مدينة ورزازات

هوليوود أفريقيا أو هوليوود الصحراء هذا هو الاسم الذي تستخدمه الصحافة العالمية لوصف مدينة ورزازات التى تقع جنوب شرق المملكة المغربية و ذلك لدورها كموقع تصوير للكثير من الأفلام السينمائية نظرا لإمتلاكها العديد من المناظر الطبيعية الخلابة و المتنوعة اضافة الى ثرائها بأماكن تبرز طبيعة الحياة العربية و الأفريقية لإعطاء صورة أكثر مصداقية للمشاهد فى الأفلام التى تدور أحداثها فى تلك البيئة و رغم هدوء مدينة ورزازات الظاهري الا أن ورائه صناعة سينمائية صاخبة لعدد من الأفلام التى تصور في مواقع مختلفة منها لا سيما في ضواحي المدينة و التى من الممكن أن يكون واحدا منها سينتهي به الأمر للفوز بجائزة الأوسكار كما حدث مع فيلم المصارع للنجم راسل كرو و بجانب أنها مدينة فنية فهى أيضا سياحية و يمكن لزوارها زيارة العديد من أماكن التصوير فيها مقابل بعض الرسوم الصغيرة .

مدينة ورزازات

و تعود بدايات السينما في مدينة ورزازات إلى الحقبة الاستعمارية و كان فيلم “Les Hommes sans nom” هو أول فيلم تم تصويره بداية عام 1937 ثم “علي بابا والأربعين حرامي” عام 1954 ثم “لورنس العرب” عام 1962 و غيرها من الأفلام التى تتسببت فى إنشاء البنى التحتية اللازمة لصناعة السينما التى تقدم جميع الخدمات المطلوبة للإنتاج السينمائي العالمي مثل مواقع التصوير الخارجية و غرف تبديل الملابس و ورش العمل و المكاتب و المطاعم و غيرها حيث عززت صناعة السينما في مدينة ورزازات اقتصاد المنطقة بأسرها و أصبحت تجذب كل عام حوالي عشرة أفلام روائية أجنبية و عشرات الاعمال الفنية المغربية حيث تقبل عليها شركات الإنتاج العالمية لأن التكلفة الإنتاجية تكون أقل بنسبة 50٪ مقارنة بالولايات المتحدة أو أوروبا اضافة الى حصولهم على الكثير من التسهيلات و الإعفائات خلال التصوير .

و تحتوى تلك المدينة على مواقع مبهره و استوديوهات ضخمة أبرزهم أستوديو أطلس الذى يعتبر أكبر أستوديو فى العالم و سمى بذلك الإسم نسبة الى سلسلة الجبال الشاسعة التى تحيط به و تم بناءه عام 1983 من قبل “محمد بلغمي ” و هو رجل أعمال مغربي أدرك الحاجة إلى منشأة سينمائية دائمة في تلك المنطقة لذلك تم بناءه على مساحة 31 ألف متر مربع و هى مساحة كبيرة جدا لدرجة أنك ستشعر بالإلتباس بين موقع الأستوديو و الصحراء الممتدة حوله و كان أول عمل سينمائى تم انتاجه فى ذلك الأستوديو هو فيلم المغامرات ” جوهرة النيل ” للنجم ” مايكل دوجلاس ” و بعد ذلك بدأ الاستوديو فى النمو بشكل سريع للغاية لسبب بسيط و لكنه فريد فعندما ينتهي أحد الأفلام من الإنتاج عادةً ما يترك ديكوراته ورائه ثم يتم البدء بتصوير فيلم جديد فى موقع جديد و ديكورات جديدة و النتيجة هي استوديو ينمو كل عام كما تحتوى مدينة ورزازات على استوديو كبير آخر و هو CLA الذى تم افتتاحه عام 2004 .

استوديو أطلس اكبر استوديو سينمائي فى العالم
استوديو أطلس

و مع نضوج صناعة السينما فى مدينة ورزازات بدأ المغاربة فى تولي المهمات الأساسية فى انتاج العمل السينمائي فعندما تم تشييد استوديوهات أطلس و خلال انتاج أول فيلم كانت شركة الانتاج 20th Century Fox تتولى أمر فريق العمل بالكامل من اخراج و تصوير و فنيين و مساعدين و حتى مدربي الحيوانات و مقدمي الطعام لذلك بدأت المدينة فى دراسة احتياجات الإنتاج و اعطاء دورات فى تصوير الأفلام و تأهيل الفنيين المغاربة فى مختلف التخصصات السينمائية و ذلك في مدرسة السينما في مدينة ورزازات اضافة الى تعلم تقنيات الإنتاج و كتابة السيناريو في الكلية المتعددة التخصصات الى أن وصلت البلدة لمرحلة توفير كل ما يحتاجه انتاج أى فيلم أجنبي و أصبح المطلوب فقط هو مخرج و منتج و حقيبة نقود لأنه حوالي 80٪ من العاملين في مجال السينما هم الآن مغاربة و مدربون تدريبا كاملا .

و فى أستوديو أطلس تم تصوير أشهر الأفلام العالمية إما بشكل جزئي بتصوير بعض من أحداث الفيلم فيه أو كلي حيث يوفر الأستوديو مجسمات لكل من مساجد القدس و مكة المكرمة اضافة الى العديد من أنواع التماثيل و المنازل و المباني التي تمثل فترات زمنية و ثقافات مختلفة اضافة الى مجسمات لقلاع مصرية عتيقة و معابد بوذية و العديد من الزخارف المصرية و الصينية و المغربية الأخرى حيث صور فى ذلك الأستوديو بعض من مشاهد المسلسل الشهير ” صراع العروش ” هناك سوف تشاهد ” سبيريت ” و هو أحد الخيول التي ظهرت فى المسلسل و ارتادته الممثلة ” ايميليا كلارك ” حيث يحتوى ذلك الأستوديو على مجموعة من الخيول المدربة التى يقوم كل واحد منهم بالقيام بحركات مختلفة تخدم احتياجات منتجي الأفلام فعلى سبيل المثال هناك خيول متخصصة في قلب العربة بينما يتم تدريب البعض الآخر على الانزلاق على الأرض في المعركة كما لو أنه تم اصابته أو قتله .

مشهد من مسلسل صراع العروش الذى صور فى مدينة ورزازات

و فى مدينة ورزازات أيضا تم تصوير المسلسل التلفزيوني السعودي ” عمر” و هو عن سيرة خليفة المسلمين “عمر بن الخطاب” رضى الله عنه و دارت أحداثه فى 31 حلقة و صور فى مدينة ورزازات بالكامل فى فترة 6 أشهر حيث تم توفير مواقع تجسد مدينة دمشق و فى الصحراء المجاورة لذلك الموقع تم انشاء مجسم للكعبة و مدينة مكة المكرمة كما أنه خلال تصوير فيلم ” مملكة الجنة ” تم الحصول على تصريح من الجيش المغربى بإستدعاء 3000 جندي ليتم تجهيزهم بالحراب و السيوف لتصوير المعارك عبر فلسطين .

و فى داخل المدينة أيضا ستتمكن من رؤية عدد من الزخارف التى ظهرت فى العديد من الأفلام الشهيرة و التى صور بعضها بالكامل منها فيلم The Way Back الذى تم تصويره فيها و رغم احتوائه على بعض من المشاهد الثلجيه الا انها لم تكن مشكلة حيث تم تصويرها فى ” تيكا ” و هى منطقة جبلية تقع بين مدينة ورزازات و مراكش و لعل ذلك هو أفضل يميز ذلك المكان لأنه يوفر مناظر طبيعية فريدة و متنوعه بالقرب من بعضها البعض سواء كانت أماكن مقفرة أو جبال أو غابات و حتى مجموعة متنوعة من المناخات كما بلغت درجة دقة الديكورات فى تلك المدينة أنه اذا التقطت صورا فى جزء منها و ليكن مكان يحمل الهوية المصرية سيكون من الصعب اقناع أصدقائك أنك التقطها داخل أستوديو سينمائي يقع فى “المغرب” .

و بالإضافة الى المواقع و الديكورات تتميز مدينة ورزازات و محيطها بالتنوع العرقى و هو ما يسهل انتاج الأفلام السينمائية لأنه إذا احتاج فيلم ما إلى ممثلين أفارقة فيتم التواصل مع أفراد يقيمون فى مدن مثل “أرفود” التى تقع بالقرب من الحدود الجزائرية و اذا تطلب ممثلين يميلون الى عرق البحر الأبيض المتوسط فيتواصلون مع المقيمين فى طنجة حتى أنه من السهل الحصول على ممثلين ذات بشرات أسيوية فعندما خطط المخرج الأمريكي “مارتن سكورسيزي” لنقل 400 شخص من التبتيين إلى مدينة ورزازات من أجل تصوير ملحمة الدالاي لاما فى فيلم “كوندون”تم الاستعاضة عن ذلك بزيارة وسطاء محليين لقبيلة أمازيجية حارب أسلافهم من أجل “فرنسا” في “فيتنام” و عادوا إلى بلادهم و معهم عشرات من زوجات الهند الصينية و كان أبنائهم يحملون ملامح أسيوية حيث تم الاعتماد عليهم و ظهروا فى خلفيات المشاهد مع 60 فردا فقط من التبتيين الحقيقيين .

و تعتبر أشهر الأفلام و المسلسلات العالمية التى تم تصويرها فى مدينة ورزازات هى كالأتى :

  • Babel (2006) بابل .
  • Lawrence of Arabia (1962) لورانس العرب .
  • The Mummy (1999) المومياء .
  • The Hills Have Eyes (2006) التلال لها أعين .
  • The Man Who Would Be King (1975) الرجل الذى سيكون ملكا .
  • Kingdom of Heaven (2005) مملكة الجنة .
  • Prince of Persia: The Sands of Time (2010) أمير بيرسيا .
  • The Way Back (2010) طريق العودة .
  • Operation Red Sea (2018) عملية البحر الأحمر .
  • Gladiator (2000) المصارع .
  • Prison Break 5th Season (2017) بريزون بريك .
  • Game of Thrones (2011-2019) مسلسل صراع العروش .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *