قصة الإختفاء الغامض لبعثة المستكشف بيرسي فاوست أثناء بحثه عن المدينة المفقودة

يمتلئ عالمنا حاليا بعدد من الأماكن الغامضة و الأسطورية التى تحمل ألغازا لم يستطيع الإنسان حلها رغم التقدم التكنولوجى المعاصر و دفعت عدد كبير من المستكشفين للمغامرة بحثًا عن تلك الأماكن حيث نجح بعضهم بالفعل و وصل إلى مبتغاه بينما فشل البعض الأخر و عاد و هو يحمل أذيال الفشل و الخيبة و هناك نوع ثالث لمغامرين ذهبوا إلى المجهول و لم يعودوا أبدًا تاركين ورائهم الكثير من الاسئله عما اذا كانوا قد عثروا على ما كانوا يبحثون عنه ام لا و تعتبر رحلات المستكشف بيرسي فاوست المغامر البريطاني واحدة من أبرز تلك القصص و الذى قضى حياته بحثا عن مدينة أسطورية داخل أدغال الأمازون غير المستكشفة الى أن اختفى تماما عام 1925 تاركا وراءه لغزًا لم يحل حتى الان .

و يعد ” بيرسي فاوست ” واحداً من أشهر المستكشفين في القرن العشرين حيث قضى معظم حياته في رسم الخرائط للوصول الى أجزاء غير مكتشفة فى قارة أمريكا الجنوبية و يقال أنه كان بمثابة مصدر إلهام للشخصيه السينمائيه “إنديانا جونز” و بدأ حياته بالخدمة فى الجيش الا انها لم تحقق طموحه الكافى للمغامرة و استكشاف الأراضي المجهولة لذا فقد تابع دراساته في هذا المجال من خلال الانضمام إلى الجمعية الجيولوجية الملكية عام 1901 و تعلم فيها أمور الاستقصاء و الملاحة و رسم الخرائط ثم انضم إلى الخدمة السرية البريطانية في شمال إفريقيا على أمل تعزيز مهاراته في المسح على الرغم من أن معظم واجباته كانت متعلقه بمهام التجسس .

بيرسي فاوست
بيرسي فاوست

بعد ذلك بدأت خبرة فاوست فى منطقة الامازون عام 1906 برحله عمل استكشافيه لرسم خرائط توضح حدود الدول بين “البرازيل” و “بوليفيا” و رغم صعوبتها الا انها كانت خبرة لا بأس بها اضيفت اليه ثم تعددت الرحلات حتى عام 1920 الى أن عثر على وثيقة ترجع الى القرن الثامن عشر في المكتبة الوطنية بريو دى جانيرو كتبها مستكشف برتغالي يتحدث فيها عن مدينة قديمة في أعماق غابات الأمازون و بالمزيد من البحث أصبح لديه يقين ان تلك المدينه هى التى كانت تضم الناجين من قارة اطلانطس المفقودة التى شيدوها لبناء حضارة جديدة لهم فعقد العزم على البحث عنها و اطلق عليها اسم المدينه ” Z ” .

بدأ ” بيرسي فاوست ” محاولاته الأولى عام 1920 الا انها كانت محبطة نتيجة المصاعب المستمرة التى لازمت رجاله خلالها من حيوانات خطيرة و أمراض متفشية في الأدغال مما أضطرها للخروج عن مسارها و عاد الرجال ادراجهم الا ان ” بيرسي فاوست ” كان عنيدا و قرر استكمال الرحله بمفرده الا انه لم يستطيع بعد أن أصيب حصانه و اضطر الى قتله باطلاق النار عليه ثم اصيب بالمرض و الحمى مما اجبره على العوده الا انه و بعد سنوات و فى عام 1925 حصل على دعم مالى لتمويل حملة استكشافيه جديدة و هذه المرة كان تجهيزها أفضل و عدد افرادها اقل لتقليل المخاطر عليها و انضم اليه ابنه “جاك” و صديق ابنه “رالى ريميل” و اثنان من العمال البرازيلين و عدد من البغال و الكلاب و غادر مدينة ” كوبايا ” التى تعتبر اخر جزء متحضر فى الأمازون و بدء فى اختراق الغابات حتى وصل الى نقطة توقفه فى رحلته السابقه و منها ارسل رساله الى زوجته عبر عداء محلى يقول فيها ان الأمور تسير على ما يرام و أكد لها أن النجاح في متناول اليد و أنه مستعد للذهاب إلى منطقة غير مستكشفة مع “جاك و رالي” فقط و كانت تلك اخر رساله ارسلها ” بيرسى فاوست ” قبل اختفاءه .

بيرسي فاوست

و مر الوقت من دون اى أخبار او رسائل من البعثه و افترض الناس انه ربما يكون قد قتل على أيدي قبائل عدوانية أو حيوانات مفترسه أو ربما توفي متأثراً بالمرض لكن لم يكن أحد يعلم على وجه اليقين ماذا حدث له حيث أراد الناس الحصول على إجابات لكن ما أعاقهم هو إصرار ” بيرسي فاوست” على أنه لا أحد يأتي بحثًا عنه إذا اختفى و فى عام 1927 بدء الابن الاخر “براين” فى البحث عن أبيه و أخيه حيث قام برحلتين لم تسفر سوى عن العثور على لوحة تنتمي إلى “فاوست” في حوزة قبيلة من السكان الأصليين و أتضح انه هو من اهداهم بها فى رحله استكشافية سابقه ثم بعدها نقل إليه قصة من مسافر فرنسي في “بيرو” أخبره أنه صادف رجلاً عجوزاً بدا مريضاً و متشائماً و هو يتجول على طريق غابات “ميناس جيرايس” و عندما سأله عن اسمه زعم الرجل العجوز أنه كان ” بيرسي فاوست” ثم بدأت تخرج العديد من الاخبار و الشائعات عن مشاهدات له و هو على قيد الحياة في الغابة و تواتر أخبار أخرى تقول بأنه قد تم أسره من السكان الأصليين أو حتى أنه حدث له فقدان فى الذاكرة بطريقة أو بأخرى و انه يعيش الان كرئيس لاحدى قبائل الامازون حتى كان هناك بعض من التقارير عن مشاهدات لأحد الكلاب التى رافقت ” بيرسي فاوست ” و هى تخرج من الغابة و نظرا لكل تلك الشواهد تم تجاهل تعليماته بعدم البحث عنه و تنظيم الحملات لمحاولة اكتشاف ما حدث له .

بيرسي فاوست

و بدأت أول حملة للبحث عن ” بيرسي فاوست ” على يد المستكشف الامريكى ” جورج ديوت ” عام 1928 حيث تمكن من العثور على صندوق يعتقد أنه ينتمي إلى المستكشف و قال “ديوت” أنه قد تم إخباره بأن سكان احدى القبائل قد قاموا بقتله هو و من معه بعد فترة ليست بالطويلة من دخولهم إلى الغابة الا انه تم التشكيك فى ادعاء “ديوت” لضعف مصادر معلوماته كما ذكر أحد زعماء قبيلة محلية أنه شاهد رجلاً ابيض كبير فى السن يسافر عبر الغابة و يرافقه رجلان أصغر سنا ثم انتهت مهام بعثة “ديوت” بعد طردهم من قِبل مواطنين عدائيين في المنطقة و معانتهم من الامراض و الاويئة و الظروف الصعبه التى مرت بها و بدون اى نتيجة و فى عام 1933 قامت حمله اخرى بالبحث عنه على يد ممثل امريكى مغمور اسمه ” ألبرت وينتون ” و الذى اشتهر فى تلك الفترة ببطولته لافلام المغامرات فى الغابات و يعد البعض تلك الحمله انها كانت لغرض دعائى اكثر منها مهمة للبحث الا أنه أختفى ايضا بدون أدنى أثر و بعدها ظهرت رساله القاها احد قاطنى تلك الغابات مكتوب عليها ” انا محتجز فى قبيله يرجى انقاذى ” و بعدها انقطعت اخباره تماما .

غابات الامازون

و فى عام 1951 نظمت حمله اخرى للبحث عن “بيرسي فاوست” على يد الخبير البيئى البرازيلى ” أورلاندو فيلاز بواس ” و الذى ادعى انه وجد عظامه الا انه بتحليلها تم التأكد انها لم تكن له و تعود الى رجل ينحدر الى القبائل التى تسكن الامازون و اخيرا نظمت حملة للبحث عنه من قبل احد الاثرياء عام 1996 و هو ” جيمس لينش ” و ابنه الا انه تم القاء القبض عليهم من قبل احد القبائل التى تسكن المنطقة و تم تهديدهم بالاعدام بالقائهم لسمك البيرانا القاتل و أضطر الثرى لإفتداء نفسه هو و إبنه بعد دفع 30 الف دولار من الإمدادات و المعدات مقابل الإفراج عنهم .

أقرأ أيضا : أسطورة مثلث برمودا و إرتباطه بحوادث إختفاء الطائرات و السفن داخل نطاقه الجغرافى

و حتى اللحظة كان مجموع حملات البحث 13 حمله و لم يصلوا إلى أى نتيجه و لم يتبقى سوى مجموعه من الفرضيات فالبعض يقول انهم توفوا نتيجة استسلامهم للأمراض أو افتراسهم من الحيوانات البرية أو الجوع أو قتلهم على يد السكان البدائيين بينما البعض الأخر يعارض تلك الفرضيه نظرا لأن بعثة “بيرسي فاوست” كانت مجهزة تجهيزًا جيدًا و بقيادة مستكشف قوي نجا من عدد لا يحصى من الأخطار المماثلة الأخرى فمن الصعب ان يكون ذلك مصيرها أما الفرضيه الاخرى ان هؤلاء المستكشفين انتهى بهم المطاف بالعيش فى واحدة من القبائل الموجودة بالأمازون واختيار العيش في سلام بعيدًا عن الحضارة و البعض الاخر يقول انه وصل الى تلك المدينه التى يبحث عنها بالفعل و قرر الاستقرار بها و رفض ان يعود مرة اخرى و تعمد تزوير إحداثيات بحثه حتى لا يستطيع احد الوصول اليه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *