النباتات أكلة اللحوم هو نوع من النباتات التى تعيش فى بيئة تفتقر إلي المغذيات اللازمة لنموها بشكل يدفعها إلي التكيف و محاولة تعويض ذلك العجز من خلال نصب أفخاخ خداعية تعمل علي إحتجاز فرائسها ثم تقوم أجزاء منها بعملية هضمها للحصول على العناصر الغذائية المطلوبة لا سيما النيتروجين و هى تنقسم إلى أكثر من 630 نوعا و على الرغم من أن الحشرات تعد هى أكثر الكائنات التى تقوم النباتات أكلة اللحوم بإفتراسها الا أن الأنواع الكبيرة الحجم تستطيع هضم الزواحف و الثدييات أما الصغيرة منها فتتغذي على الكائنات وحيدة الخلية مثل البكتيريا كما يوجد منها أنواع تعيش فى البيئة المائية و يكون غذائها من القشريات و الأسماك الصغيرة .
و تعيش النباتات أكلة اللحوم فى بيئات متعددة و مختلفة لكنها عادة ما تكون مواقع رطبة منخفضة المغذيات مثل المستنقعات و المجاري المائية و الغابات و عدد من المواقع الرملية حين تكون المياه وفيرة بها على الأقل موسمياً و عندما تكون المواد النيتروجينية نادرة أو غير متوفرة بسبب الأحماض أو ظروف التربة غير المواتية و هى تتواجد فى جميع قارات العالم شرقا و غربا بإستثناء القارة القطبية الجنوبية و يوجد فى المملكة المتحدة بعض من الأنواع الأصلية أبرزها نبتة الشمس و مصائد المثانة و الزبدة و هو نوع شائع يتواجد علي المستنقعات و تستخدم الصمغ اللزج على أسطح أوراقها للإمساك بفرائسها كما تم العثور علي نوع نادر من تلك النباتات و هو ” إبريق أتينبورو ” بالقرب من قمة جبل فيكتوريا في جزيرة “بالاوان” التابعة للفلبين و الذى يعتبر من أكبر أنواع النباتات أكلة اللحوم حيث يصل ارتفاعه إلي 1.5 متر و قطر إبريقه 30 سنتيمتر و هي أنواع قادرة على هضم القوارض .
و تستخدم النباتات آكلة اللحوم مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لجذب الفريسة إلى مصائدها فالبعض منها ينتج رحيقًا قوي الرائحة بينما تقوم أنواع أخرى بتمويه نفسها لتكون شبيهة بالوسط المحيط بها بحيث تتواجد عليها الفريسة دون قلق من وجود أى مخاطر و أحيانا تظهر تلك النباتات على أنها أزهار مسالمة بينما هى فى الواقع أوراق متكيفة ببراعة للتظاهر بذلك كما تتميز بقدرتها على التمييز بين الحشرات التى يتم إفتراسها و الحشرات الأخري الملقحة و المفيدة التى تحتاجها للتكاثر حيث تقوم بجذبها إلي أماكن أخري بعيدة عن مصائدها و أعضاء جهازها الهضمي المميت الذى ينتج إنزيمات هضمية تعمل على إذابة فرائسها .
و على الرغم من وجود مئات من أنواع النباتات أكلة اللحوم و لكل منها تكيفات فريدة و لكن يمكن تصنيفها إلى خمسة مجموعات بناءً على طرق الاصطياد الخاصة بها و هى كالتالي :
الأفخاخ الزالقة Pitfall traps
و فى ذلك النوع تتشكل المصائد بواسطة ورقة واحدة أو وردة مجمعة لتكوين مصائد أنبوبية أو تشكيل إبريق ثم تقوم تلك النباتات بإطلاق رحيقا مميزا يعمل على جذب الفريسة إلي الحافة التى تكون زلقه و بمجرد وصولها إلي ذلك المكان تنزلق لأسفل صوب قاعدة الإبريق المليئة بالسوائل الهضمية و من أبرز أنواع تلك المجموعة “نبات الإبريق الجبلي” العملاق و هو أكبر أنواع النباتات أكلة اللحوم في العالم و يصل إرتفاع مصائده على شكل جرة إلى 41 سم مع إبريق قادر على حمل 3.5 لتر من السائل الهضمي و بإمكان ذلك النوع إصطياد الفقاريات و الثدييات الصغيرة و هناك أيضا نوع أخر و هو نبات الكوبرا الموجود فى المستنقعات بالمناطق الجبلية فى “الولايات المتحدة” و يحتوي على أوراق أنبوبية مغطاة تشبه ثعبان الكوبرا و هو النوع الوحيد من جنسه الذى لا ينتج إنزيماته الهضمية و لكنه يعتمد على البكتيريا فى تفتيت فريسته .
الأفخاخ اللاصقة Adhesive traps
فى تلك المجموعة من النباتات أكلة اللحوم تستدرج المصائد اللاصقة الحشرات و الفرائس الصغيرة الأخرى عن طريق قطرات لزجة تفرز رحيقا جاذبا و بمجرد وصول الفريسة تلتصق فى تلك القطرات و لا تستطيع الحركة و فى حالات الفرائس الأكبر حجما تحاول المقاومة من أجل التحرر و يؤدى ذلك فى النهاية إلي إزدياد الأمر سوء بعد تغطيتها بالكامل بتلك المادة اللاصقة و عادة ما يكون الموت بشكل غير مباشر عن طريق الإختناق و فى بعض أنواع النباتات ذات الأفخاخ اللاصقة الأخري تقوم مجساتها بالإطباق على الفريسة الملتصقة .
الأفخاخ الضاغطة Snap traps
تقوم فكرة الأفخاخ الضاغطة لدى النباتات أكلة اللحوم على إصطياد الفرائس عن طريق مصائد إغلاق مفاجئة مصنوعة من شفرات أوراقها و التى تكون على شكل زهرة و بمجرد وصول الحشرة أو الزاحف الصغير التى تلك المصيدة و الوقوف عليها تقوم الأوراق بالإطباق عليه و الإيقاع به و بعدها تقوم تلك الأوراق بإفراز سائلًا هضميًا لإعادة امتصاص البروتين الحيواني بها و من أبرز نباتات تلك المجموعة “فينوس صائدة الذباب” و المتواجدة في الأراضي الرطبة شبه الاستوائية على الساحل الشرقي للولايات المتحدة و هى من الممكن أن تنمو بشكل كبير بما يكفي لإصطياد السحالي الصغيرة كما يوجد نوع أخر و هو “نبتة الساقية” الذى يعد النبات الوحيد اللاحم الذي يصيد تحت الماء و ينمو في جميع أنحاء العالم في مستنقعات المياه العذبة التي تفتقر إلى المغذيات و تنمو مصائدها الصغيرة ليصل طولها الي سنتيمتر واحد و تتكون فرائسها من يرقات البعوض و الأسماك و الضفادع الصغيرة.
الأفخاخ المتخفية Snare traps
تتنكر الأفخاخ المتخفية في شكل هياكل جذرية و تتخصص في إلتقاط الكائنات وحيدة الخلية مثل الكائنات الأولية و الهدبية التي تقوم بجذبها من خلال عدد من المواد الكيميائية التى تقوم بإفرازها و عندما تدخل الكائنات الحية إلي الفخ من خلال الفتحات الموجودة في الإسقاطات الأنبوبية تقوم الشعيرات أحادية الاتجاه بإدخال تلك الكائنات الدقيقة إلي المثانة الهضمية و من أبرز أنواع تلك المجموعة “نبات المفتاح” الموجود فى أمريكا الجنوبية و يحتوى على أفخاخ مجوفة يوجد بداخلها شعيرات صغيرة تجبر الفريسة على التوجه إلي معدة النبات و هناك أيضا “نبات إبريق الببغاء” و موطنه أمريكا الشمالية و يمتاز بأن له أوراق أنبوبية مستوية على طول الأرض ثم يقوم بإفراز بعض من المواد الكيميائية التى تجلب الفريسة التى تعيش على التربة و بمجرد دخولها إليه يتم إجبارها بعد ذلك على التوجه إلي الجهاز الهضمي عن طريق شعر أحادي الاتجاه .
الأفخاخ الماصة Suction traps
تعتبر المصائد الماصة سمة للعديد من النباتات أكلة اللحوم حيث تجذب الفرائس من خلال إغراءات عند مدخل المصيدة و التى تظهر على شكل طعام أو مأوي و عندما تقترب الفريسة من مدخل المصيدة يفتح بشكل مفاجئ باب سحري يقوم بامتصاص الفريسة إلي الداخل ثم يغلق ذلك الباب بسرعة و يغلق المدخل بالطين لمنع أى محاولات من قبل الفريسة للهروب و من أبرز نباتات تلك المجموعة “المثانة المائية” و هي نباتات مائية لا جذور لها و تنمو في المياه العذبة في جميع أنحاء العالم و هى ذات مصائد شفافة و براعم شبيهة بالخيوط التى تحاكي الطحالب التي تظهر على شكل طعام للقشريات الصغيرة.