قصة كلب بوليسي أنقذ فريق كرة قدم من الهبوط إلي دوري الدرجة الأدني

تعتبر المباريات التي تنظم فى أخر الموسم الكروي في لعبة كرة القدم هي الأصعب بالنسبة إلي الأندية التي تتذيل فرقها الجدول بسبب دخولها في صراع شرس من أجل البقاء في دوري الأضواء و تجنب الهبوط إلي الدوري الأدني لذلك فعند ضمان أحد الفرق التواجد فيه تكون لحظة سعيدة لا تنسي بالنسبة للاعبيها و لن نبالغ إذا قلنا أنها قد تعادل فرحة لاعبي الأندية التي تحصل علي البطولة و ذلك ما حدث في موسم 1987/1986 حين نظمت مباراة جمعت بين فريقي توركواي يونايتد و كرو ألكسندرا في دوري القسم الرابع الإنجليزي في صراع من أجل البقاء و بعد مباراة مثيرة أنتهت بفوز الأول ركض الآلاف من مشجعيه إلي الملعب للإحتفال بلحظة لا تصدق و ربما ستُسجل في التاريخ لأن الفضل في تلك النتيجة لا يرجع إلي لاعب أو حكم أو مدرب و لكن لكلب بوليسي كان متواجدا خلال تلك المباراة .

بدأت قصة تلك المباراة الغريبة و المثيرة بعد تسعة أشهر كئيبة جدًا كان فيها فريق ” توركواي يونايتد ” متجذرًا في أسفل الترتيب و مع أقتراب الموسم من نهايته كانوا في حاجة إلي أي إنتعاش لمنحهم الأمل في خوض المواجهة الحاسمة علي ملعبهم ضد فريق ” كرو ألكسندرا ” حيث كان المطلوب منهم في تلك المباراة الفوز أو التعادل علي الأقل لضمان البقاء لأن في ذلك العام تحديدا حدثت تعديلات علي نظام المنافسة و سيصبح أي نادي يتذيل الجدول هو أول فريق على الإطلاق يهبط من دوري كرة القدم و هو تعديل جديد في اللائحة التي كانت تسمح للأندية بالبقاء حتي و أن أحتل المركز الأخير و هي ميزة كانت يستفيد منها العديد من الأندية للبقاء في تلك البطولة .

لاعبي نادي توركواي يونايتد

و كانت المباراة تقام في حضور جماهيري كبير و نظرا لحساسيتها كان من الضروري تأمينها بعناصر من الشرطة لذلك تواجد العديد من الظباط برفقة مجموعة من الكلاب البوليسية و الذين أنتشروا بطول الملعب تحسبا لحدوث أي أعمال قد تعكر صفو المباراة و مع بدأها تمكن فريق ” كرو ألكسندرا ” من إحراز هدفين ثم نجح ” توركواي يونايتد ” في تقليص الفارق بهدف في نهاية الشوط الأول بفضل ركلة حرة من الظهير الأيمن ” جيم ماكنيكول ” و أصبحوا في حاجة إلى هدف آخر ليضمنوا البقاء في الدوري لموسم جديد .

و بدء الشوط الثاني و لم يتمكن الفريق المضيف من إحراز هدف التعادل و مع مرور الدقائق الأخيرة تقدم الهداف “ماكنيكول” للأمام في هجمة منظمة في محاولة للعثور على هدف البقاء و أثناء مطاردة الكرة فوق خط التماس محاولًا إبقائها في الملعب كان شرطي يراقب الحشد لكن كلب بوليسي كان واقفا بجواره من فصيلة الجيرمان شيبرد رآي اللاعب يركض نحوه و ربما ظن من المشهد أنه يهاجم مدربه فتوجه نحوه مباشرة ثم أنقض علي اللاعب غارسا أسنانه في فخذه مما جعله يتلوى من الألم على خط التماس تاركا جرح يتطلب 17 غرزة .

و توقفت المباراة لعلاج اللاعب لمدة 5 دقائق تقريبا كانت كافية لإعطاء زملاءه فرصة للراحة و إلتقاط الأنفاس و بطبيعة الحال نتيجة شدة إصابة ” جيم ماكنيكول ” كان من الصعب عليه إستكمال المباراة لذلك نزل لاعب بديل أخر ليحل محله و تستأنف المباراة مجددا و يتمكن فريقه من إحراز التعادل عن طريق اللاعب ” بول دوبسون ” و ضمان البقاء في الدوري و لحسن حظهم كان نادي أخر ينافسهم علي البقاء و هو ” لينكولن سيتي ” قد خسر أمام منافسه ” سوانزي ” في مباراة كانت تلعب بنفس التوقيت و بالتالي كان هو الهابط و يكون كلب بوليسي له الفضل في تأخير المباراة التي أعطت الفرصة لزملاءه بأن يكونوا علي علم بنتائج باقي المباريات التي كانت تلعب في نفس التوقيت و بالتالي أصبحوا يعرفون جيدًا ما هو مطلوب منهم لتجنب الهبوط .

أقرأ أيضا : قصة مباراة كانت شرارة حرب شامله بين بلدين أستمرت لأربعة أيام

و بعد مرور عدة أيام من المباراة تم إصطحاب الكلب “برين” مع مدربه “جون هاريس” لرؤية اللاعب “ماكنيكول” في الملعب و تم إلتقاط صورة تذكارية تجمعهم سويا و تنشر في الصحف و يقول ماكنيكول بأنه للأسف لم يشاهد الإحتفالات في الملعب عقب ضمان بقاء فرقته في الدوري نظرا لأنه كان مشغولا بالحصول علي جميع أنواع الحقن و إجراء جميع الفحوصات و الإختبارات الخاصة بمرض التيتانوس و بعد إنتهاءه منها عاد إلي المنزل وذهب إلى السرير و بحلول الوقت الذي رأي فيه أي مشجع لفريقهم كانت الحفلة قد أنتهت .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *