قد تكون مخطئا اذا ظننت ان حرب السادس من اكتوبر انحصر تأثيرها على محيطها الإقليمى بعد عبور القوات المسلحة المصريه لخط بارليف الذى زعم يوما انه لا يقهر من اجل تحرير ارض سيناء بل كانت معركة تردد صداها عالميا و تأثر بها الكثيرين و فى مقدمتهم المواطنين الامريكيين انفسهم الذين يعيشون على بعد الاف الاميال من منطقة الصراع حيث اصيبت حياته بالشلل التام بعد استخدام العرب لسلاح اضافى و هو سلاح البترول بعد فرضهم حظر النفط على الدول الغربيه لاجبارهم على اتخاذ مواقف عادله من الصراع العربى الاسرائيلى .

بدأت الازمه فى اكتوبر عام 1973 بعد نشوب الحرب حيث قامت الولايات المتحدة بتقديم دعم غير محدود لاسرائيل عبر تزويدها بالسلاح و ردا على ذلك قام أعضاء منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول “أوابك” و المكونة من الدول العربية الأعضاء في أوبك بالإضافة إلى مصر و سوريا فرض حظر على النفط و تصديره الى كندا واليابان وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة حيث ارتفع سعر برميل البترول عالميا من ثلاث دولارات الى اكثر من 12 دولارا و كان اعلى من ذلك الرقم فى الولايات المتحدة حيث كانت ازمة النفط تلك بمثابة الصدمه التى كانت لها العديد من التأثيرات السلبيه القصيرة المدى و الطويله على السياسة و الاقتصاد العالمي حيث سميت فيما بعد بـ “الصدمة النفطية الأولى” و تلتها ازمة أخرى عام 1979 و عرفت بإسم “صدمة النفط الثانية” حيث تسبب حظر البترول العربى الى انهيار فى سوق الاسهم العالميه ليعتبره البعض اكبر ثانى كارثة اقتصاديه حلت على العالم بعد فترةالكساد العظيم فى ثلاثينيات القرن الماضى .

كانت لتلك الازمة تأثيرا كبيرا على العلاقات الدوليه و احدثت صدعا كبيرا داخل “حلف الناتو ” حيث سعت بعض الدول الأوروبية واليابان إلى النأي بنفسها عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لتجنب استهدافها من قبل المقاطعة لذلك لم يكن امام الولايات المتحدة سبيلا سوى التدخل لمعالجة ذلك الامر بتحولها من موقف المنحاز الى طرف لوسيط يشجع الاطراف على التفاوض وبحلول 18 من يناير عام 1974 كان وزير الخارجية الامريكى قد تدخل لفض الاشتباك بين الطرفين ومحاولة تسوية الازمة بشكل يسمح لاقناع الدول المنتجة للنفط الى رفع الحظر حيث استؤنف ضخ البترول مرة اخرى فى مارس من نفس العام .

أقرأ أيضا : مثلت إعترافا بنجاح خطة الخداع الإستراتيجي .. ماذا قالت الوثائق الإستخباريه الأمريكيه عن حرب أكتوبر

و يعتبر البعض ان تأثير الحظر قد اتى بفوائد جمه للجانب العربى نظرا لأنه جاء فى توقيت كان يتزايد فيه استهلاك النفط من قبل الدول الصناعيه فى موسم الشتاء الامر الذى دفعهم لاحقا الى محاولة الاعتماد على مجموعة متنوعة من السياسات الجديدة لاحتواء اعتمادها على النفط مستقبلا لتلافى حدوث تلك الازمة مجددا عن طريق زيادة الاهتمام بالطاقة المتجددة و دفع الابحاث نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية و طاقة الرياح كما أدى إلى زيادة الضغط على استخراج النفط في أمريكا الشمالية و زيادة اعتماد الغرب على الفحم والطاقة النووية .

و لنستعرض معا مجموعة من الصور التى توضح الى اى مدى وصلت ازمة النفط على الجانب الامريكى

ازمة الوقود وصلت الى سرقته و الصورة لمواطنين امريكيين يحملون السلاح رافعين لافتة تحذير بأن أسلحتهم جاهزة للاستخدام حال فكر احد الاقتراب من خزان سيارتهم
لافته على احدى المحطات بأن الوقود يقتصر بيعه فقط على زبائن المحطه المعتادين
لافتة تحذيريه بأن الوقود الغير محدود ليس رخيص الثمن
لافتة لأحد الملاهى تقول ان اضوائها مطفئه لتوفير الوقود و لكننا نعمل حاليا كما هو معتاد
ازدحام للسيارات امام إحدى محطات البنزين
لافته توضح بأنه لا يوجد وقود اليوم للبيع
لافته تحذيريه لقائدى السيارات تنصحهم بقيادة سياراتهم ببطء و الا سيضطرون للمشى غدا على أقدامهم
احد العاملين و موضوع امامه لافته تنبيه بضرورة اطفاء الأنوار لتوفير الوقود
عفوا لا يوجد وقود
لا يوجد وقود
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *