صورة لكم مواطن فيتنامي علي يد مسئول أمريكي لمنعه من ركوب المروحية التى تقوم بإخلائه

دائما ما نسمع كلمة التاريخ يعيد نفسه و هي مقولة تذكرها البعض حين رأي مؤخرا مشاهد إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تاركة ورائها البلاد تعود مجددا تحت سيطرة حركة طالبان و ذلك لأن المشاهد المنقولة قد تكررت في السابق و بنفس التفاصيل تقريبا و التى من بينها تلك الصورة الحائزة على المركز الاول لجائزة الصحافة الدولية عام 1976 و التى تظهر محاولة مسئول أمريكى منع رجلًا فيتنامي يحاول الصعود بإستماتة على متن المروحية المكتظة بالركاب في قاعدة نها ترانج الجوية في فيتنام الجنوبية أثناء إنسحاب الأمريكيين منها و تسليمها إلي قوات فيتنام الشمالية .

التاريخ : أبريل عام 1975 .

المصور : الفيتنامى ” ثاى خاك تشونج ” – وكالة يونايتد بريس الإخبارية .

التفاصيل : تبدء قصة الصورة فى الأيام الأخيرة من حرب فيتنام و إقتراب سقوط مدينة “سايجون” عاصمة “فيتنام الجنوبية” حيث كان السؤال الذي يسيطر علي الأذهان حينها هو كم من الوقت سيستغرق الجيش الفيتنامي الشمالي للوصول و السيطرة على المدينة ؟ و كان لا أحد يعرف الإجابة إلا ” الولايات المتحدة ” التى كانت مستعدة لحماية أفراداها المتواجدين هناك و الذين كانوا من المستشارين العسكريين و الصحفيين و المسؤولين الحكوميين الأمريكيين و كان من السهل عليها إخلاءهم في أي لحظة الا أن المشكلة كانت تتعلق بمئات الآلاف من الفيتناميين الجنوبيين الذين لهم علاقات معروفة مع الأمريكيين أو الحكومة الجنوبية حيث كان من المتوقع أن يتم إعتقالهم أو إعدامهم لخيانة بني وطنهم .

و مع إقتراب القوات الفيتنامية الشمالية صدر أمر رئاسي بالاخلاء الفورى و بدأت الطائرات الأمريكية فى إجلاء موظفيها و رعاياها فى مشهد فوضوي كما وصفه البعض و حاول بعض الفيتناميين الجنوبيين الهروب معهم أيضا و الصعود علي متن تلك الطائرات و الذى كان منهم ذلك الشخص الموجود بالصورة في قاعدة “نها ترانج” الجوية الا أنه و نتيجة لإمتلائها تلقى لكمة من أحد المسئولين الأمريكيين الموجودين بها لمحاولة إبعاده عن المروحية .

و خلال تلك اللحظة كان المصور الفيتنامى ” ثاى خاك تشونج ” موجودا لتوثيقها و فور نشرها أثارت الحزن على أولئك الذين لم يتم إجلاؤهم في الوقت المناسب بالاضافة إلي إثارتها للجدل بعد أن أنتقد العديدين ذلك المسئول الأمريكي لتوجيهه لكمة الى ذلك الشخص لكن كان هناك فريق أخر يدافع عنه و يقولون بأنه فعل ذلك من أجل حياته لأن المروحية لن تستطيع الإقلاع و هى تحمل أكبر من سعتها .

و الجدير بالذكر أنه حتى اللحظة لا أحد يعرف هويات من بالصورة سواء كان المسئول الأمريكي أو الشخص الفيتنامي الا أن وجودهم فيها يعتبر تذكير بما حدث خلال حرب فيتنام و مأساتها .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *