صورة الفرنسي الباكي بعد إحتلال فرنسا من قبل الجيش الألماني

من أصعب الأوقات التي تمر بها الأوطان و شعوبها هي لحظات الهزائم في الحروب لأنها تكون مقدمة لنزع سيادة البلاد عبر تنازلات صعبة تقدم للقوي المنتصرة و عبر التاريخ منيت العديد من الأمم بالهزائم منها الدولة الفرنسية التي إنهارت جيوشها خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن إجتاحت القوات الألمانية أراضيها و تعتبر صورة الفرنسي الباكي من أكثر الصور المعبرة عن مرارة الخسارة في تلك البلاد و فيها يظهر مواطن فرنسي و هو يبكي خلال مشاهدته للقوات الفرنسية أثناء تركها للبلاد في طريقها إلي أفريقيا لمحاولة بدء مقاومة جديدة منها ضد المحتل الألماني .

التاريخ : 15 سبتمبر عام 1940 .

المصور : الفرنسية مارسيل دو رينزيس .

التفاصيل : تبدء تفاصيل صورة الفرنسي الباكي خلال الحرب العالمية الثانية بعد أن هزمت ” فرنسا ” عقب تدمير جيشها و سقوط خط ماجينو أمام الحرب الخاطفة الألمانية حيث كان الإنهيار الفرنسي مفاجئا و غير متوقع خاصة و أن الجيش الفرنسي قبل الحرب كان يعتبر الأقوى في أوروبا و بعدها أصر الزعيم النازي ” أدولف هتلر ” على توقيع ” فرنسا ” لوثيقة إستسلامها في نفس عربة السكك الحديدية التي أستخدمت عندما أستسلمت ألمانيا في عام 1918 عقب الحرب العالمية الأولي حيث أحتفظ الفرنسيين بعربة السكة الحديد التي تم فيها التوقيع على الهدنة التي أنهت تلك الحرب قبل اثنين و عشرين عامًا و هو ما كان إذلال فرنسي كامل .

و عقب إنهيار الجيش الفرنسي بدأت بعض من قواته في التجمع و التوجه إلي جنوب البلاد تمهيدا لنقل قواتهم إلي الجزائر لتكون نواة المقاومة ضد المحتل الألماني و خلال تحرك تلك القوات في مدينة ” مارسيليا ” كانت تتواجد حشود من المدنيين الذين كان من بينهم السيد ” جيروم بارزيتي ” الذي لم يستطيع تمالك نفسه من الحزن و بدء في البكاء و هي اللقطة التي إلتقتطها المصورة الفرنسية ” مارسيل دو رينزيس ” بمقطع فيديو في سبتمبر عام 1940 إلا أنها لم تنال الشهرة الكافية إلا بعد نشرها في مجلة لايف الأمريكية بعددها الصادر في 3 مارس عام 1941 لتجسد الألم و المعاناة التي يشعر بها الشعب الفرنسي المحتل .

أقرأ أيضا : صورة سيمون توسو السيدة التى تعرضت للتطهير الوحشي من قبل الفرنسيين لإتهامها بالتعاون من الألمان

و الجدير بالذكر أن صورة الفرنسي الباكي قد قيل عنها أنه تم تصويرها في العاصمة ” باريس ” بميدان الشانزلزيه و أن بكاءة كان رد فعل نتيجة مشاهدته للقوات الألمانية و هي تسير في شوارع العاصمة إلا أنه ثبت خطأ تلك المعلومة لاحقا .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *