هل نجت السيدة أنا ماي ديكنسون من غرق تيتانيك و إنفجار منطاد هيدنبرج و أحداث هجمات 11 سبتمبر ؟

يعرف الحظ عند العامة بأنه معتقد عن وجود قوة قد تكون خارقة للطبيعة مسؤلة عن تحديد مصير حدث ما بشكل إيجابي أو سلبي و دائما ما يؤمن العديد من الأشخاص حول العالم بالحظ فى عدد من الثقافات و المعتقدات المختلفة و يقيمون عدد من الطقوس مثل تقديم القرابين و الأضحيات و الصلوات للإله من أجل الحصول على حظ جيد خلال حياتهم و فى الثقافات الشعبية يطلق الناس صفة المحظوظ دائما على أى شخص يعيش فى ظروف جيدة أو يتعرض لتجارب أو أحداث إيجابية يتمني الكثيرين المرور بها و من الملاحظ أن مفهوم الحظ يرتبط بعدد من الخرافات فإذا نظرنا إلي الثقافات المتأثرة بالمسيحية فسنجد أن رقم 7 هو ما يمثل الحظ السعيد و كذلك الرقم 8 في عدد من الثقافات الموجودة فى الصين و من ناحية أخري يتشائم العديد من الأشخاص من القيام بأنشطة محددة لإعتقادهم بأنها مرتبطة بالحظ السيئ مثل كسر المرآة في الثقافة اليونانية أو رمي الحجارة في مهب الريح بثقافة النافاجو أو ظهور الغربان في الثقافة الغربية كما أرتبط بتلك الصفة عدد من الأشخاص الذين كانوا فى الغالب من الأثرياء لكن لاحقا إنتشرت على شبكة الإنترنت صورة و إسم لإمرأة من الولايات المتحدة تعتبر من أكثر البشر حظا و هى أنا ماي ديكنسون و التى زعم بأنها قد نجت من مجموعة متنوعة من المآسي مثل غرق السفينة تيتانيك و إنفجار منطاد هيدنبرج و هجمات 11 سبتمبر الإرهابية و هو الامر الذى أثار حالة من الجدل و دفعنا لمحاولة التأكد من مدي صحة تلك المعلومة .

التقييم

الأدلة على عدم حقيقة معلومة أنا ماي ديكنسون

ظهر مؤخرا على شبكة الإنترنت صورة يُزعم أنها لسيدة تدعي “أنا ماي ديكنسون” و موصوفة بلقب “المرأة الأكثر حظًا في العيش على الإطلاق” بسبب أنها نجت من غرق سفينتي تيتانيك و لوسيتانيا و إنفجار منطاد هيدنبرج و قصف ميناء بيرل هاربور و عندما كانت في السابعة و التسعين من عمرها نجت من تدمير شقتها خلال هجمات 11 سبتمبر و هى معلومة أثارت الكثير من النقاش حول ما إذا كانت تلك المرأة غير محظوظة لتعرضها لكل تلك الحوادث أو محظوظة لنجاتها منها و لكن كان هناك رأي ثالث يشكك بالأساس حول وجود تلك المرأة و قدم العديد من الأدلة منها مقال ساخر صدر عام 2006 تم نشره على موقع ويب يسمى InstaPunk بعد وقت قصير من إطلاق فيلم ” مركز التجارة العالمي ” للمخرج “أوليفر ستون” عام 2006 و فى ذلك المقال سخر الكاتب من سكان “نيويورك” الذين شعروا أنه من السابق لأوانه إصدار فيلم عن هجوم 11 سبتمبر الإرهابي الذي أودى بحياة ما يقرب من 3000 شخص و خلال تلك المقالة تخيل إجراء مقابلة مع شخصية خيالية تدعي “أنا ماي ديكنسون” لمحاولة إثبات وجهة نظر كاتبها .

و فى تلك المقالة قال الكاتب أنه مع دخول فيلم “مركز التجارة العالمي” لأوليفر ستون إلى السينمات في جميع أنحاء البلاد كان من الواضح أن سكان “نيويورك” يستقبلون ذلك الفيلم على مضض و على الرغم من أن ذلك أمر محزن لكنه لا يقارن بالصدمة التى عانت منها “أنا ماي ديكنسون” المقيمة في مانهاتن و التى تعتبر أقدم ضحية على قيد الحياة في حادث غرق تيتانيك عام 1912 حين كانت في الثامنة من عمرها عندما فقدت والدها و نجت بنفسها من الموت بأعجوبة و عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها فقدت خالتها “أوليفيا” في نسف سفينة “لوسيتانيا” و عندما بلغت من العمر 31 عاما فقدت إبن عمها الأول “ألفريد” في إنفجار منطاد هيدنبرج و عندما كانت في السابعة والثلاثين من عمرها فقدت ابن أخيها “توماس” في قصف ميناء بيرل هاربور و عندما وصلت لعمر 97 عامًا أهتزت شقتها الصغيرة و دُمرت فى إنهيار البرجين التوأمين في 11 سبتمبر عام 2001 .

أقرأ أيضا : هل لا تزال الشجرة التى أسقطت تفاحتها على نيوتن موجودة ؟

و مما سبق يتضح من المقالة أنها أحتوت على تفاصيل ساخرة و أنه لا وجود لتلك الشخصية و تم تزييف تلك المعلومة بناء عليها علاوة على أن قائمة المسافرين الخاصة بالسفينة تيتانيك لا تتضمن أي شخص يُدعى “أنا ماي ديكنسون” بالإضافة إلي أنه مع بحث بسيط عن صورة الشخصية الموجودة فى المعلومة فتشير إلى أنها للفنانة الشعبية الأمريكية “آنا ماري روبرتسون موسى” و بذلك نستطيع القول أن تلك المعلومة ليس لها أى أساس من الصحة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *