قصة شخصية الكلبة لاسي التي تحولت إلي نجمة تلفزيونية شهيرة

تعتبر الكلبة لاسي واحدة من أبرز الشخصيات التلفزيونية التي أرتبطت بوجداننا منذ الطفولة و التي ظهرت في حلقات مسلسلة بدء عرضها من منتصف الخمسنيات و حتي أوائل السبعينيات و كانت خلاله تقوم بعدد من المغامرات و البطولات لإنقاذ أصحابها من مواقف صعبة يتعرضون لها و حقق ذلك المسلسل نجاحا كبيرا و نال إشادات نقدية و جماهيرية ضخمة دفعت المنتجين نحو الإستمرار في تصوير مواسم أخري له بلغت 17 موسما علي إمتداد ما يقرب من 20 عاما و بذلك يكون الكلبة لاسي هو سابع أطول مسلسل تلفزيوني يعرض بوقت الذروة في الولايات المتحدة و رغم تبدل عدد من الكلاب للقيام بدور البطولة مع إختلاف المواسم إلا أن شخصية الكلبة لاسي في العموم تعد من أشهر الحيوانات التي ظهرت في هوليوود على مدار العقود القليلة الماضية إن لم تكن هي أشهرهم علي الإطلاق .

الكلبة لاسي

و يرجع تاريخ شخصية الكلبة لاسي إلي القرن التاسع عشر حيث وضع تصور مبكر لها في قصة قصيرة للكاتبة البريطانية “إليزابيث جاسكل” عام 1859 و كانت بعنوان “الأخوة غير الأشقاء” حيث سردت فيها الكلبة لاسي بأنها أنثى كولي ذات عيون ذكية تقوم بإنقاذ شقيقين ضلا طريقهم وسط الثلوج بعد أن قام الأخ الأكبر “جريجوري” بربط منديل حول عنقها و إرسالها إلي المنزل و تهرع لهناك و تعود بالمنقذين إليهم ثم بعد ذلك و خلال الحرب العالمية الأولي ظهرت الكلبة لاسي الحقيقية التي ألهمت العديد من الأفلام و الحلقات التليفزيونية بعد إنقاذها لحياة أحد البحارة حيث كانت ملكا لأحد أصحاب الحانات فى “المملكة المتحدة” و في تلك الأثناء تم تدمير بارجة حربية بريطانية من قبل غواصة ألمانية أعقبه تفجير قارب نجاة يحتوي على جثث هؤلاء البحارة لذلك عرض صاحب الحانة أن يستضيف تلك الجثث داخل قبوها بشكل مؤقت و أثناء وضعهم وجدت الكلبة لاسي و هي من سلالة الكولي الهجين طريقها بين الجثث و بدأت تلعق وجه أحد الضحايا و بقيت بجانبه لأكثر من نصف ساعة تدفئه بفروها و لدهشة الجميع تحرك الجثمان و كان لبحار لا يزال علي قيد الحياة و تم نقله إلى المستشفى حتي تعافي و بعدها زار الكلبة لاسي ليشكرها علي إنقاذ حياته و أنتشرت تلك القصة بين المراسلين حتى وجدت طريقا إلي ” الولايات المتحدة ” و أبدت هوليوود إهتماما بها .

الفنانة إليزابيث تايلور مع الكلبة لاسي في فيلم " لاسي عادت للمنزل "
الفنانة إليزابيث تايلور مع الكلبة لاسي في فيلم ” لاسي عادت للمنزل “

و بدأت شخصية الكلبة لاسي تأخذ خطا واضحا بعد أن ظهرت كقصة قصيرة فى إحدي الصحف و كانت بعنوان ” لاسي عادت للمنزل ” للمؤلف الإنجليزي ” إيريك نايت ” عام 1938 ثم في وقت لاحق صدرت كرواية كاملة عام 1940 و دارت أحداثها في “إنجلترا” في عصر الكساد العظيم و صورت رحلة طويلة قامت بها الكلبة لاسي للم شملها بسيدها الشاب في “يوركشاير” بعد أن أجبرت عائلتها على بيعها مقابل المال حيث قال ” إيريك نايت ” أنه طور تلك الشخصية بناءً على كلب كان لديه عندما كان صغيرا أسمه ” توتس ” و كان من سلالة الكولي و التي يشار إليها أحيانا بالكولي الأسكتلندي و الذي تم تدجينه في “أسكتلندا” من أجل الرعي و الصيد و من المعروف عن هذه السلالة أنها ذكية للغاية و تعمل بجد و أضاف أن كلبه الحقيقي كان رفيقًا مخلصًا و محبًا له للغاية و كان ينتظره لساعات عند عودته من المدرسة و لذلك كان من الطبيعي أن يكون ذلك النوع من التفاني و التواصل ملهما لشخصية و قصة الكلبة لاسي .

نجمة الكلبة لاسي فى ممشي المشاهير في هوليوود

و بحلول عام 1943 تم تكييف تلك الرواية في فيلم روائي طويل حمل نفس الإسم و كان من إنتاج شركة ” مترو جولدوين ماير ” و قام ببطولته “رودي ماكدويل” و “إليزابيث تايلور” و خلال التصوير أعتمد علي كلب من سلالة الكولي يدعي ” بال ” و كان يتميز بفروة طويلة و سميكة و حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا و حظي بردود نقدية إيجابية شجع المنتجين علي إنتاج المزيد من الإصدارات السينمائية إضافة إلي مسلسل إذاعي أستمر عرضه حتى عام 1949 و خلال الفترة ما بين عامي 1954-1973 تم بث المسلسل التلفزيوني الكلبة لاسي و الذي بدء أول مواسمه بمشاركة الكلب ” بال ” أيضا و دارت أحداثه في مزرعة مع سيد شاب و مع تقدم “بال” في السن و إمتداد المسلسل لعدد من المواسم الأخري أضطر المنتجين إلي إستبداله بأقاربه الأصغر سنا و الذين كانوا من نفس السلالة للقيام بدور البطولة حيث أنتقلت الكلبة لاسي بداية من الموسم الحادي عشر من المزرعة لتصبح رفيقة لحراس خدمة الغابات الأمريكية ثم كانت بمفردها لمدة موسم قبل إنهاء المسلسل بإقامتها في مزرعة للأطفال الأيتام و حاز المسلسل الطويل الأمد على جائزتي إيمي قبل أن يتم إنهائه عام 1973 ثم صدرت منه لاحقا بعض من الإصدارات التلفزيونية الغير منتظمة فى الثمانينيات و التسعينيات و في عام 2005 تم إعادة إنتاج نسخة جديدة من فيلم ” لاسي عادت للمنزل ” في “المملكة المتحدة” و كان من بطولة “بيتر أوتول” و “سامانثا مورتون” .

أقرأ أيضا : حرب العوالم .. ليلة مرعبة قضاها الأمريكيين ظنا منهم بأن بلادهم تتعرض لغزو حقيقى من قبل كائنات فضائيه

و نظرا للشهرة الكبيرة التي حصلت عليها الكلبة لاسي سينمائيا و تلفزيونيا فقد تم إستغلالها بشكل تجاري في تسويق مجموعة من أغذية الحيوانات الأليفة و الدعاية لبرنامج تلفزيوني لرعاية الحيوانات كما أنها تعد واحدة من أربع شخصيات حيوانية خيالية تحصل علي نجمة في ممشى المشاهير في هوليوود بالمشاركة مع ميكي ماوس و الضفدع كيرميت و باجز باني إضافة إلي أنها كانت الحيوان الوحيد في قائمة “100 أيقونة من أيقونات القرن” التي أطلقتها مجلة ” فاريتي ” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *