تعرف على الملياردير غريب الأطوار جان بول جيتي الذى رفض دفع فدية لإحدى العصابات التى قامت بإختطاف حفيده

نعيش فى عالم يعج بالعديد من المليارديرات الذين كونوا ثرواتهم نتيجة أنشطتهم الإستثمارية فى مجالات مختلفة سواء كانت فى تجارة السلاح أو النفط أو البرمجيات و رغم شهرة هؤلاء الأثرياء الا أن قصة حياة واحد منهم و يدعي جان بول جيتي التى تعتبر من أغرب القصص ليس فى كيفية جمعه لتلك الثروة و لكن بأسلوب إدارته لها بالإضافة إلي تعامله مع الأخرين سواء كانوا مرؤوسين يعملون لديه أو حتى شركاء معه حيث كان معروفا عنه بأنه رجلا غريب الأطوار و فيه شئ كبير من البخل لدرجة أنه عند إختطاف حفيده على يد رجال من العصابات كان رافضا بشكل قاطع دفع مبلغ من المال كفدية لهم من أجل إنقاذه .

ولد ” جان بول جيتي” بمدينة “مينيابوليس” فى ” الولايات المتحدة ” عام 1892 حيث ورث شركة نفط صغيرة من والده و من خلال مهاراته فى التلاعب بسوق الأسهم أستطاع أن يشكل إمبراطورية مالية ضخمة و أصبح من كبار رجال الأعمال فى عالم النفط و تجاوزت ثروته المليارات و رغم كل تلك الأموال الا أنه لم يعيش حياة مثالية حيث تزوج و طلق خمس مرات و كان يعاني من مشاكل جدية في العلاقة مع معظم أبنائه الخمسة و في آخر 25 عامًا من حياته عاش بالقرب من “لندن” في ملكية محاطة بأسوار من الأسلاك الشائكة المزدوجة و محمية بحراس يرتدون ملابس مدنية و أكثر من 20 كلب للحراسه و لشدة بخله وصل به الأمر الى تركيب هاتف عمومي للضيوف في قصره الإنجليزي لعدم تحمل تكاليف استخدام أى هواتف تابعة للقصر .

جان بول جيتي أمام قصره فى لندن
جان بول جيتي أمام قصره فى لندن

و رغم كل ذلك الا أن أكثر الأمور غرابة فى حياة ” جان بول جيتي ” تتعلق برفضه دفع مبلغ من المال لإنقاذ حفيده الذى أختطف من قبل إحدى العصابات ففى يوم 10 من يوليو عام 1973 تم إختطاف حفيده “جان بول جيتي الثالث” البالغ من العمر 16 عامًا من قبل أعضاء فى عصابة تسمى ” ندرانجيتا ” و هى أحد أفرع الجريمة المنظمة الإيطالية أثناء وجوده في ساحة “فارنيزي” الشهيرة بمدينة “روما” فى “إيطاليا” حيث كانت تلك العصابة على غرار المافيا تقوم بإختطاف الناس و طلب مبلغ كفدية من ذويهم من أجل إطلاق سراحهم و نظرا لأنه كان شخصا بالغ الثراء فيعد إختطافه جائزة كبرى لهم حيث كان وريثًا لثروة “جان بول جيتي” الضخمة و كان ينتمي إلى واحدة من أغنى العائلات في العالم و بعد يومين من إختطافه تلقت والدته مكالمة من مجهول تطالبها بـ 17 مليون دولار مقابل عودته الآمنة و عندما ردت بأنها لا تملك هذا المبلغ لأنها كانت مطلقة من زوجها لأكثر من تسع سنوات أجابها الخاطفين بأنها يجب عليها إذن أن تحصل عليه من “لندن” فى إشارة الى جد ذلك الشاب الذى يعيش هناك و أرفقوا رسالة بخط يد إبنها المخطوف يقول فيها أنه منذ يوم الاثنين وقع في أيدي الخاطفين و يرجوهم ألا يدعوه يقتل على أيديهم .

الحفيد جان بول جيتي الثالث
الحفيد جان بول جيتي الثالث

و رغم تلك المأساة الا أن العديد من أفراد الأسرة قد شككوا في صحة الاختطاف و معهم بعض من ضباط الشرطة حيث كان الشاب ” جان بول جيتى الثالث ” يمزح في كثير من الأحيان لذلك ظنوا انه يتظاهر بالإختطاف من أجل إنتزاع مبلغ مالي من قبضة جده و لكن مع مرور الأيام و إستمرار المطالب بدأ “جيتي جونيور” والد الشاب في التعامل مع الموقف بجدية و على الرغم من أنه لم يكن لديه الوسائل الكافيه لجمع 17 مليون دولار بنفسه إلا أنه اتصل بوالده الذى كان يبلغ من العمر وقتها 80 عاما و طلب منه المال و كان رده صادما حيث قال أن لديه 14 حفيدًا آخر و إذا دفع بنسا واحدًا الآن فسيكون لديه 14 حفيدًا مختطفًا و أثناء تلك الفترة من الجدال العائلى كان الحفيد مقيدا بالسلاسل و يتعرض للتعذيب بإنتظام و بعد أربعة أشهر من إختطافه نفذ صبر الخاطفين و قرروا التعامل بجدية أكثر حيث قاموا بقطع أذن ” جان بول جيتي الثالث” و أرسلوها إلى إحدى الصحف المحلية مع خصلة من شعره و رسالة تفيد بأن هذه أذن “بول” و إذا لم يحصلوا على بعض المال في غضون 10 أيام فستصل الأذن الأخرى .

و عند هذه المرحلة رضخ الملياردير ” جان بول جيتي ” و قرر أن يدفع للخاطفين و لكن من خلال إبرام صفقة معهم حيث دفع ما يقارب من 2.2 مليون دولار وهو الحد الأقصى للخصم الضريبي و أقرض إبنه 800 الف دولار على أن يعيده له بفائدة أربعة بالمائة و يكون مجموع المبلغ المدفوع ما يقارب 3 ملايين دولار مقابل عودة حفيده و بمجرد دفعها تم إطلاق سراحه بعد أن أمضى عيد ميلاده السابع عشر في الأسر حيث وجد على طريق سريع مغطى بالثلوج بين روما و نابولي في 15 ديسمبر عام 1973 ثم تمت إعادة بناء أذنه المقطوعة من خلال سلسلة من العمليات الجراحية التجميلية .

الحفيد جان بول جيتي الثالث بعد إطلاق سراحه
الحفيد جان بول جيتي الثالث بعد إطلاق سراحه

أقرأ أيضا : هيتي جرين الأمريكية التى صنفت يوما كأغنى و أبخل إمرأة فى العالم

و في النهاية تم القبض على تسعة من الخاطفين و نتيجة لعدم وجود أدلة كافية تم إطلاق سراح معظمهم و لم تتم الإدانة سوى لرجلين حيث كان تأثير ذلك الاختطاف سلبيا على الشاب و ساهم في إدمانه الكحول و المخدرات التي دمرت حياته و أدت إلى إصابته بجلطة دماغية نتج عنها إصابته بشلل رباعي و عمى جزئي حيث لازمه المرض الى أن توفى عام 2011 عن عمر يناهز 54 عامًا أما بالنسبة إلى جده فقد توفى بعد ثلاث سنوات من حادث إختطاف حفيده عن عمر يناهز 83 عامًا و أشتعل بعدها صراع بين أبناءه و زوجاته من أجل الثروة و لكن في النهاية ذهب الجزء الأكبر من المليارات إلى متحف ” جان بول جيتي لنشر المعرفة الفنية و العامة” و مقره في مدينة “لوس أنجلوس” و هو أكثر المتاحف ثراءً على وجه الأرض .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *