المحيط الأطلسي هو ثاني أكبر التقسيمات البحرية الموجودة على كوكب الأرض حيث يغطى تقريبا خمس مساحتها بإجمالي 106.4 مليون كيلومتر مربع و أطلق عليه ذلك الإسم إشتقاقا من الأساطير اليونانية حيث يعتبر أقدم ذكر معروف له كان من قبل المؤرخ هيرودوت في كتابه “التاريخ” منذ ما يقرب من 450 سنة قبل الميلاد و هو يحتل حوضًا ممدودًا على شكل حرف S يمتد طوليًا بين الأمريكتيين من ناحية الغرب و أوراسيا و أفريقيا من الشرق أما من الشمال فيتصل بالمحيط المتجمد الشمالي و من الجنوب الغربي المحيط الهادئ بينما يتصل بالمحيط الهندي من الجنوب الشرقى و على الرغم من أنه كان المركز العالمي للتجارة خلال الفترة الاستعمارية و القرن العشرين الا أن بعض من الأدلة تشير إلى تحول تلك الأنشطة نحو المحيط الهادئ في القرن الحالى و يرجع أهمية المحيط الأطلسي فى تسهيل عملية التواصل الثقافي و التجاري و السياسي بين ضفتيه من العالم القديم و الجديد و رغم مساحته الشاسعه الا أن مخلوقاته البحرية تتعرض حاليا لعمليات من الصيد الجائر اضافة الى انتشار الملوثات و هى الأمور التى أثرت عليه بالسلب و أدت إلى إحداث خلل فى توازنه البيئي بشكل دفع العديد من الدول لاتخاذ خطوات فعالة لمواجهة ذلك من خلال تطوير عمليات الإستزراع السمكي و وضع قواعد منظمة لعمليات الصيد و سن قوانين مقيدة للتخلص من الملوثات.
المحيط الاطلسي تاريخيا
كان الفايكنج و البرتغاليين و “كريستوفر كولومبوس” هم الأكثر شهرة من بين مستكشفي المحيط الاطلسي الأوائل و يعتبر “بيارني هيرجولفسون” و هو مستكشف نرويجى عاش فى القرن العاشر الميلادي أول مكتشف أوروبي معروف للبر الرئيسي للأمريكتين و الذي شاهده عام 986 و أفاد برؤيته لتلال منخفضة مغطاة بالغابات على مسافة بعيدة ناحية الغرب و بدت له الأرض مضيافة لكنه نتيجة حرصه على الوصول إلى “أيسلندا” لرؤية والديه فلم يهبط على تلك الأراضى و فور عودته أبلغ عن اكتشفاته التي توصل إليها في كل من “جرينلاند” و “النرويج” و لكن لا يبدو أن أحدًا أبدى اهتمامًا بها في ذلك الوقت و بعد عشر سنوات أخذ الرحالة “ليفر إيريكسون” تلك الادعاءات بجدية أكبر و اشترى السفينة التي استخدمها “بيارني” في الرحلة و استأجر طاقمًا مكونًا من 35 شخصًا و انطلق للعثور على تلك الأرض و يُعتقد أن مستوطنة الفايكنج في ” لانسى او ميادوس ” بمنطقة نيوفاوندلاند فى ” كندا ” هي أول محاولة معروفة للاستيطان من قبل الأوروبيين في البر الرئيسي للأمريكتين .
كما “جرت أول رحلة استكشافية برتغالية مسجلة إلى المحيط الأطلسي عام 1341 و كانت وجهتها هي “جزر الكناري” التي كانت معروفة لليونانيين القدماء باسم جزر الحظ و عادت البعثة بنجاح إلى “لشبونة” و معهم أربعة أشخاص من السكان الأصليين و زيت السمك و الخشب الأحمر و الجلود و على الرغم من هذا النجاح الا انه لم تكن هناك متابعة فورية لهذه الحملة ثم أنحصرت المشاريع البرتغالية في البحر بين الغزو و التجارة مع المدن على طول الساحل المعروف لشمال إفريقيا و أوروبا و البحر الأبيض المتوسط و استمر هذا حتى عهد الأمير “هنري” عندما أصبحت “جزر الكناري” مهمة جدا كمحطة إمداد للبعثات التي تبحر في طريق الكناري الذي كان أقصر مسار إلى ساحل غرب “إفريقيا” و نتجت عن إحدى الرحلات الاستكشافية المبكرة للأمير “هنري” إلى المحيط الأطلسي عام 1420 بإكتشاف جزيرة ” ماديرا ” و التى حرص على استعمارها لأنها كانت غير مأهولة بالسكان و يمكن تحويلها بسهولة إلى الإنتاج الزراعي من القمح و السكر و بحلول عام 1500 أصبحت “ماديرا” هى المنتج الرئيسي للسكر و قد أدرجت نظامًا للزراعة يعتمد بشكل كبير على عمل العبيد الأفارقة كما تم اكتشاف جزر “الأزور” عام 1427 و استعمرها الأمير “هنري” و رفاقه أيضا و تم استغلالها فى إنتاج النبيذ و زراعة القمح و السكر و نظرًا لموقعها أصبحت جزر الأزور محطة طريق مهمة لتوسيع تجارة الرقيق الأفارقة و تكرر هذا النمط من الاكتشاف و الاستيطان عام 1460 مع اكتشاف “فيرناو جوميز” لجزر “الرأس الأخضر” و في عام 1470 تم اكتشاف جزيرة “ساو تومي “.
أما بالنسبة الى “كريستوفر كولومبوس” و الذى كان ملاحًا و مستعمرًا فتعتبر رحلاته هي التي أدت إلى الإدراك الأوروبي بالنصف الأخر من الكرة الأرضية و كانت سببا فى التأسيس الناجح للثقافات الأوروبية في العالم الجديد ففي مساء يوم 3 أغسطس عام 1492 غادر “كولومبوس” “بالوس” بثلاث سفن حيث أبحر أولاً إلى “جزر الكناري” للتزود بالمؤن و اجراء بعض الاصلاحات و في 6 سبتمبر بدأ رحلة استغرقت خمسة أسابيع عبر المحيط الأطلسي و بدأ فى مشاهدة الشاطئ الأخر من الأرض في الساعة 2 صباحًا يوم 12 أكتوبر و أطلق “كولومبوس” على الجزيرة (فيما يعرف الآن باسم جزر الباهاما) “سان سلفادور” على الرغم من أن السكان الأصليين كانوا يطلقون عليها ” جواناجانى ” كما استكشف أيضًا الساحل الشمالي الشرقي لكوبا التى هبط على شواطئها في 28 أكتوبر و بعد رحلات “كولومبوس” تسارعت عمليات الاستكشاف الأوروبية بسرعة و تم إنشاء العديد من طرق التجارة الجديدة و يصبح المحيط الأطلسي و ما زال الشريان الرئيسي بين أوروبا و الأمريكتين .
المحيط الأطلسي و تواريخ هامة متعلقة به
- 986 – قام المستكشف الإسكندنافي “بيارني هيرجولفسون” بمشاهدة البر الرئيسي للأمريكتين ليصبح أول أوروبي معروف يفعل ذلك .
- 1492 – سافر “كريستوفر كولومبوس” غربًا عبر المحيط الأطلسي.
- 1498 – سافر الملاح البرتغالي “فاسكو دى جاما” على طول الساحل الأطلسي لإفريقيا وحول إفريقيا إلى “الهند” و أسس طريقًا تجاريًا إليها.
- 1520 – قاد “فرديناند ماجلان” رحلة استكشافية قادمة من ” إسبانيا ” عبر المحيط الأطلسي و حول أمريكا الجنوبية إلى المحيط الهادئ.
- 1553 – اكتشفت بعثة إنجليزية البحر الأبيض و أنشأت طريقًا تجاريًا إلى “روسيا” .
- 1858 – تم وضع أول كابل تلغراف عبر المحيط الأطلسي بواسطة “سايروس فيلد”.
- 1912 – غرقت السفينة “تيتانيك” بعد اصطدامها بجبل جليدي و فقد 1593 شخصًا.
- 1919 – أصبحت الطائرة الأمريكية NC-4 أول طائرة تعبر المحيط الأطلسي رغم هبوطها مرتين بجزر على طول الطريق .
- 1919 – قامت طائرة بريطانية بأول رحلة طيران بدون توقف عبر المحيط الأطلسي من نيوفاوندلاند إلى أيرلندا.
- 1921 – كان البريطانيين أول من عبر شمال الأطلسي في منطاد.
- 1922 – كان البرتغاليين أول من عبر جنوب المحيط الأطلسي في منطاد.
- 1927 – تم إجراء أول مكالمة هاتفية عبر المحيط الأطلسي.
- 1927 – قام “تشارلز ليندبيرج” بأول رحلة منفردة عبر المحيط الأطلسي بدون توقف في طائرة بين مدينتى نيويورك و باريس فى “فرنسا” .
- 1952 – كانت “آن دافيسون” أول امرأة تبحر بمفردها في المحيط الأطلسي.
- 1994 – كان “جاي ديلاج” أول رجل يسبح عبر المحيط الأطلسي من جزر “الرأس الأخضر” إلى “بربادوس” .
- 1998 – كان “بينوا ليكومتي” أول رجل يسبح عبر شمال المحيط الأطلسي و توقف لمدة أسبوع واحد فقط في جزر الأزور.
- 1999 – بعد التجديف لمدة 81 يومًا و قطع مسافة 4767 كيلومترًا أصبحت “توري موردين” أول امرأة تعبر المحيط الأطلسي بواسطة زورق التجديف بمفردها عندما وصلت إلى “جوادلوب” فى البحر الكاريبى قادمة من “جزر الكناري” .
المحيط الأطلسي جغرافيا
يحد المحيط الأطلسي من الغرب أمريكا الشمالية و الجنوبية اما من جهة الشمال و الشمال الشرقي فيوجد المحيط المتجمد الشمالى الذى يفصل بينهما أرخبيل القطب الشمالي الكندي و جرينلاند و أيسلندا و جان ماين و سفالبارد و أوروبا القارية و يتصل به عبر مضيق الدانمارك و بحر جرينلاند و البحر النرويجي و بحر بارنتس و من ناحية الشرق فتحده قارة أوروبا و مضيق جبل طارق الذى يوصله بالبحر الأبيض المتوسط اضافة الى قارة أفريقيا و من الجنوب الشرقي يندمج في المحيط الهندي و يتم تحديد الحدود الفاصلة بينهم بواسطة خط الطول 20 درجة شرقًا اما من جهة الجنوب فيمتد من “كيب أجولهاس” إلى القارة القطبية الجنوبية و فى حين ان بعض الدول تظهر فى خرائطها أن المحيط الأطلسي يمتد جنوبًا إليها مباشرة الا انه توجد دول أخرى تظهر أنه يتصل بالمحيط الجنوبي اما من ناحية الجنوب الغربي فيرتبط بالمحيط الهادئ عبر “ممر دريك” كما توفر قناة “بنما” المصنوعة بواسطة الإنسان وصلة أخرى بين المحيطين و توجد مسطحات مائية كبيرة مجاورة له و هي البحر الكاريبي و خليج المكسيك و خليج هدسون و البحر الأبيض المتوسط و بحر الشمال و بحر البلطيق .
و للمحيط الأطلسي سواحل غير منتظمة تتخللها العديد من الخلجان و البحار تشمل بحر النرويج و بحر البلطيق و بحر الشمال و بحر لابرادور و البحر الأسود و خليج سانت لورانس و خليج فوندي و خليج مين و البحر الأبيض المتوسط و خليج المكسيك و البحر الكاريبي كما يشمل جزر أيضا و هى جرينلاند و أيسلندا و جزر فارو و الجزر البريطانية (المملكة المتحدة) و روكال و نيوفاوندلاند و جزيرة سابل و جزر الأزور و جزر ماديرا و برمودا و جزر الكناري و جزر الهند الغربية و جزر الرأس الأخضر و ساو تومي وبرينسيبي و أنوبون و سانت بيتر وبول روكس و فرناندو دي نورونها و أتول داس روكاس و أسنسيون و سانت هيلينا و ترينداد ومارتيم فاز و تريستان دا كونها و جزيرة غوف و جزر فوكلاند و تييرا ديل فويغو و جورجيا الجنوبية الجزيرة و جزر ساندويتش الجنوبية و جزيرة بوفيت.
و يحتل المحيط الأطلسي مع بحاره المجاورة مساحة تبلغ 106.4 مليون كيلومتر مربع و بدونهم يبلغ مساحته 82.4 مليون كيلومتر مربع أما حجمه مع البحار المجاورة له 354.7 مليون كيلومتر مكعب و بدونها 323.6 مليون كيلومتر مكعب و يبلغ متوسط عمقه 3338 مترًا و يتفاوت عرضه من مكان الى أخر حيث تعتبر المسافة بين البرازيل و ليبيريا هى أضيق عرض له بنحو 2848 كيلومترا أما أكبر عرض له فيمتد لمسافة 4830 كيلومترا بين الولايات المتحدة و شمال أفريقيا .
المحيط الأطلسي جيولوجيا
السمة الرئيسية لقاع المحيط الأطلسي هي سلسلة جبال مغمورة تسمى سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي تمتد من “أيسلندا” في الشمال إلى خط عرض 58 درجة جنوبًا تقريبًا و يبلغ أقصى عرضها حوالي 1600 و يبلغ عمق المياه فوقها 2700 متر في معظم الأماكن و ترتفع عدة قمم جبلية منها فوق الماء لتشكل جزرًا و يفصل بعض من قمم تلك الجبال وسط المحيط الأطلسي إلى حوضين كبيرين بأعماق تتراوح بين 3700 – 5500 متر بينما تقسم قمم جبال أخرى تمتد بين القارات قاع ذلك المحيط إلى العديد من الأحواض الأخرى منها أحواض “غويانا” و “أمريكا الشمالية” و “الرأس الأخضر” و “جزر الكناري” في شمال الأطلسي و أحواض “أنجولا” و “الأرجنتين” و “البرازيل” في جنوبه .
و يُعتقد أن قاع المحيط الأطلسي العميق مسطح إلى حد ما على الرغم من أنه يتخلله العديد من الجبال البحرية و أيضًا الخنادق مثل خندق “بورتوريكو” في شماله و الذى يعتبر هو الأعمق بمسافة 8605 مترًا يليه خندق “ساندويتش الجنوبي” في جنوب الأطلسي بعمق 8428 مترًا و خندق “رومانش” بالقرب من خط الاستواء بعمق 7454 مترًا كما تتكون رواسب المحيطات فيه من المواد الأرضية و السطحية و المتأصلة و التي يتم تحديدها بناءً على أصلها و موقعها في قاع البحر حيث تتكون الرواسب الترابية المكونة من الرمل و الطين و جزيئات الصخور بشكل أساسى على الرفوف القارية و تتشكل من خلال عوامل التعرية و الطقس و النشاط البركاني على الأرض ثم انجرفت بعدها إلى البحر اما الرواسب البحرية التي تغطي القاع في المياه العميقة البعيدة عن الشاطئ فتتكون من الطين الأحمر الناتج بشكل أساسي عن الغبار الذي استقر على الماء و الأوز و هي بقايا الكائنات الحية التي غرقت في قاع المحيط .
خصائص المحيط الأطلسي
بسبب تأثير كوريوليس فتتحرك المياه في شمال المحيط الأطلسي بإتجاه عقارب الساعة في حين أن دوران المياه في جنوبه يكون عكس اتجاه عقارب الساعة .
الملوحة
يعتبر المحيط الأطلسي فى المتوسط هو أكثر محيطات العالم ملوحة حيث تتراوح درجة ملوحة المياه السطحية في المحيط المفتوح من 33 إلى 37 جزءًا في الألف و تختلف درجات الملوحة بإختلاف خطوط العرض و المواسم حيث تتأثر تلك القيم بالتبخر و هطول الأمطار و تدفق الأنهار و ذوبان الجليد البحري و على الرغم من أن القيم الدنيا للملوحة توجد شمال خط الاستواء بسبب هطول الأمطار الاستوائية الغزيرة فإن القيم الأدنى بشكل عام تقع في خطوط العرض العليا و على طول السواحل نتيجة تدفقات الأنهار الكبيرة و تحدث قيم الملوحة القصوى عند حوالي 25 درجة شمال و جنوب خط الاستواء في المناطق شبه الاستوائية نتيجة انخفاض هطول الأمطار و ارتفاع معدل التبخر .
المناخ
تختلف المناطق المناخية فى المحيط الأطلسي باختلاف خطوط العرض حيث تمتد المناطق الأكثر دفئًا عبر شمال خط الاستواء بينما تقع المناطق الأكثر برودة في خطوط العرض العليا المقابلة للمناطق التي يغطيها الجليد البحري و تساهم التيارات المحيطية في التحكم في المناخ عن طريق نقل المياه الدافئة و الباردة إلى مناطق أخرى كما تتأثر مناطق اليابسة المجاورة بالرياح التي يتم تبريدها أو تسخينها عند هبوب هذه التيارات مثل تيار الخليج على سبيل المثال الذى يقوم بتسخين جو الجزر البريطانية و شمال غرب أوروبا أما تيارات الماء البارد فتتسبب فى إنشاء ضباب كثيف قبالة سواحل شمال شرق كندا و الساحل الشمالي الغربي من أفريقيا و بشكل عام تميل الرياح إلى نقل الرطوبة و الهواء الدافئ أو البارد فوق مناطق اليابسة.
و تتراوح درجات حرارة المياه السطحية و التي تختلف باختلاف خطوط العرض و المواسم و تعكس التوزيع الطولي للطاقة الشمسية من -2 و حتى 29 درجة مئوية و تكون درجات الحرارة القصوى شمال خط الاستواء بينما القيم الدنيا في المناطق القطبية أما خطوط العرض الوسطى فهى منطقة تغيرات فى الحرارة و قد تختلف القيم على مدار العام بمقدار 7-8 درجات مئوية .
و تتطور الأعاصير المدارية في أي مكان من الساحل الأفريقي و تكون بالقرب من “الرأس الأخضر” ثم تنتقل إلى “جزر ويندوارد” و بعدها تتجه غربًا إلى البحر الكاريبي أو أعلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية و من الممكن أن تحدث الأعاصير من مايو إلى ديسمبر و لكنها تكون أكثر تواترا من أواخر يوليو و حتى أوائل نوفمبر و تعد العواصف شائعة في شمال المحيط الأطلسي خلال فصول الشتاء الشمالية مما يجعل عبور المحيط أكثر صعوبة و خطورة .
المحيط الأطلسي إقتصاديا
يعتبر المحيط الأطلسي مساهما بشكل كبير في تنمية اقتصاد البلدان المطلة عليه فإلى جانب طرق النقل و الاتصالات الرئيسية عبره يوفر ثروة نفطية وفيرة في الصخور الرسوبية الموجودة فى الرفوف القارية كما أنه مكان غنى بموارد صيد الأسماك في العالم و تعتبر أشهر الأنواع التى يتم إصطيادها سمك القد و الرنجة و الماكريل و أشهر المناطق المطلة عليه و ذات غزارة إنتاجية كبيرة فى الصيد جراند بانكس في “نيوفاوندلاند” و نوفا سكوتشيا و باهاما بانكس و المياه حول أيسلندا و البحر الأيرلندي و نتيجة امتلاك الأطلسي لكل تلك الثروات فهو يعزز القيمة التجارية له بشكل كبير رغم التهديدات البيئية التي يتعرض لها بسبب الانسكابات النفطية و الحطام البحري و القاء النفايات السامة و هو ما دفع العديد من الدول لتوقيع معاهدات للحد من بعض أشكال التلوث فيه للمحافظة عليه .
المخاطر البيئية فى المحيط الأطلسي
نتيجة امتلاء المحيط الأطلسي بالعديد من الملوثات الكيميائية الضارة الواصلة اليه من خلال الأنهار التى تصب فيه و تحتوى على مركبات مثل الموجودة الأسمدة و كذلك فضلات الماشية و البشر فإنها تعمل على استنفاذ الاكسجين الموجود فى الماء بشكل يؤدى لخلق مناطق غير صالحة للحياة فيها حيث تتركز تلك الملوثات فى شرق الولايات المتحدة و جنوب البرازيل و شرق الأرجنتين اضافة الى الملوثات النفطية في البحر الكاريبي و خليج المكسيك و البحر الأبيض المتوسط و بحر الشمال و كذلك النفايات الصناعية و ملوثات مياه الصرف الصحي في بحر البلطيق .
و فى بعض الأحيان تكون عملية الملاحة فى المحيط الأطلسي شديدة الخطورة حيث تنتشر الجبال الجليدية في مضيق ديفيس و مضيق الدانمارك و المحيط الأطلسي الشمالي الغربي خلال الفترة من فبراير إلى أغسطس و قد تم رصدها أيضا في أقصى الجنوب فى مناطق مثل برمودا و جزر ماديرا و تعتبر مصدر تهديد كبير للسفن اضافة الى وجود الضباب المستمر من مايو إلى سبتمبر كما يُعتقد أن مثلث برمودا هو موقع العديد من حوادث الطيران و الشحن لأسباب غير مبررة و يفترض أنها غامضة رغم أن سجلات خفر السواحل لا تدعم هذا الاعتقاد .