الا أنه يرجع الفضل اليها فى السيطرة على سرعة تكاثر القوارض و الأرانب كما أن العلماء يبحثون عن طرق يمكن من خلالها استخدام سم الثعابين في الطب البشري .

بطاقة تعارف

  • الفئة : زواحف .
  • الترتيب : أكلات لحوم .
  • العائلة : حرشفيات .
  • النوع : 2978 نوع معروف .
  • العمر : يصل إلى 40 عامًا في بعض الأنواع.
  • التكاثر : تضع بعض الأنواع بيضًا و بعضها يحمل صغارًا حية و بعضها يطور بيضًا داخل الأنثى التي تفقس عند الولادة .
  • البلوغ : من سنة إلى ثلاث سنوات حسب النوع .
  • الطول : الثعبان الشبكى و هو أطول الأنواع و يصل الى 10.5 مترًا بينما ثعبان الخيط و هو أصغر الأنواع يصل طوله الى 11 سم .
  • الوزن : الأناكوندا الخضراء و هى الأثقل بوزن يصل الى 227 كيلوجرام .

معلومات سريعة عن زاحف الثعبان

  • الثعبان ينمو طوال حياته طالما أن هناك طعامًا متاحًا و يستمر في التكاثر و لو قليلاً في كل مرة .
  • من بين ما يقرب من 3000 نوع مختلف من الثعابين يوجد حوالي 15 في المائة فقط منهم من يشكل خطرا على البشر.
  • يصيب البرق عدد أكبر من الأشخاص الذين تصيبهم أفاعي سامة.
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *