فيروسات .. بكتيريا .. جراثيم .. امراض .. اوبئة … هل ممكن اننا نخليها أسلحه نخوض بيها حروب ؟ .. السؤال دا بيجاوبه علينا التاريخ و بيقول ممكن جدا و فيه حوادث كتير مسجله لاستخدام الجيوش للأسلحة البيولوجيه .. يعنى عندك فيروس #كورونا و اللى بيواجهه العالم دلوقتى فيه “بعض الاراء” بتقول انه ربما يكون سلاح بيولوجى بيتم استخدامه لتركيع دول و تدمير اقتصادها هل الكلام دا صحيح او لأ ؟ .. الاجابه مش عندى لكن السؤال دا يخلينى لازم اسرد تاريخ الحروب دى من اول ما بدأت لغاية عصرنا اللى احنا عايشين فيه دا و انت بس اللى تقيم و تشوف .

الحرب البيولوجيه فيما قبل التاريخ

اول واقعه مسجله فى التاريخ لاستخدام الحرب البيولوجيه دى كان سنة 1500 قبل الميلاد و فيها استخدم الحيثيين مجموعه من المصابين بمرض اسمه التولارميا و دا نوع من انواع البكتريا بيصيب الانسان بالالتهاب الرئوى و بعتوهم لاعدائهم و دا ادى لاصابتهم بوباء مميت دا غير ان فى قصائد هوميروس الخاصه بحرب طروادة و حرب اثينا المقدسه كان المقاتلين بيغمسوا رماحهم و اسهمهم فى مواد سامه بحيث انها تؤدى الى اصابات قاتله و فى واحدة من الحروب البحريه الاغريقيه سنة 184 قبل الميلاد قام الملك هانيبال بأعطاء اوامر لجنوده بالقاء اوانى فخاريه كانت موجودة على سفنه و مليئة بالثعابين السامه على سفن الاعداء و اثناء الحروب الرومانيه كان رماة السهام بيغمسوا سهامهم فى الروث و الجثث عشان يصيبوا اعدائهم بميكروب التياتنوس .

الحرب البيولوجيه فى العصور الوسطى
و دى بقى كان بيقوم ببطولتها جيوش المغول و اللى كانوا بيستخدموا وباء الطاعون فى مواجهة اعدائهم اثناء الحروب يعنى مثلا عندك المدن اللى كانت بتواجههم لكن بتحتمى خلف اسوارها كانوا بيطلقوا عليها المنجنيق و عليه جثث لحيوانات مصابة بالطاعون و احيانا جثث للبشر حتى ولو كانوا من جنودهم هما المصابين بالمرض و اللى بتكون كافيه جدا لاصابة اهالى المدينه دى بالعدوى زى ما حصل فى حصار كافا و دى مدينة كانت فى القرم و تعامل معاها المغول بالاسلوب دا و كان سهل جدا بعد كدا انهم يخترقوها بمنتهى السهوله بعد انهيارها و انهيار جيشها بسبب المرض دا حتى البعض بيرجح ان سبب انتشار الطاعون فى اوروبا كلها فى التوقيت دا كان بسبب الهجوم دا تحديدا … و فى سنة 1422 استخدم التشيكيين و اللى كان بيطلق عليهم فى الوقت دا الهوسيت المقاليع لرمي جثث القتلى و 2000 حمولة من الروث اثناء حصارهم لقلعة كارلشتاين في بوهيميا .

الحرب البيولوجيه فى القرن الـ 17 و الـ 18

بالنسبة لاوروبا فى التوقيت دا قامت القوات الروسيه بمهاجمة الجيش السويدى بإلقاء جثث عليهم مصابة بالطاعون اثناء وجودهم داخل مدينة تالين الاستونيه .. اما فى امريكا الشماليه قام الظابط البريطانى ” سيميون ايكويير ” سنة 1763 بتوزيع بطاطين على السكان الاصليين بأمريكا و كانت البطاطين دى بتحتوى على مرض الجدرى عشان ينقل لهم العدوى و يبقى ابادة ليهم و كان القرار دا بموافقه من السلطات البريطانيه و اللى اصاب نسبة كبيرة جدا من السكان الاصليين و اتسبب المرض دا بموت الالاف منهم و فيه بعض التكهنات بتقول ان البريطانيين استخدموا نفس الاسلوب دا برضه فى القضاء على السكان الاصليين فى استراليا سنة 1789 .

الحرب البيولوجيه فى القرن العشرين

دا بقى ليفيل الوحش لان مع تطور العلوم و التكنولوجيا فى الوقت دا طبيعى كان فيه تطور فى الحروب البيولوجيه و اللى بدأت فى الحرب العالميه الاولى و فيها بدأت المانيا السباق بتشكيل فرق تخريب جرثومى بقيادة ” رودلف نادولنى ” و كانت مهماتها شن حرب بيولوجيه على اعدائها خارج الحدود زى روسيا مثلا عن طريق وضع الجمرة الخبيثه فى اسطبلات الخيول اللى بيستعملها الجيش الروسى سنة 1916 بغرض اصابتها و موتها و كمان استخدامهم للمرض دا ضد المواشى اللى بتخدم قوات الحلفاء دا غير ان كان فيه عالم و ظابط مخابرات المانى اسمه ” انطون ديلجر ” و مقيم فى الولايات المتحدة كان عنده هناك مختبر سرى بينشأ فيه الفيروسات دى و بينشرها فى الحيوانات الموجودة فى الموانئ الامريكيه و هى بتقوم بالباقى فى نشرها فى جميع انحاء امريكا و كمان كان ايد الالمان طايله فى الارجنتين وقتها و حاولوا يدمروا محصول القمح فيها عن طريق نوع من انواع الفطريات المخلقه .. طبعا الحلفاء مكانوش بيتفرجوا و ردوا على الالمان بنفس الاسلوب عن طريق اصابة الخيول الالمانيه باحد الفيروسات القاتله فى سويسرا عن طريق عملاء فرنسيين .

ندخل على الحرب العالميه التانيه و فيها بريطانيا مكانتش فاضيه للنوع دا من الحروب لأن تركيزها كان على الحرب التقليديه لكن واحد اسمه السير “فريدريك بانتنج” ضغط عشان يبقى فيه برنامج بحثى للحروب البيولوجيه و أيده فى القرار دا ونستون تشرشل و بدأوا ينتجوا اسلحة بيولوجيه من اللى يحبها قلبك جمره خبيثه ماشى و بروسيلا اشطة و جراثيم بتؤدى لتسمم غذائى شغال و وراها على طول بدأت الولايات المتحدة هى كمان فى البرنامج دا فى مجمع “فورت ديتريش” فى ميريلاند ” اتكلمنا عليه قبل كدا ” لكن مفيش وثائق بتقول ان بريطانيا و الولايات المتحدة استخدمت الاسلحه البيولوجيه فى الحرب العالميه التانيه بعكس اليابان و اللى عن طريق الوحدة 731 سيئة السمعه و اللى كانت فى منشوريا اجرت ابحاث على اسلحة بيولوجيه و كمان استخدمتها زى مثلا قاموا انهم بتلويث نهر “هورستيد” بمرض التيفود لمجرد انه كان بالقرب من القوات السوفيتية خلال معركة “خالخين جول” فى منغوليا و قصفت مدينة “نيجبو” الصينيه سنة 1940 بقنابل خزفيه محمله بالبراغيت الحاملة لمرض الطاعون و كرروها فى مدينة “تنشانجدى” الصينيه سنة 1941 دا غير انهم كانوا هيعملوها فى ولاية كالفورنيا الامريكيه و كان الاسم الكودى للعمليه Operation Cherry Blossoms at Night لكن متنفذتش لأن اليابان بالفعل كانت استسلمت خلاص سنة 1945 .. و بعد انتهاء الحرب و الاستعداد للحرب الباردة قامت الولايات المتحدة باعطاء الحصانه لرئيس الوحدة 731 مقابل انهم ياخدوا ابحاثهم دى و كمان جندوا بعض من فرقهم لاستخدام خبراتهم فى مجال الحروب البيولوجيه خلال المرحلة دى من تاريخ العالم .

اما فى مرحلة الحرب الباردة فكان الطرفين شغالين الله ينور فى تجاربهم البيولوجيه ربما مفيش ادله او وثائق تثبت ان حد فيهم استخدم الاسلحه البيولوجيه ضد التانى لكن الصين و كوريا الشماليه وجهت اتهامات للولايات المتحدة انها استخدم السلاح البيولوجى فى نشر مرض البروسيلا عندهم خلال الحرب الكوريه و نفس الاتهامات دى وجهتها كوبا لامريكا .

اما الصراع العربى الاسرئيلى كان فيه جزء منه حرب بيولوجيه لان سنة 1948 اثارت منظمة الصليب الاحمر الشكوك فى ان عصابات الهاجاناه الاسرائليه قامت بتلويث امدادات الميه زى الابار فى مدينة عكا ببكتيريا السالمونيلا و اللى اتسببت فى اصابة السكان بمرض التيفود و بعدها مصر أعلنت انها قامت بالقاء القبض على جنود من العصابات دى و كانوا مقنعين و هما بيعملوا الموضوع دا فى ابار الميه فى قطاع غزة و قمنا باعدامهم .

يعنى دا ملخص بسيط لتاريخ الحرب البيولوجيه و ممكن أعقب عليه فى نقط سريعه

– زى ما انت شايف فكرة استخدام فيروس او جراثيم لتحقيق غرض ما ممكنه لأن اللى بيتحكم فى الموضوع هو المصالح و عشان تحقيقها لازم تنفذه بطريقه ميكيافليه اللى يمرض يمرض و اللى يموت يموت المهم اللى انا عاوزه يحصل .. يعنى النفس البشريه سهل جدا انها تستخدم شئ زى دا رغم بشاعته لمجرد تحقيق مكاسب ما .

– سيادتك شايف تاريخ برامج تطوير الاسلحه البيولوجيه من سنة كام اذا كان هما زمان عندهم الامكانيات فى صناعة و نشر الامراض و الاوبئة دى يا ترى فى الزمن اللى احنا فيه و مع التطور التكنولوجى اللى العالم بيعيشه دلوقتى تفتكر الاسلحه دى وصلت لدرجة ايه ؟

– اخيرا مش معنى الموضوع دا انى بتهم الولايات المتحدة او اى دوله انها ورا موضوع فيروس كورونا دا تحديدا لان الطبيعة هى كمان ليها أسلحتها فى مواجهة غباء البشر و احيانا بتستخدمها لتأديبه و فى نفس الوقت تذكيره انه مهما وصل للعلم او التكنولوجيا الا انه و لا حاجه و ممكن يبقى عاجز ادامها .. و ربنا أوجزها فى ايه ” وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *