كوكب أورانوس

كوكب أورانوس هو سابع أقرب كوكب الى الشمس فى ترتيب المجموعة الشمسية و ثالثهم من حيث الحجم بعد كوكبى المشترى و زحل و هو حجم يعادل أربع أضعاف كوكب الأرض و يعتبر هو أول كوكب يتم رصده بواسطة التليسكوبات حيث كان يعتقد قديما بأنه إما مذنب أو نجم الى ان تم التأكد من بنيته و اعتماده كوكبا داخل نظامنا الشمسى و الذى رغم ضخامة حجمه الا أنه يختلف عن كوكبى المشترى و زحل فى أنه كوكب جليدى و ليس غازى مثلهم و رغم ذلك الاختلاف الرئيسى الا انه يتشابه معهم فى افتقاره لسطح صلب و امتلاك غلافه الجوى بغازى الهيدروجين و الهيليوم مضاف اليه بعض من المكونات الجليدية مثل الماء و الأمونيا و الميثان , و يعتبر كوكب أورانوس صاحب أبرد جو كوكبي في النظام الشمسي كله و يتكون جزءه الداخلى بشكل أساسى من الصخور و الجليد و هو مثل سائر الكواكب العملاقة الأخرى يحتوي على نظام حلقات حوله و غلاف مغناطيسي قوى و يتميز عن سائر الكواكب بأن محور دورانه مائل بشكل جانبي في مستوى مداره الشمسي تقريبا و بالتالي فإن قطبيه الشمالي و الجنوبي يقعان حيث توجد خطوط استواء معظم الكواكب الأخرى و نتيجة تفرد ذلك الكوكب يضعه علماء الفلك فى وقتنا الراهن كهدف رئيسى للاستكشاف لمعرفة أسراره .

و سمى ” كوكب أورانوس ” Uranus بذلك الإسم نسبة إلى إله السماء اليوناني “أورانوس” الذي وفقًا للأساطير اليونانية كان الجد الأكبر للاله اريز او Mars ( كوكب المريخ) وجد زيوس أو Jupiter (كوكب المشتري) و والد كرونوس أو Saturn (زحل) و قد تم إكتشافه عام 1781 من قبل عالم الفلك “فريدريك ويليام هيرشل” ليكون أول كوكب يتم رصده في العصر العلمي الحديث و كان يريد تسميته على اسم الملك البريطانى ” جورج الثالث ” الا أنه تم الاستقرار على اسمه الحالى , و هو كوكب لديه 27 قمرا حتى اللحظة و يرجح انهم جميعا مكونين من نصف جليد مائي و نصف صخرى تقريبًا و تتميز أسمائهم عن سائر أقمار الكواكب الأخرى بأنها مقتبسة من شخصيات لأعمال أدبية لويليام شكسبير و ألكسندر بوب و ليست أسماء أساطير يونانية أو رومانية كما جرت العادة اضافة الى انه يمتلك مجموعتان من الحلقات منها المجموعة الداخلية المكونة من تسع حلقات ضيقة رمادية داكنة اما المجموعة الخارجية فلها حلقتان خارجيتان الأولى حمراء و الأخرى زرقاء .

ما حجم و مسافة كوكب أورانوس ؟

يبلغ نصف قطر ” كوكب أورانوس ” 25362 كيلومترًا و هو أكبر 4 مرات من الأرض و التى إذا أفترضنا أنها بحجم العملة المعدنية فإن أورانوس بحجم كرة “البيسبول” كما يبعد عن الشمس بمتوسط مسافة 2.9 مليار كيلومتر أى ما يعادل 19.8 وحدة فلكية ( المسافة من الشمس إلى الأرض ) و من هذه المسافة يستغرق ضوء الشمس ساعتين و 40 دقيقة للانتقال من الشمس إلى أورانوس .

ما هو مداره و دورانه ؟

يستغرق اليوم الواحد فى ” كوكب أورانوس ” حوالي 17 ساعة ( الوقت الذي يستغرقه للدوران حول نفسه دورة كاملة ) كما يقوم بدورة كاملة حول الشمس (سنة واحدة بتوقيت أورانوس) في حوالي 84 سنة أرضية (30687 يومًا أرضيًا).

و يعتبر هو الكوكب الوحيد الذي يقع خط استوائه تقريبًا في الزاوية اليمنى من مداره مع ميل قدره 97.77 درجة و التى يرجح أنها حدثت نتيجة اصطدامه بجسم بحجم الأرض منذ فترة طويلة حيث يتسبب هذا الميل الفريد في حدوث أكثر الفصول تطرفاً في النظام الشمسي فعند كل ربع سنة أورانية تشرق الشمس مباشرة فوق كل قطب مما يؤدي إلى إغراق النصف الآخر من الكوكب في شتاء مظلم يستمر لفترة 21 عامًا .

كما يعتبر ” كوكب أورانوس ” بجانب ” كوكب الزهرة ” من الكواكب التي تدور في الاتجاه المعاكس لمعظم الكواكب .

كيف تشكل كوكب أورانوس ؟

تشكل ” كوكب أورانوس ” عندما تشكلت باقي المجموعة منذ حوالي 4.5 مليار سنة عندما سحبت الجاذبية الغاز و الغبار الملتف إلى الداخل ليصبح هذا العملاق الجليدي مثل جاره “نبتون” و من المحتمل أنه قد تشكل بالقرب من الشمس ثم انتقل إلى النظام الشمسي الخارجي منذ حوالي 4 مليارات سنة ليستقر فى مداره و يكون الكوكب السابع بعدا عن الشمس .

بناء أورانوس

يعتبر أورانوس مع نبتون اثنين من عمالقة الجليد في النظام الشمسي الخارجي حيث يتكون معظم كتلته اى 80٪ أو أكثر من سائل كثيف ساخن من المواد الجليدية مثل الماء و الميثان و الأمونيا و الموجودين فوق نواة صخرية صغيرة و التى بالقرب منها ترتفع درجة الحرارة الى 4982 درجة مئوية و يعتبر ثانى أقل كوكب فى الكثافة بعد زحل و يكتسب لونه الأزرق و الأخضر من غاز الميثان الموجود في الغلاف الجوي الذى يمر من خلاله ضوء الشمس سرعان ما ينعكس مرة أخرى بواسطة قمم سحب الكوكب حيث يقوم غاز الميثان بامتصاص الجزء الأحمر من الضوء مما يؤدي إلى ظهور اللون الأزرق و الأخضر بذلك الشكل .

و بصفته عملاقًا جليديًا لا يمتلك ” كوكب أورانوس ” سطحًا حقيقيًا حيث غالبا ما يحوم فيه السوائل و في حين أنه لن يكون للمركبة الفضائية أى مكان تهبط فيه على “أورانوس” فإنها لن تكون أيضا قادرة على الطيران عبر غلافه الجوي سالمة أيضًا حيث ستؤدي الضغوط الشديدة و درجات الحرارة إلى تدميرها .

و يتكون الغلاف الجوى لكوكب أورانوس في الغالب من الهيدروجين و الهيليوم مع كمية صغيرة من الميثان و آثار من الماء و الأمونيا حيث يعطي الميثان لأورانوس لونه الأزرق المميز كما انه كوكب يعتبر الأشد برودة بدرجة حرارة لا تقل عن -224.2 درجة مئوية و من الممكن أن تصل فيه سرعة الرياح إلى 900 كيلومتر في الساعة .

هل له غلاف مغناطيسى ؟

يحتوي ” كوكب أورانوس ” على غلاف مغناطيسي غير عادي و غير منتظم الشكل حيث من المعروف ان المجالات المغناطيسية تتماشى عادةً مع دوران الكوكب و لكن المجال المغناطيسي لأورانوس يظهر بشكل مائل حيث يميل المحور المغناطيسي له بمقدار 60 درجة تقريبًا عن محور دوران الكوكب كما أن الشفق القطبى عليه لا يظهر عند القطبين ( كما هو الحال على الأرض و المشتري و زحل) و نتيجة مجالة المغناطيسى الغير متوازن فإن ذيله يمتد خلف “أورانوس” إلى الفضاء لملايين الكيلومترات .

هل يمكن الحياة على كوكب أورانوس ؟

تعتبر بيئة ” كوكب أورانوس ” ليست مواتية للحياة كما نعرفها لأنه من المرجح أن تكون درجات الحرارة و الضغوط و المواد التي تميز هذا الكوكب قاسية للغاية و متقلبة بحيث يتعذر على الكائنات الحية التكيف معها .

ما هى المركبات الفضائية الخاصة بأورانوس ؟

زارت مركبة فضائية واحدة فقط ” كوكب أورانوس ” و هى مركبة ” فوييجر 2 ” التابعة لوكالة ناسا حيث وصلت إليه بعد سفر استمر لأكثر من 3 مليارات كيلومتر فى فترة بلغت تسع سنوات كاملة و عند وصولها قامت بجمع العديد من المعلومات الهامة حول ذلك الكوكب الغامض بما في ذلك حلقاته و أقماره في مهمة أستغرقت ست ساعات فقط أما باقى المعلومات حوله فقد تحصلنا عليها من خلال الملاحظات التى تم رصدها عبر تلسكوب هابل الفضائي و العديد من التلسكوبات الأرضية القوية .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *