معلومات قد لا تعرفها عن الفيلم الكلاسيكي الشهير كينج كونج

منذ نحو 90 عاما تقريبا و فى سنة 1933 ظهر لأول مرة على شاشة السينما فى الولايات المتحدة أحد الوحوش الأيقونية التى وصفه البعض حينها بأنه الأعجوبة الثامنة في العالم و على الرغم من أن أسعار تذاكر دخول الفيلم كانت منخفضة للغاية إلا أن كينج كونج استطاع تحقيق أرباح وصلت الى 90 ألف دولار خلال أول أربعة أيام من عرضه و هو رقم إعجازى بالنسبة لفيلم صدر فى ذروة فترة الكساد العظيم و نظرا لنجاحه الشديد فقد صدر له العديد من الإصدارات الأخرى و رغم احتوائهم على تقنيات خداعية اكثر تقدما الا أن الفيلم الأول كان له رونق خاص ليس لقصته وحدها و لكن لأنه أدخل الى عالم السينما مفهوم المؤثرات البصرية التى أستخدمت لاحقا فى الأفلام الشهيرة مثل الساحر أوز و ملك الخواتم و كتكريم لذلك الفيلم سوف نلقى نظرة على كواليس إنتاجه التاريخى و أثاره و إرثه بعيد المدى .

لم تتوقع بطلة الفيلم ” فاى راى ” أن تنال شهرة كبيرة و تاريخية بسبب ذلك الفيلم حيث تفاخر منتجه و مخرجه “ميريان سي كوبر” بأن الممثلة ” فاى راى ” سيكون لها شأنا كبيرا في هوليوود و تاريخ السينما بعد ذلك الفيلم و ستكون سيرتها أكثر امتدادا عن غيرها و لم تصدقه حينها الا أنه بعد وفاتها عام 2004 أحيا مبنى “إمباير ستيت” ذكرى الممثلة من خلال تعتيم أضواءه لفترة وجيزة تكريما لتسلقها الأسطوري لذلك المبنى برفقة “كينج كونج” .

خططت شركة الانتاج في الأصل تضمين تنانين الكومودو الحية في الفيلم لتحل محل الديناصورات حيث وفقًا لبعض التقارير فقد فكر المخرج “كوبر” في تجنيد عدد قليل من سحالي الكومودو الحقيقية لمحاربة “كينج كونج” كبديل عن الديناصورات الا أنه فى النهاية قرر استبعادهم و الاعتماد على الحيوانات من خلال المؤثرات بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة خاصة و أنه تم إحضار زوج من هذه الزواحف الرائعة في السابق إلى “نيويورك” الا أنها هلكت بسرعة لعدم تكيفها مع المكان فى قصة مأساوية ألهمت كتاب الفيلم إكساب وحشنا شفقته العاطفية.

كان فيلم كينج كونج هو الأول تاريخيا الذى يعاد إصداره مجددا و ذلك للاستفادة من نجاحه المذهل حيث أعادت استوديوهات RKO إصداره في أعوام 1938 و 1942 و 1952 و تمت حذف أو اضافة بعض من المشاهد فى النسخ الجديدة .

عمل ” ويليس أوبراين ” فنان المؤثرات الخاصة الرئيسي في فيلم “كينج كونج” سابقًا لصالح توماس أديسون حيث كان ويليس فنان موهوب للغاية فى مجاله و بعد مشاهدة “توماس إديسون” لأعماله المبكرة قام بتكليفه إنتاج سلسلة من أفلام المؤثرات الحركية بدءًا من عام 1916 و عندما عمل فى ذلك الفيلم وضع فيه لمساته البارعه خاصة خلال مشهد عراك ” كونج ” مع الديناصور الغاضب حيث أضاف بعض من خبرته كملاكم سابق فى جعل الغوريلا تسدد الضربات بمهارة خلال عراكها .

كان ” كينج كونج ” من بين الأفلام الأولى التي حصلت على مقطوعات موسيقية أصلية بالكامل و التى كانت من قبل العازف ” ماكس شتاينر ” النمساوي المولد و الذى عمل سابقًا في مسرحيات برودواي الموسيقية حيث كان يطلق عليه لقب “أبو التأليف السينمائي” حيث سمح له المخرج “كوبر” بتأليف مقطوعة موسيقية كاملة على نفقته الشخصية لفيلمه لتكون موسيقى تصويرية احتوت على زخارف شخصية مصممة لتعكس بدقة الحركة التي تظهر على الشاشة.

تمت إضافة مشهد هجوم كينج كونج على قطار لمنع الفيلم من إستهلاك 13 بكرة فقط و ذلك لأن المخرج كان يؤمن بالخرافات و مقتنعا بأن ذلك الرقم مشئوما لذلك هتف وقت تصوير الفيلم بأنه من المستحيل أن يكون على ثلاث عشرة بكرة تصوير و الا سيقوم بتصوير مشاهد إضافية ليصل الى 14 إذا اضطر لذلك و رغم أنه فى النهاية تم تقليص النسخة النهائية إلى 11 بكرة لكن اللقطات المضافة سرعان ما أصبحت من أكثر المشاهد التي لا تنسى .

تم توسيع حجم كينج كونج عمدًا لمشاهد نيويورك فوفقا لمؤرخ الفيلم “ريتش كوريل” فعندما بدأ طاقم الفيلم في تصوير مشاهد “نيويورك” قال المخرج أنه نتيجة أن المدينة كبيرة جدا فيجب على الغوريلا ان تكون ذات حجم أكبر لذلك كانت المشاهد التى صورت بالمدينة ظهر فيها ” كونج ” بحجم اكبر بسبعة أمتار عن حجمه فى النصف الأول من الفيلم .

تم إنشاء هدير كينج كونج المميز عن طريق تحرير هدير الأسود والنمور حيث كان فى الفيلم صوت الغوريلا مميزا للغاية و لكن ما لا تعرفه انه كان من خلال تسجيل مجموعة من أصوات الحيوانات التي أبطأت إلى نصف سرعتها ثم قام فنان المؤثرات الصوتية “موراي سبيفاك” بتشغيل زئير النمر إلى الوراء ضد زئير الأسد إلى الأمام بشكل أدى إلى وجود نوع من العواء الغريب ثم قدم بصوته همهمات الحب التي استخدمها ” كينج كونج ” أثناء محاولته الفوز بالبطلة .

أقرأ أيضا : تعرف على فيلم زئير المصنف بأنه أخطر فيلم تم تصويره عبر التاريخ

قام المخرج “كوبر” و شريكه “إرنست ب. شودساك” بالقيام بدور الطياران الذين قتلوا ” كينج كونج ” في أخر الفيلم حيث كان المخرج طيارا بالفعل خلال الحرب العالمية الأولى و الطريف أنه فى النسخة التى صدرت عام 2005 قام مخرج العمل ” بيتر جاكسون ” بالقيام بنفس الدور حيث ظهر فى دور مساعد الطيار .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *