الأوبوسوم هو حيوان ثديي منتمي إلي عائلة الجرابيات و غالبًا ما يُساء فهمها و تتعرض للإضطهاد من قبل الكثيرين علي الرغم من أنها تساعد في الحفاظ علي البيئة نظيفة و صحية من خلال تناول الجيف و العديد من القراد الحاملة للأمراض و هو ينقسم إلي أكثر من 100 نوع مختلف تتراوح أحجامها من الأوبوسوم القزم بحجم الجيب إلي الأوبوسوم فيرجينيا الذي يعيش في أمريكا الشمالية و يصل حجمه إلي القط المنزلي و رغم أن الأوبوسوم يُشار إليه عادةً بإسم بوسوم إلا أن الأخيرة تنتمي إلي رتبة مختلفة من الجرابيات و تعيش في أستراليا و غينيا الجديدة و لعل أكثر ما يميز الأوبوسوم أنه عند تعرضه للتهديد أو الأذي من الكلاب أو الثعالب أو الحيوانات المفترسة الأخري يلجأ إلي التظاهر بالموت أو المرض من خلال سحب شفاهه للخلف و كشف أسنانه و تشكيل رغوة حول الفم مع إفراز سائل كريه الرائحة من الغدد الشرجية و الغريب أنه يقوم بتلك الألية الدفاعية و هو ليس في وعيه و لكن من خلال إستجابة فسيولوجية لا إرادية و تلقائية تمامًا للخطر تكون أشبه بالإغماء من الخوف بدلًا من خداع الحيوان المفترس .
و الأوبوسوم هي ثدييات صغيرة إلي متوسطة الحجم يمتلك معظم أنواعها لجراب مثل الكنغر و الكوالا مع خطوم مدببة و ذيول قابضة شبه خالية من الشعر و يتميز الأوبوسوم فيرجينيا الذي يعيش في أمريكا الشمالية بداية من جنوب ” كندا ” و وصولا إلي ” نيكارجوا ” و ” هندوراس ” و يتركز في شمال ” المكسيك ” بجسم يقارب حجم القط و فراء رمادي أو أبيض مع وجه أبيض و خطم طويل مدبب و عيون داكنة مستديرة و آذان بدون شعر بالإضافة إلي أربعة أقدام و ذيل طويل يمتد لأكثر من ثلث طول جسمه الكلي كما أن لديه مشية بطيئة من جانب إلي آخر أثناء البحث عن الطعام و الذي يكون عادةً في الليل .

و بشكل عام يعيش الأوبوسوم في الغابات أو المستنقعات التي تحصل علي الكثير من الأمطار و في نفس الوقت هو قادر علي التكيف بشكل كبير و العيش بين البشر في المناطق المفتوحة و كذلك المناطق الحضرية و عندما لا يكون موجودًا في تجاويف الأشجار أو أوكار الحيوانات الأخرى يقوم بالاختباء في السقائف أو الحظائر أو تحت المنازل و هو حيوان غير ضار بالبشر و يحافظ علي نظافة المكان و يتجول ليلًا بحثًا عن الغذاء من خلال حاسة شم قوية جدا تمكنه من الوصول إلي جميع أنواع الحشرات و القواقع و الفئران و الجرذان للتغذي عليها و يُقدّر أن أبوسومًا واحدًا يمكنه أن يأكل 5000 قرادة في السنة مما يحمي الحياة البرية الأخرى و البشر من الأمراض التي تنقلها القرادات مثل مرض لايم كما يتغذي حيوان الأوبوسوم فيرجينيا أيضا علي النباتات و الفواكه و الحيوانات الصغيرة و حتى الثعابين السامة و الجيف و حيث تمت ملاحظته بالقرب من الحيوانات الميتة علي الطرق و هو ما أكسبه لقب “المهندس الصغير للنظافة في الطبيعة ” .

و عادةً ما يكون الأوبوسوم فيرجينيا نشطًا ليلًا و يتحرك بين الأرض و الأشجار و الماء حيث يتميز بأنه متسلق ممتاز و سباح جيد و يستطيع تثبيت نفسه في الأشجار من خلال ذيله القابل للإمساك و لكن لفترات قصيرة فقط و في بعض الأحيان يمكن أن يصبح أكثر نشاطًا خلال النهار في المناخات الباردة الشمالية نظرا لأن البحث عن الطعام يستغرق الكثير من وقته و خلال نشاطه اليومي قد يتعرض للتهديد من حيوانات أخري مثل البوم و الكلاب المنزلية و الذئاب و الثعالب الحمراء و الراكون و الثعابين الكبيرة كما أن البشر أيضا يعدون من أكبر التهديدات له أيضا حيث يقومون بإصطياده من أجل الطعام لذلك عندما يتعرض للتهديد يهرب أو يصدر أصواتًا مثل الزمجرة أو التقيؤ أو الهسهسة أو التبول أو التبرز و إذا كان يحمي صغاره فقد يعض أيضًا و عندما تفشل كل الوسائل الأخرى فإنه يلعب دور الميت في إستجابة لا إرداية منه حيث يدخل في حالة إغماء و ينقلب و يصبح متصلبًا و يغلق عينيه أو يحدق في الفراغ و يكشف عن أسنانه بينما تتشكل رغوة حول فمه و يطلق سائلًا كريه الرائحة و يمكن أن تستمر حالة التخشب لمدة تصل إلي أربع ساعات و قد أثبتت تلك الطريقة فعاليتها كرادع للحيوانات المفترسة التي تبحث عن وجبة سريعة .
و يستخدم الأوبوسوم الروائح و الإشارات السمعية للتواصل مع صغاره و شركائه و الحيوانات المفترسة المحتملة حيث تساعد الغدد العطرية الصغار حديثي الولادة علي تحديد موقع جراب الأم كما أن لدى الذكور غدد عطرية صدرية تطلق رائحة مسكية و تلطخ فرائها قبل موسم التزاوج و يمكن للذكور العثور علي الإناث المستعدة للتزاوج عن طريق الرائحة أيضا كما تتابع الإناث صغارها من خلال سلسلة من النقرات و أصوات تشبه الطيور و مثل العديد من الحيوانات البرية الليلية الأخرى فإن حاسة السمع لديهم حادة و لديهم أيضًا شعيرات حساسة تشبه الشوارب تنمو حول الوجه و الخطم تسمى vibrissae و تعمل كمساعدة لمسية في الظلام .

و يتأثر عدد الولادات السنوية عند حيوان الأوبوسوم بالمناخ ففي المناطق الشمالية يكون ولادة واحدة فقط في السنة بينما قد يكون للأبوسوم في المناخات الأكثر دفئًا حتى ثلاث ولادات سنويا و الذكر الذي يسمى ” جاك ” لا يبقي لمساعدة الأنثى في تربية الصغار و فترة الحمل أقل بقليل من أسبوعين و بعدها تلد الإناث التي تسمى ” جيلز ” ما يصل إلي حوالي 20 صغيرًا حيًا في المرة الواحدة و عقب الولادة يبدأ الصغار الذين يكونون بحجم النحلة بالزحف فورًا إلي جراب الأم لمواصلة التطور حيث تمتلك الأمهات 13 حلمة لذلك فلا يصل العديد من المواليد الجدد إلي الجراب لذلك عادةً ما ينجو نصف الصغار و أولئك الذين ينجحون يلتصقون بالحلمة لمدة تتراوح بين 50 إلي 70 يومًا في المتوسط و يكون لدى الإناث عادة ثمانية صغار في الجراب لكل ولادة و بعد أن يتمكن الصغار من مغادرة الجراب تستمر الأم المخلصة في حملهم علي ظهرها أثناء صيدها و تنقيبها عن الطعام و يظل الصغار سريعي النمو مع أمهم لمدة تصل إلي حوالي 100 يوم و بعدها يصبح الصغار ناضجين جنسيًا في عمر ستة إلي ثمانية أشهر و يعيشون لمدة تتراوح بين عامين و أربعة أعوام .

و أحيانًا يتم إنقاذ صغار الأوبوسوم من قبل العامة حسني النية و يقومون بتربيتها كحيوانات أليفة و لكن هذا ليس في صالحه حيث تشير جمعية الأوبوسوم في ” الولايات المتحدة ” أن الإحتفاظ به غير قانوني لأنه ليس أليفا و لا يستطيع التكيف علي حياة المنازل الداخلية و الأسوأ من ذلك أنه قد يصبح أعرج مع نموه بسبب إضطراب غذائي يسمى مرض العظام الأيضي أو الكساح لذلك ينصحون بالإتصال بمركز إعادة تأهيل الحياة البرية المحلي لمحاولة مساعدته و علي جانب أخر نظرا لحيلته الدفاعية المعروفة في التظاهر بالموت للهروب من الإفتراس فقد يتم قتل العديد منهم بواسطة أشخاص حسني النية حين يجدونه و هو في حالة السبات و يظنون أنه قد مات و يبدأون في التعامل معه علي ذلك الأساس لذلك فينصح أنه في حالة العثور عليه و هو في تلك الحالة تركه في مكان هادئ مع وجود مخرج واضح و في غضون دقائق أو ساعات من المرجح أن يستعيد وعيه و يهرب بهدوء من تلقاء نفسه .
بطاقة تعريف

- الفئة : ثدييات .
- الترتيب : ديديلفيمورفيا .
- العائلة : ديديلفيداي .
- العمر : يتراوح عمره عادة ما بين 2 إلي 4 سنوات .
- فترة الحمل : أقل من أسبوعين .
- عدد الصغار عند الولادة : قد تصل إلي 20 .
- سن النضج : من 6 شهور إلي 8 شهور .
- الطول : 76 سم من الأنف إلي الذيل .
- الوزن عند الولادة : 0.13 إلي 0.20 جرام (بحجم نحلة العسل تقريبًا) .
- الوزن : 4 إلى 6 كيلوجرامات .
معلومات سريعة عن الأوبوسوم
- تسمى مجموعة الأوبوسوم بالباسل .
- لديهم 50 سنًا في ذلك الفم الجائع و هو أكثر من أي حيوان ثديي بري آخر في أمريكا الشمالية.
- محصن تقريبًا ضد سم الأفاعي الجرسية و الأفاعي القطنية و غيرها من الأفاعي الحفرية.