الهواتف المحمولة و خطورتها على الصحة

طفرة كبيرة شهدها العالم فى مجال الإتصالات بعد ظهور الهواتف المحمولة التى يمكنها إجراء و استقبال المكالمات عبر ربط ترددات الراديو أثناء تحرك المستخدم داخل منطقة تغطية الشبكة اضافة الى تدعيمها ببعض من الخدمات الأخرى مثل الرسائل النصية و رسائل الوسائط المتعددة و البريد الإلكتروني و الوصول إلى خدمات الإنترنت و الاتصالات اللاسلكية قصيرة المدى مثل الأشعة تحت الحمراء و البلوتوث اضافة الى تشغيلها لتطبيقات الأعمال المختلفة و ألعاب الفيديو و التصوير الرقمي و الموجودة حاليا فى الهواتف المحمولة الذكية , و يرجع تاريخ ظهور تلك الهواتف لأول مرة بنيويورك فى الولايات المتحدة عام 1973 على يد جون إف ميتشل و مارتن كوبر العاملين فى شركة موتورولا و كان اختراع أحدث ضجة كبيرة حينها و بعدها بستة أعوام ظهرت أول شبكة للمحمول فى اليابان و أصبح متاحا بشكل تجارى عام 1983 و مع مرور السنوات نمت تجارته بشكل متزايد و أصبح عدد مستخدميه ما يقارب 7 مليارات شخص عام 2014 اى بمعدل هاتف لكل فرد و صارت الشركات المصنعة لتلك الأجهزة اضافة الى شركات الأتصالات تجنى أرباحا ضخمة بالمليارات وسط تصاعد لأسهمهم فى البورصات العالمية و رغم تلك النجاحات الا أنه ظهر بعض من الأقاويل التى تتحدث عن خطورة تلك الهواتف على الصحة العامة مثل إصدارها لأشعاعات تؤدى الى حدوث تلف بالدماغ و اصابة الناس بجنون جماعى او الإصابة بالسرطانات فهل تلك المعلومة صحيحة و ان الهواتف المحمولة تمثل خطورة على الصحة ؟ .

التقييم

الأدلة

في ديسمبر عام 2017 نشر موقع NaturalNews.com للعلوم ورقة بحثية تقارن أضرار استخدام الهواتف المحمولة بالتبغ و تجادل بضرورة حظر تلك الأجهزة لأن الإشعاعات الذي تنبعث منها تؤدى الى جنون مستخدميها إضافة الى أنها تسبب تلفًا في المخ و اضرابات عقلية تؤدى الى الإنتماء لمجتمع المثليين حيث قالت :

السؤال الأكبر هنا هو ما أطرحه اليوم من خلال تجاهل المخاطر الصحية الحقيقية لتلف الدماغ الناجم عن التعرض لإشعاع الهواتف المحمولة , هل سمحنا لجيل كامل بحدوث تلف في دماغه ؟ من الصعب النظر إليهم و عدم الاستنتاج بأنهم مجانين و مختلين عقليًا فكما نرى فإن عددًا صادمًا من شباب اليوم ليسوا أقل من المجانين الغاضبين و يتضح هذا بشكل خاص في مجتمع المثليين الذي يقوم الآن بنشر شعارات “التسامح” و أن كل انحراف جنسي غريب و مضطرب يكون بطله ضحية و يتم حمايته و ليس هناك شك في أن اليسار المختل سيطالب قريبًا بحماية خاصة على من يقوم بالاعتداء الجنسي على الأطفال و أولئك الذين ينخرطون في أفعال جنسية مع الجثث.

و رغم ما قيل و بعيدا عن اتهام البعض بأن ذلك الموقع يتاجر بإنتظام بنظريات المؤامرة الا أنه فى واقع الأمر لا يوجد دليل علمي على أن موجات الراديو المنبعثة من الهواتف المحمولة تسبب مرضًا عقليًا او تكون سببا فى المثلية حيث ركزت الأبحاث حول الآثار الصحية لاستخدامه و مخاطر الإصابة بالسرطان و التى أشارت على عدم وجود دليل قاطع على وجود صلة بين استخدام الهواتف المحمولة و السرطان فوفقا لمنظمة الصحة العالمية فلا يوجد دليل ملموس على أنها أو أبراجها تنتج آثارًا صحية ضارة حيث قالت :

تتيح الهواتف المحمولة للناس أن يكونوا في المتناول بجميع الأوقات حيث تقوم أجهزة الموجات الراديوية منخفضة الطاقة بنقل و استقبال الإشارات من ابراج المحطات الثابتة ذات القدرة المنخفضة حيث يوفر كل برج منهم قاعدة تغطية لمنطقة معينة و التى تتباين المسافات بينها ما بين بضع مئات من الأمتار فقط في المدن الكبرى إلى عدة كيلومترات في المناطق الريفية و عادة ما يتم تثبيت تلك الأبراج على قمم المباني لارتفاعات تتراوح بين 15 و 50 مترًا و تصدر هوائياتها شعاعًا ضيقًا جدًا من الموجات الراديوية التي تنتشر فى محيطها لذلك فإن حقول الترددات الراديوية على مستوى الأرض و في المناطق التي يمكن للجمهور الوصول إليها عادة تكون أقل من مستويات الخطر و لكن تكون خطيرة فقط إذا اقترب الشخص من هوائياتها لمسافة متر أو مترين و حتى قبل أن تصبح الهواتف المحمولة مستخدمة على نطاق واسع كان الناس يتعرضون بشكل أساسي لانبعاثات الترددات الراديوية من محطات الراديو و التلفزيون و اليوم تضيف أبراج الهواتف المحمولة القليل إلى إجمالي تعرضنا . و مع ذلك يتعرض مستخدم الهواتف المحمولة لمجالات تردد لاسلكي أعلى بكثير من تلك الموجودة في البيئة العامة فنظرا لأنه عند استخدام الهواتف المحمولة عند التحدث تكون بجوار الرأس فتكون الطاقة الممتصة في رأس المستخدم بدلا من توزيعها على باقى جسمه و لكن من خلال الأبحاث الدقيقة أشارت الى أن تلك الطاقة الممتصة لا تشكل أى خطورة . و رغم إثارة المخاوف بشأن ما يسمى بالتأثيرات غير الحرارية الأخرى الناشئة عن التعرض لترددات الهواتف المحمولة و التى تشمل تأثيرات على الخلايا التى قد تساهم فى نمو الأورام السرطانية فإن الأدلة الإجمالية المتاحة حتى الآن لا تشير إلى أن استخدام الهواتف المحمولة له أي تأثير ضار على صحة الإنسان .

و وفقا للمعهد الوطني للسرطان فإن الهواتف المحمولة تصدر ترددات راديوية و هي شكل من أشكال الإشعاع غير المؤين من هوائياتها و التى تمتصها الأنسجة لكن الدراسات لم تظهر ارتباطًا نهائيًا بالسرطان و على الرغم من استمرار الأبحاث فقد أشارت الى أن التأثير المادي الوحيد الثابت من استخدام الهواتف المحمولة هو التسخين الموضعي لتلك الأماكن من الجسم .

أقرأ أيضا : هل تسبب شبكات الجيل الخامس وفاة الطيور الموجودة بجوار أبراجها ؟

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *