أسطورة مثلث برمودا و إرتباطه بحوادث إختفاء الطائرات و السفن داخل نطاقه الجغرافى

قد يكون الإنسان صعد الى الفضاء و أستطاع معرفة الكثير من الأسرار عن الكون أو المجموعة الشمسية الممتدة على مسافات شاسعه تقدر بملايين السنوات الضوئية و رغم ذلك الا ان كوكب الأرض الذى نعيش عليه لا يزال يحتفظ ببعض من الأسرار الغامضة العصية على الفهم و التى حتى اللحظة لا يوجد لها أى تفسير و منتشرة فى العديد الاماكن واحدة منها تقع فى المحيط الأطلسي و تعتبر من أشهر المناطق الغامضة فى العالم و المعروفة لدى الناس بإسم مثلث برمودا و الذى فيه اختفت العشرات من السفن و الطائرات المدنية و الحربية أبرزها سرب للقاذفات تابع للبحرية الأمريكية و كل ذلك دون أن يتركوا ورائهم أى أثر و الغريب فى الأمر أن من أختفى كان فى ظروف طقس جيدة و لم تصدر منهم أى رسائل إستغاثة عبر موجات اللاسلكي تشير الى حدوث أى شئ غير مألوف لهم و حتى من كان سعيد الحظ و كتبت له النجاة من تلك البقعة فقد روي بأنه تعرض لظروف غير طبيعية فى الملاحة .

و تبلغ المساحة المغطاة لـ “مثلث برمودا” او كما يطلق عليه البعض “مثلث الشيطان” أكثر من 1.3 مليون كيلومتر مربع و تمتد أضلاعه من جنوب “ميامى” بولاية ” فلوريدا ” فى “الولايات المتحدة” الى جزيرة برمودا و بورتوريكو و بدأت تنسج أسطورته عندما أبحر “كريستوفر كولومبوس” عبر تلك المنطقة في رحلته الأولى إلى العالم الجديد حيث أفاد بأن لهبًا كبيرًا من النار (ربما نيزك) قد تحطم في البحر ذات ليلة و أن ضوءًا غريبًا ظهر في الأفق بعد بضعة أسابيع كما كتب أيضًا عن قراءات غير منتظمة للبوصلة ربما لأنه في ذلك الوقت كان جزء من مثلث برمودا يعتبر أحد الأماكن القليلة على الأرض التى يصطف فيها الشمال الحقيقي مع الشمال المغناطيسي و ربما تكون مسرحية ” العاصفة ” التى كتبها “ويليام شكسبير” قد عززت هالة الغموض في ذلك المكان حيث يزعم بعض العلماء أنها أستندت على قصة أطلال قصة سفينة حقيقية أختفت في “برمودا” .

و رغم كل تلك الشواهد و التقارير عن حالات الاختفاء غير المبررة فى منطقة ” مثلث برمودا ” الا أنه لم يلتفت أحد الى تلك الحقيقة الغامضة حتى القرن العشرين حين وقعت مأساة في مارس عام 1918 تمثلت بغرق سفينة الشحن ” سايكلوبس ” التي يبلغ طولها 165 متر و على متنها أكثر من 300 رجل و 10000 طن من خام المنجنيز في مكان ما بين “باربادوس” و “خليج تشيسابيك” و الغريب أنه لم ترسل السفينة أى نداء استغاثة على الرغم من كونها مجهزة بالأجهزة اللازمة للقيام بذلك كما لم يجد البحث المكثف عن أي حطام لها و قال الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون” في وقت لاحق : “وحده الله و البحر يعلمان ما حدث للسفينة العظيمة” و في عام 1941 اختفت فى نفس المكان اثنتان من السفن الشبيهة بالسفينة ” سايكلوبس ” و دون أن يتركوا أى أثر أيضا و بعدها بدء يُزعم أن نمطًا جديدا فى أسلوب الإختفاء بدأ يتشكل حيث تختفي السفن التي تعبر “مثلث برمودا” ثم يتم العثور عليها مهجورة .

و لم يكتفى غموض ” مثلث برمودا ” على السفن فقط بل على الطائرات أيضا ففى ديسمبر عام 1945 أقلعت خمس قاذفات تابعة للبحرية الأمريكية و هى تحمل 14 رجلاً من مطار “فورت لودرديل” بولاية “فلوريدا” لإجراء تدريبات على عمليات القصف فوق بعض من المياه الضحلة القريبة و لكن مع حدوث خلل واضح في بوصلات الطائرات واجهت تلك المهمة المعروفة باسم الرحلة 19 ضياعًا شديدًا و حلقت القاذفات الخمس بلا هدف حتى نفد الوقود منها و أجبرت على النزول في البحر و في نفس اليوم اختفت أيضًا طائرة إنقاذ و طاقمها المكون من 13 شخصًا و بعد بحث مكثف دام لأسابيع للعثور على أي دليل يقود اليهم لم يجدوا أى شئ و أعلن تقرير البحرية الرسمي أن الأمر كان ” كما لو كانوا قد طاروا إلى كوكب المريخ “.

سرب مشابه للطائرات التى اختفت فوق مثلث برمودا

و بحلول الوقت الذي صاغ فيه المؤلف “فينسينت جاديس” عبارة “مثلث برمودا” في مقال له بإحدى المجلات عام 1964 وقعت حوادث غامضة إضافية في تلك المنطقة بما في ذلك ثلاث طائرات ركاب سقطت على الرغم من إرسالها رسائل تقول “بأن كل شيء على ما يرام” ثم قام الكاتب “تشارلز بيرلتز” بإذكاء الأسطورة أكثر عام 1974 من خلال كتابه حولها و الذى حقق مبيعات ضخمة و منذ ذلك الحين ألقى العشرات من الكتاب المتخصصين فى الظواهر الخارقة باللوم على كل شيء بدءًا من الكائنات الفضائية و قارة أطلانطس و وحوش البحر و حتى الانحناءات الزمنية و حقول الجاذبية العكسية للأكوان الموازية في حين أشار بعض العلماء الذين يميلون الى التفسيرات الأكثر منطقية الى ان ذلك يرجع بسبب حالات الشذوذ المغناطيسي فى ذلك المكان أو الانفجارات الضخمة لغاز الميثان القادمة من قاع المحيط أو حدوث ما يسمى بـ “الموجات المارقة” و هي موجات ضخمة يمكن أن تصل إلى ارتفاعات تتجاوز 30 مترا و هى قوية بما يكفي لتدمير أى سفينة أو طائرة تطير على ذلك الإرتفاع حيث يقع “مثلث برمودا” في منطقة من المحيط الأطلسي يمكن أن تتقارب فيه العواصف من اتجاهات متعددة مما يزيد من احتمالية حدوث تلك الأمواج المارقة .

أقرأ أيضا : حادث روزويل الغامض .. هل كان حطام لمشروع سري أمريكي أم لسفينة فضاء حقيقية ؟

ومع ذلك و رغم كل تلك الاحتمالات فلا توجد نظرية واحدة تحل اللغز حيث قال أحد الأفراد أن محاولة العثور على سبب مشترك لكل اختفاء يحدث فى “مثلث برمودا” بمثابة محاولة العثور على سبب مشترك لكل حادث سيارة يحدث في ولاية “أريزونا” كما أنه رغم العواصف الشديدة التى تكون موجودة و الشعاب المرجانية المنتشرة به و الذين من الممكن أن يسببوا تحديات ملاحية هناك الا أن أشهر شركات التأمين البحرية لا تعترف بأسطورة “مثلث برمودا” كمكان خطير للأبحار او المرور فيه كما علق خفر السواحل الأمريكي حول ذلك الأمر قائلا : “في مراجعة للعديد من خسائر الطائرات و السفن في المنطقة على مر السنين لم يتم اكتشاف أي شيء يشير إلى أن الإصابات كانت نتيجة أي شيء آخر غير الأسباب المادية و لم يتم تحديد أي عوامل غير عادية على الإطلاق ” كما أضافت الإدارة الوطنية للمحيطات و الغلاف الجوي بأنه لا يوجد دليل على أن حالات الاختفاء الغامضة تحدث بوتيرة أكبر في “مثلث برمودا” من أي منطقة أخرى كبيرة يتم السفر إليها جيدًا في المحيط لذلك تستمر السفن و الطائرات في المجازفة بالمرور فى ذلك المكان بدون أى مشاكل حتى أنه في دراسة أجريت عام 2013 حدد الصندوق العالمي للطبيعة أخطر 10 مياه في العالم لسفن الشحن لم يكن من بينها “مثلث برمودا” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *