هل أجازت كندا تعاطى الهيروين للأفراد و التجارة فيه بشكل عام ؟

يعتبر الهيروين من المواد الأفيونية المخدرة التى تستخدم من قبل بعض الأفراد بشكل غير قانونى فى جميع أنحاء العالم كإحدى المواد الترفيهية لتأثيراته المبهجة كما يستخدم فى بعض الدول بشكل طبى لتخفيف الألم أثناء الولادة أو النوبات القلبية و هى مادة عادةً تكون على شكل مسحوق أبيض أو بني اللون و يتم تعاطيها من خلال الحقن و هو الأسلوب الأكثر شيوعا أو التدخين أو الاستنشاق و يظهر مفعوله بشكل سريع يستمر لعدة ساعات و رغم تأثيره فى تخفيف الألم و تغييب العقل لفترة محدودة الا أن له تأثيرات مدمرة على الجسم حال استخدامه بشكل زائد عن الحد أو لأمد طويل مثل حدوث انخفاض فى معدل التنفس و جفاف الفم و النعاس و ضعف الوظائف العقلية و الإمساك و الإدمان كما يمكن أن يؤدي الاستخدام عن طريق الحقن أيضًا إلى حدوث خراجات فى الجلد او نقل العدوى الفيروسية من شخص الى أخر حال استخدام نفس الحقنة اضافة الى تسببه فى عدوى صمامات القلب و التهابات فى الدم و الالتهاب الرئوي لذلك فيخضع مدمنيه لبرنامج تأهيلى مكثف من أجل الانسحاب منه عبر العلاج السلوكى و استخدام عدد من الادوية البديلة , و نظرا لمخاطر الهيروين فهى تعتبر مادة تخضع للرقابة من قبل السلطات فى جميع بلدان العالم وفق اتفاقيات دولية موحدة لذلك فيعتبر من غير القانوني عمومًا صنعه أو حيازته أو بيعه بدون ترخيص و هى امور متعارف عليها عالميا لذلك أصيب الجميع بالدهشة عند ظهور خبر على الإنترنت يفيد بأن كندا قد أجازت إستخدام مادة الهيروين للإستخدام العام فى سابقة لم تعهدها أى دولة من قبل و هو ما أثار الكثير من الجدل حول ذلك الخبر و دفعنا لمحاولة التأكد من صحته .

التقييم

سنت كندا لوائح جديدة تمكن الأطباء من وصف الهيروين لمدمني المواد الأفيونية حال فشل العلاجات التقليدية فى الإقلاع عن المخدرات
لم تقم كندا بإضفاء الشرعية على الهيروين للاستخدام العام أو الترفيهي .

الأدله

في سبتمبر عام 2016 تركت عدد من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي للقراء انطباعًا بأن كندا قد قامت بإجازة الاستخدام العام لمادة الهيروين و هو الأمر الذى أصاب الكثيرين بالصدمة نظرًا لسمعة تلك المادة كواحدة من أصعب المخدرات و أكثرها فتكًا و هو أمرا لم يكن دقيق بشكل كامل فوفقًا للصحافة الكندية في 8 من سبتمبر عام 2016 سنت كندا بعضا من التغييرات التنظيمية التى تمكن الأطباء من وصف الهيروين للمرضى المدمنين بشدة على المواد الأفيونية في الحالات التي فشل فيها العلاج التقليدي :

عدلت وزارة الصحة الكندية اللوائح التي تسمح للأطباء بوصف الهيروين للأشخاص المدمنين بشدة على المواد الأفيونية حيث تقول الحكومة إن البلاد تواجه أزمة فى توفر المواد الأفيونية و يحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى المساعدة في علاج المرضى الذين يعانون من التبعية المزمنة للإقلاع لذلك فقد تم التشريع بوصف الهيروين من الدرجة الصيدلانية بموجب برنامج وصول خاص في الحالات التي فشل فيها العلاج التقليدي و مع ذلك فتقول وزارة الصحة الكندية ان ذلك العلاج ليس خيارًا لمعظم الناس … و الجدير بالذكر أن الهيروين يستخدم كعلاج خاضع تحت الإشراف في العديد من البلدان بما في ذلك سويسرا و ألمانيا و هولندا و خلصت تجربة سريرية في كندا إلى أن الهيروين القابل للحقن كان أكثر فعالية من العلاج القياسي بالميثادون .

و عليه فقد تم اتخاذ ذلك القرار من قبل الحكومة جزئيًا بسبب العدد المتزايد من الوفيات المرتبطة بالمواد الأفيونية في “كندا” بما في ذلك أكثر من 250 حالة وفاة في فترة أربعة أشهر في أوائل عام 2016 حيث وصف ذلك القرار بأنه مناسب لمجموعة من المدمنين و هو أمر أكده خبراء السياسة الطبية و العقاقير الذين أكدوا أن البرنامج مخصص لأولئك الذين يعانون من إدمان المواد الأفيونية المقاومة للعلاج :

أعلنت وزارة الصحة الكندية أن الأطباء سيكونون الآن قادرين على وصف ثنائي أسيتيل المورفين أو الهيروين الموصوف بوصفة طبية لعلاج “الاعتماد المزمن الانتكاسى للمواد الأفيونية” و سيتم تقديم الأدوية من خلال برنامج الوصول الخاص الكندي (SAP) الذي يوفر الوصول إلى الأدوية الغير المتوفرة في السوق لعلاج المرضى الذين يعانون من ظروف خطيرة أو تهدد الحياة عندما تفشل العلاجات التقليدية أو تكون غير مناسبة أو غير متوفرة حيث يقول مسؤولو الصحة الكنديين أن الادلة العلمية تدعم الاستخدام الطبي للهيروين لعلاج إدمان المواد الأفيونية … و قد قام الدكتور “سكوت ماكدونالد” بتطوير برنامجًا تجريبيًا يدرس تأثيرات توفير الهيروين الموصوف بوصفة طبية لبعض المستخدمين في فانكوفر وقال إن الباحثين شهدوا نجاحًا كبيرًا مع البرنامج الذى يكون فيه مدمنى الهيروين لفترة طويلة و قد حاولوا مرتين على الأقل التوقف عن تعاطي المخدرات باستخدام المواد التقليدية و فشلوا فى ذلك حيث يُسمح لمتعاطي المخدرات بالحضور إلى العيادة مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم حيث يتم تزويدهم بحقنة و أدوية للحقن و يقوم الطاقم الطبي في الموقع بمراقبة متعاطي المخدرات و يمكنهم التدخل إذا ظهرت عليهم علامات الجرعة الزائدة . و يقول البروفسير “دانييل ريموند ” إن تقديم الهيروين بوصفة طبية يمكن أن يُنظر إليه على أنه امتداد لبرامج إعادة التأهيل القائم على الأدوية التي تستخدم عقاقير مثل المورفين أو البوبرينورفين التي تساعد طبيا على معالجة أعراض إدمان المواد الأفيونية و الانسحاب منه و أشار إلى أن هذا العلاج مناسب فقط لمجموعة صغيرة من متعاطي المخدرات .

و يعتقد البعض ان سبب انتشار اشاعة ان كندا قد أجازت استخدام الهيروين بشكل عام هو الحركة الأخيرة نحو إلغاء تجريم استخدام الماريجوانا في الولايات المتحدة و التى خضعت لها السلطات الأمريكية فى العديد من الولايات لتقنينها و هو ما دفع الكثيرين الى استنتاج تقنين كندا المزعوم للهيروين بشكل مشابه لما حدث فى أمريكا و لكن فى واقع الأمر أن كندا لا تزال تجرم استخدام الهيروين بشكل عام و لا تسمح اللوائح الجديدة لأي شخص بالدخول إلى متجر و شراءه إما بوصفة طبية أو في أوقات فراغهم حيث يصف البرنامج بأنه مناسب فقط لمستخدمي الهيروين على المدى الطويل الذين حاولوا بالفعل علاجات الإقلاع عن الهيروين التقليدي مرتين على الأقل و فشلوا و لا يتم الحصول على الهيروين للمستخدمين العاديين أو غيرهم بدون تاريخ موثق لمحاولات إعادة التأهيل الفاشلة من الإدمان .

أقرأ أيضا : هل الموجات التى تصدرها الهواتف المحمولة ضارة بالصحة ؟

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *