صورة إعتداء الشرطة الصينية على مواطنة كورية شمالية أمام مبني القنصلية اليابانية

تتسم العلاقات التى تجمع دول جنوب شرق أسيا ببعض من التعقيدات حيث شهدت تلك المنطقة عقب الحرب العالمية الثانية عددا من الأزمات أبرزها الحرب الكورية التى كانت فصلا من فصول الحرب الباردة التى نتج عنها تقسيم البلاد الي شطرين أحدهم شمالي شيوعي و الأخر جنوبي غربي و على مدار السنوات المتعاقبة حاول العديد من الكوريين الشماليين الهرب و اللجوء إلي كوريا الجنوبية منها تلك المحاولة الموجودة فى الصورة التى تبرز تعدى أفراد من الشرطة الصينية على مواطنة كورية شمالية لمنعها من دخول القنصلية اليابانية لتقديم طلب لجوء الى جارتها الجنوبية عبر اليابان و هو حادث تسبب فى حدوث توتر ديبلوماسي بين الدولتين المعنيتين بتلك الازمة .

التاريخ : 8 مايو عام 2002 .

المصور : اليابانى ” توموهيسا كاتو ” – وكالة ” كيودو ” للأنباء .

التفاصيل : ترجع خلفية تلك الصورة التى حصلت على المركز الأول فى جائزة الصحافة الدولية عام 2003 إلي طبيعة الأزمة الناشبة بين الكوريتين و محاولة البعض من مواطنى “كوريا الشمالية” اللجوء إلى جارتها الجنوبية حيث كان يقيم فى “الصين” عدد من الكوريين الشماليين المقيمين بها و من حين إلي أخر كانت تسمح لهم بتقديم اللجوء عبر دولة ثالثة الا أنها و نظرا لتوقيعها معاهدة مع “كوريا الشمالية” أصبح لزاما علي الشرطة الصينية إلقاء القبض عليهم و تسليمهم بإعتبارهم من الخونة و فى تلك الأثناء قررت أسرة كورية شمالية مكونة من خمس أفراد تقديم طلبا للجوء السياسى إلى “كوريا الجنوبية” عبر “اليابان” و توجهوا إلى مبنى القنصلية اليابانية فى مدينة “شنيانج” بمقاطعة “لياونينج” فى “الصين” الا أنه تم إستيقافهم من قبل أفراد من الشرطة الصينية و منعهم من الدخول بالقوة حيث إلتقطت تلك الصورة خلال تعاملهم مع الأم و أمامها إبنتها التى بكت من هول الموقف ثم تم إحتجازهم لمدة أسبوعين تصاعدت خلالها أزمة ديبلوماسية بين البلدين أنتهت بإطلاق سراحهم و السماح لهم بالمغادرة إلى “كوريا الجنوبية” .

و نستطيع القول أنه لحسن حظ تلك الأسرة أنه كان متواجد بالمكان مراسلين لوكالة ” كيودو ” اليابانية من بينهم المصور ” توموهيسا كاتو ” الذين وثقوا ذلك المشهد و أبرقوا به إلى وكالتهم التى أعلنت عن الخبر بدون ذكر مزيد من التفاصيل لإخفاء مصادر معلوماتها و نظرا لتطورات الحادث و تحوله إلى ازمة ديبلوماسية بعد أن وجهت اليابان أصابع الإتهام إلي الشرطة الصينية بدخول القنصلية بدون إذنها و هو أمرا نفته “الصين” فقد قررت الوكالة لإثبات مصداقيتها نشر مزيد من التفاصيل التى أستفادت منها بعض من المنظمات الحقوقية الدولية للدفاع عن تلك الاسرة .

أقرأ أيضا : صورة وقوف بابلو إسكوبار مع إبنه أمام البيت الأبيض خلال زيارة له للولايات المتحدة

و تروى ” لي سون هي ” المراة الموجودة فى الصورة ذكرى ذلك المشهد حيث تقول إنها عندما ذهبت الى مقر القنصلية مع زوجها ” كيم جوان تشول ” و ابنتهما ” هانمى ” البالغة من العمر 3 سنوات و والدته و أخيه الأصغر أوقفتهم الشرطة الصينية و فى تلك اللحظة شاهدت خروج إثنان من المسؤولين اليابانيين من مبنى القنصلية و ظنت فى البداية أنهم سوف يساعدونها لكنهم لم يفعلوا شيئًا سوى مشاهدة الشرطة الصينية و هى تجرهم إلى الخارج خلال محاولة رجلان من الأسرة التسلل إلى قسم التأشيرات داخل المجمع لكن الشرطة الصينية ألقت القبض عليهما هم أيضا حيث قالا لها انهم شاهدوا بالداخل مسؤولي القنصلية يجرون مكالمات هاتفية لمناقشة كيفية التعامل مع الحادث ثم ظلا رهن الإحتجاز لأسبوعين و لكن نتيجة الضغوط السياسية تم إطلاق سراحهم حيث وصلا الى كوريا الجنوبية فى 23 من مايو و تضيف انها تأمل ان تعترف الحكومة الصينية بالكوريين الشماليين الفاريين من بلادهم و المقيمين فيها باعتبارهم لاجئين .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *