خلال الفترة من عام 800 بعد الميلاد و حتى القرن الحادي عشر ترك عدد كبير من مواطنى الدول الإسكندنافيه منازلهم بحثًا عن الثروة حيث استطاعوا على مدار تلك القرون الثلاث فى إثبات قدراتهم القتالية الضخمه كمحاربين و غزاة و أيضا كتجار عبر غزواتهم و رحلاتهم الى بريطانيا و روسيا و أيسلندا و جرينلاند و نيوفاوندلاند و أطلق على هؤلاء المقاتلين اسم ” فايكنج ” التى تعنى ” القرصان الاسكندنافى ” أو المهاجم و رغم شهرة تاريخ ” الفايكنج ” الا أن هناك كثيرا من التصورات النمطية الخاطئه و المتداولة عنهم و عن عاداتهم و صفاتهم أو قد تكون مبالغ فيها أو اسئ فهمها و فى تلك المقاله نستعرض عددا من الحقائق المثيرة للاهتمام حول ” الفايكنج ” التى ربما لم تكن لتعرفها مع تصحيح بعضا من تلك التصورات الخاطئة حول حياتهم .

لا يرتدى مقاتلى الفايكنج خوذات ذات قرون

قد تكون شاهدت فى بعض من الاعمال الفنيه ان مقاتلى الفايكنج يرتدون خوذات ذات قرون الا ان ذلك الامر ليس صحيحا فعلى الرغم من انهم كانوا يعتمرون الخوذات خلال حروبهم الا أنها لم تكن مزينة بالقرون على الاطلاق خاصة و ان الصور التى تعود الى عصورهم و تحكى تاريخهم لا تشير الى ذلك و أن خوذة “الفايكنج” الأصلية و الوحيدة التي تم اكتشافها على الإطلاق كانت بلا قرون و يبدو أن الرسامين قد اختلقوا ذلك الاتجاه من ناحية الخوذات خلال القرن التاسع عشر ربما من أوصاف الأوروبيين الشماليين من قبل المؤرخين اليونانيين و الرومانيين القدماء الذين أشاروا أنه قبل وقت طويل من ظهور عصر “الفايكنج” كان الكهنة الإسكندنافيون والجرمانيون يرتدون خوذات بقرون و لكن فقط لأغراض الاحتفالات .

كانوا يهتمون كثيرا بنظافتهم الشخصيه

يترسخ لدى البعض انطباعات ربما تم الاخذ بها من خلال الاعمال الفنيه التى تظهر أن “الفايكنج” نتيجة لكثرة غزواتهم و ترحالهم و قتالهم للاعداء لا يهتمون بانفسهم و يكونون فى هيئة ليست نظيفة و مهندمه و لحية غير حليقه و هى انطباعات خاطئه حيث كشفت الحفريات في مواقع “الفايكنج” عن ملاقط و شفرات حلاقة و أمشاط و منظفات أذن مصنوعة من عظام الحيوانات كما أشارت أيضا الى أنهم كانوا يداومون على تغيير ملابسهم بشكل منتظم و الاستحمام مرة واحدة على الأقل أسبوعيا و هو معدل أكثر بكثير من غيرهم من الأوروبيين بصفة عامة فى ذلك الوقت كما أنهم كانوا يستمتعون بالغطس كثيرا في الينابيع الساخنة الطبيعية و بلغ اهتمامهم بنظافتهم الشخصيه الى حد اتهامهم بالغرور من الشعوب الاخرى .

كانوا يستخدمون سائلًا فريدًا لإشعال الحرائق

على الرغم من حياتهم البدائيه و الوثنيه الا انهم استطاعوا التوصل الى طرق جديدة و فريدة من نوعها لمساعدتهم على تلك الحياة القاسيه حيث كانوا يجمعون فطرًا يسمى ” تاتشوود ” من لحاء الاشجار و يقومون بغليه لعدة أيام في البول ثم تجميعه حيث تسمح نترات الصوديوم الموجودة في البول لتلك المواد أن تشتعل بدلاً من الاحتراق نتيجة لذلك استطاع ” الفايكنج ” و بأساليب بدائيه ان يجلبوا معهم النيران أثناء تنقلهم فى أى مكان من دون أى مشكلة .

يدفن الفايكنج موتاهم فى القوارب

لا يستطيع أحدا أن ينكر أن “الفايكنج” أحبوا قواربهم لدرجة أنه يعد شرفا كبيرا أن يتم دفنهم في واحدة منهم ففي الديانة الإسكندنافية يدخل المحاربون الشجعان إلى العوالم الاحتفالية و المجيدة بعد الموت التى يطلقون عليها اسم ” فالهالا ” و كان يُعتقد فيما بينهم أن السفن التي تخدمهم جيدًا في الحياة سوف تساعدهم في الوصول بسلاسة إلى وجهاتهم النهائية لذلك فقد كان يتم دفن المحاربين البارزين و المميزين من الرجال و النساء في السفن و هم محاطين بالأسلحة و البضائع الثمينة و أحيانًا العبيد الذين يتم التضحية بهم .

كانوا نشيطين فى تجارة الرقيق

يرجع سبب ثراء العديد من “الفايكنج” نتيجة تجارتهم للعبيد حيث كانوا خلال غزواتهم يعتقلون و يستعبدون النساء و الشباب أثناء نهبهم للمستوطنات الأنجلوساكسونية والسلتيك و السلافية و بعدها يتم بيع هؤلاء العبيد في أسواق عملاقة في جميع أنحاء أوروبا و الشرق الأوسط و بمبالغ كبيرة كانت كافية لاثراء العديد منهم خلال ممارستهم لتلك التجارة .

تتمتع نساء الفايكنج ببعض الحقوق الأساسية

تتزوج نساء “الفايكنج ” و هن باعمار صغيرة قد تصل الى 12 عامًا حيث ينحصر عملهن داخل مجتمعاتهم بالاهتمام بالأسرة أثناء ابحار أزواجهن في مغامرات لغزو أراضى الأخرين و رغم تلك الواجبات المفروضة عليهن الا ان أولئك النساء كانوا يتمتعن بحريات أكبر من الاخريات فى المجتمعات الأخرى خلال تلك الحقبه حيث يمكن لنساء “الفايكنج” أن يرثن الممتلكات و يطلبن الطلاق و يقومون بالحصول على مهورهن حال انتهاء زواجهم .

يمضى رجال الفايكنج معظم أوقاتهم في الزراعة

قد يكون هذا الأمر بمثابة خيبة أمل للمتيمين بذلك العصر و لكن بالفعل معظم رجال “الفايكنج” كانوا يمسكون المناجل بغرض الزراعه أكثر من مسكهم للسيوف من أجل الحروب و الغزوات و صحيح أن بعضهم كانوا قراصنة قاسين ينزلون من قواربهم لسلب و حرق القرى الا أن الغالبية العظمى منهم كانت تزرع بشكل سلمى الشعير و الجاودار و الشوفان على الأقل لجزء من العام كما كانوا يهتمون بالرعى و يقومون بتربية الماشية و الماعز و الخنازير و الأغنام في مزارعهم الصغيرة و التي عادة تنتج ما يكفيها من الغذاء لإعالة الأسرة .

كانوا يستمتعون بهواية التزلج

طور الإسكندنافيون زلاجات بدائية منذ نحو ستة الاف عام على الأقل و رغم أن الروس القدماء هم ربما أول من أخترعوها قديما الا انه و بحلول عصر “الفايكنج” اعتبر رجال الشمال أن التزلج وسيلة فعالة للتجول و حتى أثناء الحروب و شكلًا رائعا من أشكال الاستجمام لدرجة أنهم عبدوا إله التزلج و المعروف بإسم “أولر” و الذى كان بحسب معتقدهم صيادا ماهرا يرتاد الزلاجات .

لديهم تفضيلات للشعور الشقراء

تعد الشعور الشقراء هى المفضلة لدى ” الفايكنج ” و ذلك كجزء من مُثُل الجمال في ثقافتهم لذلك فقد كان يقبل الرجال منهم عادة على استخدام صابونًا قويًا يحتوي على نسبة عالية من الغسول لتبييض شعورهم و في بعض المناطق الاخرى كان يتم تفتيح ألوان اللحى أيضًا .

لم يعيشوا فى مجموعات موحدة

لم يتعرف “الفايكنج” على زملائهم “الفايكنج” الاخرين كما نحن نشاهدهم فى الاعمال الفنيه حتى انهم ربما لم يطلقوا على أنفسهم اسم “الفايكنج” حيث أن ذلك المصطلح يشير ببساطة إلى جميع الإسكندنافيين الذين شاركوا في الرحلات الاستكشافية الخارجية حيث خلال تلك الحقبه كانت الأرض التي تشكل الآن الدنمارك و النرويج و السويد عبارة عن خليط من القبائل يقودها زعماء و التي تتقاتل في كثير من الأحيان ضد بعضها البعض عندما لم يكونوا مشغولين في إحداث الفوضى على الشواطئ الأجنبية الأخرى .

كانوا مغرمين بالقطط

كانت القطط تحظى بتقدير كبير في مجتمعات “الفايكنج” و تم تدجينها لتعيش في المزارع و استخدامها لإبعاد الآفات و القوارض كما كانوا يعتبرونها كائنات أليفه بداخل المنزل و يصطحبوها في رحلات طويلة إلى البلدان المجاورة حيث يرجع تعلقهم بالقطط الى إلهة الحب ” فيريا ” التي قيل إنها تركب عربة يجرها فريق من القطط. كما كانوا يعتبرون القطط هدية زفاف شائعة للعروس حتى تتمكن من إنشاء منزلها الجديد .

أقرأ أيضا : وباء الرقص .. قصة جائحة غامضه أجبرت المصابين بها على الرقص و أدت الى وفاة الكثير منهم

سميت أيام أسبوعهم على اسماء آلهتهم

تم تسمية كل يوم من أيام الأسبوع لدى “الفايكنج” على أسماء ألهتهم الاسكندنافيه باستثناء يوم “السبت” الذي جاء من الرومان القدماء و سمي على اسم الإله زحل تكريما له حيث كان يوم “الأحد” يطلق عليه اسم “سول” إله الشمس و يوم “الاثنين” هو “ماني” إله القمر و “الثلاثاء” على اسم إله الحرب “تير ” و تم تسمية يوم “الأربعاء” على اسم ” أودين” و “الخميس” على اسم “ثور” إله القوة و العواصف و يطلق على “الجمعة” اسم إله الزواج “فريج “.

يعتبرون الكحوليات شرابا مقدسا

يتفق المؤرخين وعلماء الآثار على أن “الفايكنج” كان لديهم ثقافة شرب الكحوليات و صنع مشروب البيرة و تعد جزءا من أساطيرهم حيث توجد ” الفالكيرى ” التي تجلب المرطبات للمحاربين الذين سقطوا في ” الفالهالا ” كما أنه في الحياة الواقعية كان الشرب جزءًا من كل احتفال و تجمع و فى خلال الأحداث الكبرى كانت سيدة المنزل تخدم المحاربين ثم تحيي الآلهة و أسلافهم و يقسمون القسم المقدس خلال شربهم حيث كان يعتقد أنه من خلال القيام بذلك سيتمكن الرجال من نسج مصائرهم ومخاطبة ألهتهم .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *