صورة الأمريكي سويل أفيري أثناء حمله على كرسيه و طرده خارج مقر شركته

للإحتجاج و التعبير عن رفض القرارات يوجد لها عدة طرق بعضها قد يكون عنيفا من خلال الثورات و أحداث الشغب التى تتخللها أنشطة تخريبية و البعض الأخر يكون سلميا من خلال تنظيم المسيرات و الوقفات لإيصال أصواتهم المعارضة إلى متخذى القرار و قد يكون عدد منها بأسلوب طريف للغاية مثل ما حدث فى تلك الصورة التى يظهر فيها الأمريكي سويل أفيري رئيس مجلس إدارة شركة (مونتجمرى وارد) و هو محمولا على كرسيه و يتم طرده من خارج مقر شركته عن طريق افراد من الحرس الوطنى بعد قرار من رئيس الولايات المتحدة تأميمها و إدارتها من قبل الدولة .

التاريخ : 26 ابريل عام 1944 .

المصور : الأمريكي ” هارى هول ” – مصور وكالة الاسوشيتدبرس .

التفاصيل : ترجع خلفية الصورة الى فترة الحرب العالميه الثانية و حدوث نزاع بين شركة “مونتجمرى وارد ” الممثله فى رئيسها ” سويل أفيري ” من جهه و الحكومة الممثله فى إدارة الرئيس الامريكى ” فرانكلين روزفلت ” من جهه اخرى حيث كانت تزود تلك الشركة قوات الحلفاء بكل شيء من جرارات و قطع غيار سيارات و ملابس عمال و هي أشياء تعتبر مهمة في المجهود الحربي مثل الرصاص و الذخائر و على الرغم من تنامى ثروة الشركة نتيجة تلك التعاقدات الا انها رفضت الامتثال لبعض الاتفاقيات و القرارات التى اصدرتها الحكومة الامريكيه الامر الذى ادى الى حدوث صدام بينهم كان له بالغ الأثر على الاقتصاد الامريكى و هو ما دعا الحكومة الامريكيه الى اصدار امرا لاخضاعها و وضعها تحت وصايتها و عندما وصل القرار الى رئيسها ” سويل افيرى ” رفض تنفيذه و اصر على الذهاب الى مقر شركته فى اليوم التالى و الجلوس فى مكتبه فأمر الرئيس “روزفلت” قوات الحرس الوطنى بالتوجه الى مقر الشركة الرئيسى فى “شيكاغو” و الاستيلاء عليه و تسليمه الى وزارة التجارة و بمجرد وصول ” سويل أفيرى ” و تمسكه بالجلوس على مقعده تم رفعه و أخذه الى خارج مقر الشركة بذلك الشكل الموجود فى الصورة فى الوقت الذى كانت فيه الصحف موجودة من خلال مراسليها و مصوريها لتغطية الحدث و الذى منهم المصور ” هارى هول ” الذى ألتقطها و أرسلها على الفور الى وكالته الصحفيه حيث كانت هى اول صورة لذلك الحدث و تصدرت صفحات الصحف الامريكيه و احدثت ضجة كبيرة داخل المجتمع الامريكى .

و يقول المصور ” هارى هول ” صاحب تلك الصورة أن اصرار ” سويل أفيرى ” كان مليئا بالتحدى و انا كنت متأهبا للحظة الصدام بينه و بين القوات المنفذه و منتظرا لما ستسفر عنه و فجأه فتح الباب امامى و خرج ” أفيرى ” و هو يحمله الجنديان فالتقطت الصورة و اتبعتها بصور اخرى ثم بدأت اتتبعهم و هم بذلك الشكل حتى توقفوا امام سيارة ” أفيرى ” و التى كان يقودها سائقه و ادخلوه الى العربة و هو يبتسم و كنت متتبعا لتلك المشاهد و اوثقها بعدستى .

و الجدير بالذكر انه حتى بعد ذلك الحادث استمر ” سويل أفيرى ” فى عناده و تحديه للحكومة الامريكيه فسئم “روزفلت” من عناده و عدم احترامه لسلطة الحكومة فأمر فى 27 ديسمبر من نفس العام بتأميم مصانع و مرافق شركة مونتجمري وارد في باقى الولايات بنيويورك و ميتشجان و كاليفورنيا و إلينوي و كولورادو و أوريجون .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *