تويتر

موقع تويتر واحد من أشهر شبكات التواصل الإجتماعي و أكثرها زيارة و تفاعلا بعد موقع فيسبوك و يوتيوب و هى شبكة مخصصة لتقديم خدمة التدوين المختصر و إبداء الرأى عبر الإنترنت و نشرها على هيئة رسائل قصيرة بعدد محدود من الحروف لا تتجاوز 280 حرفا أو مشاركة صور أو فيديوهات داخل ما يعرف بإسم التغريدات أو التويتات حيث فيه يكتب المستخدم تغريدته و يرسلها إلى خادم الموقع الذي ينشرها بدوره إلى قائمة المستخدمين الآخرين المعروفين باسم المتابعين الذين قاموا بالتسجيل لمتابعة تحديثات ذلك المستخدم كما يتيح الموقع إمكانية اختيار تتبع موضوعات محددة من خلال النقر على علامات التصنيف أو ما يطلق عليها الوسم أو الهاشتاج و تعتبر تلك الشبكة ذات تأثير كبير فى تشكيل السياسة و الثقافة في أوائل القرن الحادي و العشرين بعد أن أصبحت منصة إخبارية و مكانا يضم شخصيات مؤثرة عالميا من سياسيين و مشاهير الفن و الرياضة و غيرهم حيث تتيح لهم تلك الشبكة نشر أخبارهم و أرائهم و اتاحة فرصة التواصل مع متابعيهم .

تاريخ تويتر

انبثق موقع “تويتر” عن مشروع البودكاست ” أوديو ” الذي تأسس عام 2004 على يد “إيفان ويليامز” و “بيز ستون” و “نوح جلاس” (عمل ويليامز و ستون سابقًا في جوجل و أنشأ ويليامز أداة إنشاء الويب الشهيرة بلوجر ) حين أعلنت شركة ” أبل ” عام 2005 أنها ستضيف ملفات بودكاست إلى تطبيق الوسائط الرقمية الخاص بها iTunes و شعرت قيادة ” أوديو ” أن الشركة لا يمكنها منافسة ” أبل ” لذلك كانت هناك حاجة إلى اتجاه جديد و عندما سُئل موظفى الشركة عن أي مشاريع جانبية مثيرة للاهتمام لديهم اقترح المهندس “جاك دورسي” خدمة الرسائل القصيرة (SMS) التي يمكن للمرء أن يرسل عليها تحديثات صغيرة شبيهة بالمدونة مع الأصدقاء و اقترح ” نوح جلاس ” إطلاق إسم توتر Twttr عليها و في 21 مارس عام 2006 أرسل “دورسي” أول تغريدة رسمية على الموقع و كان فحواها “فقط أجهز توتر twttr الخاص بي” ثم ظهرت النسخة الكاملة من تويتر Twitter لأول مرة في يوليو عام 2006 حيث تم تغيير الإسم من ” توتر” الى ” تويتر ” ليكون مشابها لإسم موقع ” فليكر ” التابع لياهو و في أكتوبر من نفس العام اشترى “ويليامز” و “ستون” و “دورسي” شركة ” أوديو ” ثم بدأت شركة ” اوبلير كورب ” تطويرها بشكل أكبر ثم زاد الاهتمام بتلك المنصة بشكل حاد بعد تقديمها في مؤتمر ” ساوث باى ساوثويست ” للموسيقى و التكنولوجيا في “أوستن” بولاية “تكساس” فى “الولايات المتحدة” و ذلك في مارس 2007 و في الشهر التالي تم إنشاء شركة Twitter Inc ككيان مؤسسي و ذلك لضخ رأس المال الاستثماري و أصبح “دورسي” أول رئيس تنفيذي في موقع “تويتر” .

أول تغريدة فى موقع تويتر يقول فيها جاك دورسي أنه يعد حسابه فى موقع توتر
أول تغريدة فى موقع تويتر يقول فيها جاك دورسي أنه يعد حسابه فى موقع توتر

و رغم اعتبار موقع ” تويتر ” خدمى فى المقام الأول و خاص بإرسال الرسائل القصيرة الا ان جذور ظهوره كشبكة إجتماعية بدأت تتضح في أبريل عام 2009 عندما برز الممثل “أشتون كوتشر” كمنتصر فى أحد سباقات شبكة سى ان ان CNN ليصبح أول مستخدم على الموقع يجمع أكثر من مليون متابع و سرعان ما بدأت الشركات في إرسال تغريدات حول العروض الترويجية و الأحداث كما اكتشفت الحملات السياسية قيمة ” تويتر” كأداة تواصل خاصة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008 بعد أن تفوق “باراك أوباما” على خصمه “جون ماكين” في مجال وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أستطاع من خلاله حشد أكثر من 20 ضعفًا من متابعي الموقع و دفع هذا التطور فعليًا أن يقوم المرشحين المستقبليين بالاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي كجزء من استراتيجيات وسائل الإعلام الخاصة بهم .

و لعل الخطوة التى كانت الأكثر جدارة بالملاحظة في تطور موقع “تويتر” هي زيادة استخدامه كأداة للصحفيين حيث تم تحويله إلى مصدر إخباري حديث يتجاوز الحدود السياسية ففي 15 يناير عام 2009 قام “جانيس كرومز” أحد ركاب طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 و التى قام قائدها بهبوط ناجح على نهر هدسون فى مدينة نيويورك برفع صورة تم التقاطها على عجل لركاب ينزلون من الطائرة نصف المغمورة على موقع Twitpic.com و هو خدمة استضافة الصور لمستخدمي “تويتر” فى ذلك الوقت و نظرا لضغط رواد شبكة الانترنت الذين بلغت اعدادهم الالاف على الموقع لمحاولة مشاهدة تلك الصورة حدث له عطل ضخم .

تغريدة جانيس كرومز أحد ركاب طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 و التى قام قائدها بهبوط ناجح على نهر هدسون فى مدينة نيويورك
تغريدة جانيس كرومز أحد ركاب طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 1549 و التى قام قائدها بهبوط ناجح على نهر هدسون فى مدينة نيويورك

و رويدا رويدا أصبح موقع ” تويتر” منفذ ناشئ لنشر المعلومات خاصة خلال الأحداث التى أحاطت بالانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو 2009 حين ذكرت وسائل الإعلام الحكومية “أن بريس” أن الرئيس “محمود أحمدي نجاد” قد حقق نصرًا سهلاً و خرج أنصار مرشح المعارضة “مير حسين موسوي” إلى الشوارع في سلسلة من المظاهرات التي أدت في النهاية إلى قمعها من قبل الحكومة حيث أصيب بعض المتظاهرين أو قُتلوا و أصبح موضوع أو هاشتاج # الانتخابات الإيرانية من أكثر المواضيع متابعة على تويتر حيث نسق أنصار “موسوي” الاحتجاجات و نشروا تحديثات حية للأحداث في جميع أنحاء العاصمة الإيرانية و في 15 يونيو أى بعد ثلاثة أيام من الانتخابات أخر موقع “تويتر” فترة صيانة دورية مدتها 90 دقيقة بناءً على طلب من وزارة الخارجية الأمريكية و أعاد جدولتها إلى الساعة 1:30 صباحًا بتوقيت “طهران” حتى لا يحدث توقف في تدفق المعلومات القادمة من داخل “إيران” و في اليوم التالي مُنع الصحفيين الأجانب من تغطية مسيرات المعارضة و لكن قام موقع “تويتر” إلى جانب مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بملء الفراغ الذي خلفته وسائل الإعلام التقليدية و حاول ضباط الأمن الحكوميين وقف تدفق المعلومات عن طريق حظر الموقع و لكن فى المقابل قام مؤيدوا المعارضة بتغيير إعدادات ملفاتهم الشخصية في محاولة لإرباك الحكومة و على الرغم من أن الاحتجاجات لم تسفر عن تغيير في نتائج الانتخابات إلا أن تلك التغريدات أظهرت قدرة وسائل الإعلام الغير تقليدية على التحايل على الرقابة الحكومية .

الشكل القديم لموقع تويتر
الشكل القديم لموقع تويتر

و في أعقاب الزلزال الذي ضرب “هايتي” في يناير عام 2010 أعاد موقع “تويتر” التأكيد على دوره كأداة قوية لنشر المعلومات بالإضافة إلى ذلك أصبحت منصة فعالة لجمع الأموال فعندما أطلق الصليب الأحمر حملة تبرعات عبره فاقت كل التوقعات و قام مستخدمون بارزون بالتغريد لمساعدة ضحايا الزلزال و قام العديد من متابعيهم بالتغريد و أعادوا تغريد الرسالة مما ساعد الصليب الأحمر على جمع أكثر من 8 ملايين دولار في غضون 48 ساعة من الزلزال و في سبتمبر عام 2013 تقدم ” تويتر ” ليصبح شركة عامة و جمع الاكتتاب العام الأولي (IPO) في نوفمبر 1.8 مليار دولار مما منحها قيمة سوقية قدرها 31 مليار دولار و أصبح موقع ” تويتر ” أخيرًا مربحًا في الربع الأخير من عام 2017 عندما كان لديه 330 مليون مستخدم شهريًا .

و فى اكتوبر عام 2015 عاد ” جاك دورسي” كرئيس تنفيذي و استمرت شعبية “تويتر” في النمو لكنها لم تصبح بعد مربحة لذلك أضيف ميزات أخرى في محاولة لزيادة تفاعل المستخدم و هي اللحظات Moments في أكتوبر 2015 و التي سمحت للمستخدمين و الخدمة نفسها بإنشاء مجموعات منظمة من التغريدات و المحتويات الأخرى و تم عرضها بشكل بارز في علامة التبويب الخاصة بهم في التطبيق و لكن في يناير عام 2017 استبدل ” تويتر ” اللحظات بالإكتشاف Explore حيث تم جمع الموضوعات الشائعة بما في ذلك اللحظات و تمت زيادة عدد الأحرف المسموح به للتغريدة من 140 إلى 280 حرفًا في عام 2017 ثم كانت الـ Fleets التي تمت إضافتها في نوفمبر 2020 و هى عبارة عن مجموعات من التغريدات و المحتويات الأخرى التي تم تصميمها لتختفي في غضون 24 ساعة تمامًا مثل الستوريز الموجودة على الشبكات الاجتماعية الاخرى سناب شات و انستجرام و فيسبوك و مع ذلك فشلت Fleets في التواصل مع المستخدمين و تم إيقاف الميزة في أغسطس 2021 و في مايو 2021 تم تقديم Twitter Spaces حيث يمكن للحسابات التي تضم أكثر من 600 متابع استضافة محادثات صوتية حية و اعتبارًا من أواخر عام 2021 كان للموقع 217 مليون مستخدم نشط يوميًا يمكن تحقيق الدخل منهم و في نوفمبر عام 2021 استقال “دورسي” من منصبه كرئيس تنفيذي مرة أخرى وحل محله كبير مسؤولي التكنولوجيا “باراج أجراوال” .

و في عام 2022 أعلن موقع “تويتر” أن رجل الأعمال الأمريكي “إيلون ماسك” بصدد شرائه مقابل 44 مليار دولار و يكون هو المالك الوحيد للشركة و بعد ثلاثة أشهر أعلن “ماسك” أنه سحب عرضه بسبب مخاوف بشأن الحسابات المزيفة و ادعى أن الشركة خرقت عدة أحكام لاتفاقية الشراء و رد “بريت تايلور” رئيس مجلس إدارة الشركة بالقول إن الشركة ملتزمة بالسعر والشروط المتفق عليها مع السيد “ماسك” و بسبب هذه النقطة الخلافية انخفضت أسهم”تويتر” بحوالي الثلث عن سعر الشراء المقترح و في يوليو 2022 رفع الموقع دعوى قضائية ضد “ماسك” لإجباره على شراء الشركة و في سبتمبر 2022 صوت مساهمو “تويتر” لقبول عرض “ماسك” و الذى حدث بالفعل .

المظهر و التصميم

مظهر تويتر

تكون التغريدات مرئية للعامة بشكل افتراضي و لكن يمكن للمستخدمين تقييد عرض التغريدات لمتابعيهم فقط و يمكن للمستخدمين تقييد المتابعين الذين لا يرغبون في التفاعل معهم و حظر حساباتهم من مشاهدة تغريداتهم و إزالة تلك الحسابات من قائمة المتابعين كما يمكن للمستخدمين التغريد عبر موقع ” تويتر ” أو التطبيقات الخارجية المتوافقة (مثل الهواتف الذكية) أو عن طريق خدمة الرسائل القصيرة (SMS) المتوفرة في بلدان معينة و يسمح لهم بالمشاركة في تغريدات مستخدمين آخرين و هذا ما يُعرف بـ “متابعة” و يُعرف المشتركين باسم “المتابعين” و يمكن إعادة توجيه التغريدات الفردية بواسطة مستخدمين آخرين إلى خلاصتهم و هي عملية تُعرف باسم “إعادة التغريد” أو ” الرتويت ” و المقابلة للشير أو المشاركة فى موقع ” فيسبوك ” و في عام 2015 أطلق الموقع “اقتباس تغريدة” و هي ميزة تتيح للمستخدمين إضافة تعليق إلى إعادة تغريده مع تضمين تغريدة واحدة في الأخرى و يمكن للمستخدمين أيضًا “إبداء الإعجاب” بالتغريدات الفردية و يسمح ” تويتر” للمستخدمين بتحديث ملفهم الشخصي عبر هواتفهم المحمولة إما عن طريق الرسائل النصية أو عن طريق التطبيقات الصادرة لبعض الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية .

تطبيق تويتر

و يمكن للمستخدمين تجميع المشاركات معًا حسب الموضوع أو النوع باستخدام علامات التصنيف او ما يطلق عليه الوسم أو الهاشتاج و هى كلمات أو عبارات مسبوقة بعلامة “#” و بالمثل يتم استخدام علامة “@” متبوعة باسم مستخدم للإشارة إلى المستخدمين الآخرين أو الرد عليهم .

و فى عام 2016 أعلن موقع ” تويتر” أن الوسائط مثل الصور و مقاطع الفيديو لن يتم احتسابها مقابل الحد المقيد بالفعل لعدد الأحرف فى التغريدة و البالغ 140 حرفًا كما تأخذ المشاركات التى تحتوى على صورة جزء كبير من التغريدة بحوالي 24 حرفًا و لا تكون المرفقات و الروابط جزءًا من عدد الأحرف المسموح به و في عام 2017 ضاعف “تويتر” حده التاريخي المؤلف من 140 حرفًا إلى 280 حرفًا.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *