الراكون

الراكون حيوان ثديى و يعد واحد من الحيوانات البرية الأصلية في قارة أمريكا الشمالية التي لم تتأثر بالحضارة أو التنمية البشرية بسبب تكيفهم بالعيش مع البشر أو بالقرب منهم و غالبًا ما كان يُنظر إليها على أنها آفة للمزارعين لكنها فى حقيقة الأمر تلعب دورًا مهمًا في نظامنا البيئي من خلال التحكم في مجموعات القوارض التي تقوم بإفتراسها و هى حيوان تتسم بالفضول و الذكاء الشديد حيث أثبت براعة فائقة فى التعامل مع أقفال حاويات القمامة أو النوافذ المثبتة من خلال سعيهم للحصول على الطعام و حاليا يقسم حيوان الراكون إلى ستة أنواع فبالإضافة إلى النوع المألوف الموجود في أمريكا الشمالية تعيش معظم الأنواع الأخرى في الجزر الاستوائية و خلال القرن العشرين تم نقل حيوانات الراكون إلى أجزاء أخرى من العالم و لديها الآن إنتشار واسع في دول مثل ألمانيا و روسيا و اليابان .

و يزن الراكون ما بين 5.5 و 16 كيلوجرام و عادة ما تكون الإناث أصغر من الذكور و تمتلك تلك الحيوانات فراء كثيف ذات لون بني مائل للرمادي أما الذيل فيتكون من 5 إلى 7 حلقات داكنة كاملة بالتناوب مع حلقات بنية أو رمادية أوسع و يكون طرف الذيل داكن دائمًا كما أن لجميع حيوانات الراكون أقنعة وجه تشبه اللصوص و لديهم آذان مستديرة يحدها الفراء الأبيض و يعتبر لون الراكون مثاليًا لأسلوب الحياة الليلية حيث يساعده بشكل كبير علي الاختفاء عند التعرض للمضايقة و من المعروف أنها حيوانات ماهرة فى فتح الأقفال و الدخول في علب القمامة للحصول على الطعام و ذلك لإمتلاكها كفوف أمامية بارعة للغاية كما يعتبرون ممتازين فى التسلق فضلاً عن كونهم سباحين جيدين و مع ذلك فقد يحجمون عن البلل بسبب عدم إمتلاكهم فروًا مقاومًا للماء .

حيوان الراكون

و بشكل عام يعتبر منزل حيوان الراكون هو المكان الذي توجد فيه المياه حيث يشتهرون بغسل طعامهم قبل تناوله لذلك يمكن العثور عليهم في أي مكان تتوفر فيه المياه سواء في المستنقعات أو البراري أو الغابات و حتى في المناطق الحضرية و نظرا لأنها موجودة بكثافة في أمريكا الشمالية فيمكن العثور عليها عبر الولايات المتحدة و كندا و أمريكا الوسطى و فى البرية تعيش داخل أوكارها الموجودة في الأشجار المجوفة و الشقوق الصخرية و أوكار الأرض أما في المناطق الحضرية فتعتبر المداخن و المخازن و مساحات الزحف أسفل المنازل أوكار شائعة لها و يلاحظ أنه مع حلول أواخر الخريف و أوائل الشتاء يثخن فرائهم في معطف شتوي ثقيل و يأكلون بقدر ما يمكن أن يجدوه لأنه خلال الطقس القاسي في الشتاء تقضي حيوانات الراكون أسابيع في أوكارها دون أن تأكل و مع ذلك فهم لا يدخلون فى حالة سبات و يعيشون على مخزون الدهون لديهم و يمكن أن يفقدوا ما يصل إلى 50 في المائة من وزن الجسم خلال تلك الفترة .

و يعتبر الراكون حيوان ليلي و نادرًا ما ينشط خلال النهار و مع ذلك عندما يكون في حاجة ماسة إلى الطعام فإنه يغامر بالخروج خلال ذلك التوقيت كما أنهم لا يسافرون بعيدًا عن وكرهم المريح بل يذهبون فقط بقدر ما ستأخذهم شهيتهم و هم في الأساس كائنات غير إجتماعية و يعيشون منفردين على الرغم من أن الأمهات و صغارهن يبقون معًا في الأشهر القليلة الأولى و تشمل قائمة طعامه النباتات و اللحوم حيث يتغذي على الدرنات و البذور و التوت و المكسرات و يقوم بتخزينهم طوال فصل الخريف إستعدادا لفصل الشتاء القادم كما أنها تنغمس في تناول الحشرات و الأسماك و البيض و الجيف و الثدييات الصغيرة و الطيور و الرخويات و القشريات و من المعروف أن الراكون يغوص في القمامة و يتغذى على بقايا الطعام البشري كما تتغذى أيضًا على الفاكهة و النباتات التي تزرع في الحدائق و المزارع البشرية و دائما قبل تناول أى ما سبق يقوم بغسله سريعا من أى مصدر مياه قريب .

و يصل كل من حيوانات الراكون الذكور و الإناث إلى مرحلة النضج الجنسي بعد حوالي عام واحد من العمر و مع ذلك ينتظر معظم الذكور عامًا آخر للتزاوج لأنهم يكونوا في منافسة قوية مع الذكور الأكبر سنًا و يحدث التكاثر بين شهري يناير و يونيو حسب الظروف البيئية و تستغرق فترة الحمل حوالي 63 يومًا و يولد معظم أشبال الراكون بين شهري أبريل و مايو و لا يلعب الذكور أي دور في تربية الاطفال الذين يتراوح أعدادهم من واحد إلي سبعة أشبال و يكونوا عددهم أربعة أشبال المتوسط حيث يبلغ حجم الشبل عادة ما بين 85-140 جرام عند الولادة و يكون مغلف قليلاً مع قناع وجه فاتح اللون و حلقات على الذيل ثم يفتح الأشبال أعينهم بعد حوالي 3 أسابيع و يبدأون في تناول الطعام الصلب بعمر 7 أسابيع تقريبًا و عندما يبلغون شهرين يسافرون جنبًا إلى جنب مع والدتهم و عادة ما يبقى الصغار مع أمهم خلال الشتاء الأول و جزءًا في الربيع التالي أى عندما تكون الأنثى جاهزة للتزاوج مرة أخرى و حين يبلغ عمر الأشبال حوالي 10 أشهر يكونون مستعدين لترك والدتهم .

حيوان الراكون مع أطفاله

و تأتي غالبية الأصوات التي تطلقها حيوانات الراكون في سن مبكرة جدًا حيث يتم إطلاق صوت ثرثرة أو أنين بواسطة حيوانات الراكون حديثي الولادة لتذكير أمهم بطلب الطعام و عندما تفتح عيونهم عند حوالي ثلاثة أسابيع من العمر يصبحون صاخبين للغاية بإستخدام الهسهسة و الهدير و شخير التنبيه و حين يصبحون بالغين تطلق حيوانات الراكون أصوات مثل الهدر و الزمجرة و الصفير عند إزعاجها في وكرها أو لإخافة أي تهديدات حيث تكون دائما الحيوانات المفترسة الرئيسية للراكون هي الذئاب و الصقور الكبيرة و حتى البوم لذلك تميل حيوانات الراكون إلى البقاء في مأمن من غالبية الحيوانات المفترسة من خلال البقاء في وكرها معظم اليوم و على الرغم من عدم نشاطهم داخل عرينهم إلا أنهم يقظون بإستمرار و من المعروف عنهم أنهم عدوانيين عند التهديد.

و تم إدراج الراكون ضمن الأنواع الأقل أهمية في القائمة الحمراء للإتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) للأنواع المهددة بالإنقراض الا أن ذلك لا يمنع من وقوعها تحت طائلة التهديد فبجانب الحيوانات المفترسة فيعتبر البشر أيضا ذات تأثير سلبي على حياة الراكون حيث كان التحضر و التنمية سببًا للقاءات متكررة مع البشر و قد يمثل بعضها مشكلة كبيرة لهم كما أن غالبية الشكاوى التى يعاني منها البشر هى ما تفعله أنثاهم حين تعيش مع أشبالها في مدخنة أو علية المنازل كما تعتبر حيوانات الراكون حاملاً أساسيًا لداء الكلب لذا فإن محاولة مداعبتها ليست فكرة جيدة على الرغم من إنتقال داء الكلب من الراكون إلى الإنسان نادر للغاية.

بطاقة تعريف

حيوان الراكون
  • الفئة : ثدييات .
  • الترتيب : أكلات لحوم .
  • العائلة : براسيونيداى .
  • النوع : لوتور .
  • العمر : 2 إلى 3 سنوات حتى 20 عامًا في الرعاية المُدارة.
  • فترة الحمل : 63 يوم .
  • الوزن عند الولادة : 85 إلي 140 جرام .
  • البلوغ : بعد مرور عام .
  • الطول : 30 سنتيمتر .
  • الوزن : 5-16 كيلوجرام .

معلومات سريعة عن حيوان الراكون

  • الكلمة الإنجليزية “الراكون” هي تعديل لكلمة بوهاتان تعني “حيوان يخدش بيديه”.
  • يطلق على المجموعة التى تضم عدد من حيوانات الراكون إسم الـ “حضانة”.
  • كريستوفر كولومبوس هو أول شخص نعرفه كتب عن حيوان الراكون .
  • تتمتع حيوانات الراكون التى تعيش فى المناطق الحضرية بطفرة مذهلة عن الذين يعيشون فى الريف حيث تطورا ذهنيا فى كيفية إكتشاف طرق للتغلب على العقبات التي تكون من صنع الإنسان.
  • حصلت مدينة “تورنتو” الكندية و التى أجتاحها حيوان الراكون على لقب “عاصمة الراكون في العالم”لدرجة أن عمدة المدينة أعلن حربًا على حيوانات الراكون و التي قال عنها بأن الهزيمة فيها لا يمكن أن تكون خيارًا .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *