على الرغم من أن أغلب الألعاب الرياضية لا يشترك فيها سوى فئة الشباب الا أن ممارسة الرياضة بشكل عام لا ترتبط بفئة عمرية محددة فهى مفتوحة لجميع الأعمار من الطفولة و حتى الكهولة و هو الأمر الذى دفع مجموعة من النساء فى الولايات المتحدة الذين تخطوا سن الخمسين بتكوين فريق رياضى لممارسة لعبة كرة السلة و أطلق عليها إسم كرة السلة للجدات و ذلك من أجل تحقيق عدد من الأغراض أبرزها التمتع بالتنافسية بين النساء بعد سن الخمسين و أن تكون تلك المبارايات وسيلة للعطاء الخيري و الترفيه الصحي و الحنين الى الماضى و تحقيق روح الدعابة فى بعض من الاحيان و الغريب فى الأمر زيادة إنضمام عدد كبير من النساء الى ممارسة تلك اللعبة حيث يشاركن فى بطولة دوري كرة السلة للجدات و الذى يضم مئات من اللاعبين مقسمين على أكثر من 40 فريقا فى عدد من الولايات .
بدأت لعبة كرة السلة للجدات و بحسب موقعهم الرسمي عن طريق والد “بارب ماكفرسون ترامل” الذي كان يعمل مدرب كرة سلة للفتيات في ولاية “أيوا” خلال فترة الأربعينيات و الخمسينيات من القرن الماضي حيث كان يكتب مذكراته و كانت إبنته “بارب” تساعده فى ذلك الأمر و خلال سرده وصف أول لعبة للفتيات رآها في مدينة “بوندورانت” بالولاية عام 1920 بما في ذلك الأزياء التي ارتدتها الفتيات أثناء اللعب و الظروف و التى كانت تحدث إضافة الى القواعد التي كان عليهن اتباعها في ذلك الوقت حيث أفتتنت ” بارب ” بتلك الاجواء و نظرا لأنها كان قد تقدم بها العمر و فى حاجة الى الحصول على تمرينات رياضية تفيدها جسمانيا فقد خطر لها أخيرًا أنه حتى في سنها يمكنها اللعب وفقًا لتلك القواعد القديمة التى حكاها والدها لذا اجتمعت مع مجموعة من صديقاتها عام 2005 لوضع لعبة استعراضية في مدينة “لانسينج” لجمع الأموال للحفاظ على مبنى تاريخي قديم هناك و سمعت بعض البلدات الأخرى في المنطقة عن ذلك و أرادت اللعب و المشاركة أيضًا لذلك انتهى بهم الأمر لتكوين أربعة فرق و قرروا إقامة بطولة بدلاً من مجرد لعبة استعراضية .
و نظرا لأن ” بارب ” لم تتمكن من ممارسة لعبة كرة السلة فى سنوات شبابها فقد قررت تسميتها بطولة كرة السلة للجدات و عند تنظيم أول بطولة أعتقد الجميع أن الأمر ممتع للغاية و لم يرغبوا في التوقف عن ممارستها لذلك استمروا في التدريب و انضم اليهم المزيد و المزيد من المدن من مختلف الولايات خاصة مع زيادة التغطية الإعلامية حيث لا يقتصر اللعب فى البطولة من أجل ممارسة الرياضة فقط و لكن للمساهمة فى الأنشطة الخيرية حيث تدعو منظماتها فرق كرة السلة للجدات للعب مع فرق أخرى بغرض جمع الأموال لمشاريع مختلفة و من الممكن إنضمام الرجال و النساء فى أى مرحلة عمرية إضافة الى الأطفال الى تلك اللعبة شريطة ممارستها وفقا للقواعد المنصوصة عليها و حتى اللحظة قامت تلك الفرق بجمع ما يزيد عن 200 ألف دولار للجمعيات الخيرية و المدارس و النوادي و ضحايا الأمراض و ما إلى ذلك .
و فى الوقت الراهن يمارس لعبة كرة السلة للجدات أكثر من 450 لاعبًا مقسمين على 41 فريقًا من 10 ولايات بواقع 14 فريقًا في “آيوا” و 9 في “كانساس” و 5 في “تكساس” و 3 في كل من “ميسوري و أوكلاهوما” و 2 في كل من “مينيسوتا و ويسكونسن” و واحد في كل من “لويزيانا و فرجينيا و كاليفورنيا” و لا تزال هناك فرق جديدة مستمرة في التشكل و تقام بطولة ولاية “أيوا” بشكل سنوى منذ عام 2005 حيث كانت تنظم أولاً في مدينة “لانسينج” ثم إلى “ويست دي موين” و عند تجمع الفرق معا قد يغنون مقطوعة أو مقطعين من نشيد خاص بهم بعنوان ” ستة على ستة للأبد ” و ذلك لتكريم الفتيات اللواتي لعبن كرة السلة فى الماضى .
أقرأ أيضا : أغرب مباراة للكرة الطائرة تكون شبكتها هى السياج الحدودي بين دولتين
و تتحكم فى لعبة كرة السلة للجدات عدد من القواعد أبرزها أن يتكون الفريق من 5 أو 6 سيدات على الأقل بعمر 50 عامًا أو أكثر و ترتدى اللاعبات زيًا موحدًا على طراز عشرينيات القرن الماضي مكون من بنطلونات و بلوزات متوسطة الحجم و جوارب تصل إلى الركبة و لا يجوز الكشف عن الساقين أو الذراعين و يقسم الملعب الى ثلاثة أجزاء و لا يجوز لأى لاعبة فى أى جزء الخروج الى منطقة أخرى و تتكون المباراة من أربعة أشوط كل شوط 8 دقايق و يتم إيقاف الساعة فقط للوقت المستقطع و الرميات الحرة و السقوط و إذا كانت النتيجة هى التعادل فى الوقت الأصلى من المباراة فيتم لعب فترة إضافية مدتها 4 دقائق .
