شخصية تاريخية شهيرة عرفت بثوريتها الشديدة من خلال مشاركته فى أحداث الثورة الكوبيه و قيادته للعديد من الأنشطة المسلحه باستخدام تكتيكات حروب العصابات فى بعض من دول أمريكا الجنوبيه كما كان مسؤولاً عن نشر الأفكار الشيوعية و معاداة الامبرياليه في جميع أنحاء العالم بشكل جعله واحدا من أهم المطلوبين لدى القوى الغربيه خاصة الولايات المتحدة الأمريكيه التى بذلت الكثير من الجهود و أنفقت الملايين من الدولارات من أجل مطاردته و الوصول اليه بغرض التخلص منه لتشكيله تهديدا كبيرا على مصالحها الى أن انتهت بإلقاء القبض عليه و اعدامه من قبل الجيش البوليفى و رغم وفاته الا أن تشى جيفارا ترك ورائه إرثا كبيرا من خلال أنشطته و أفكاره حتى وقتنا الراهن و لا يزال يتم التعرف عليه من خلال اسمه الأول أو صورته التى تعتبر أيقونية و رمزا للراديكالية اليساريه و تتزين بها القمصان و الملصقات فى جميع أنحاء العالم و يعتبره المؤمنين بالأفكار اليساريه بطلا و مناضلا و شهيدًا قدم روحه فداء لأفكاره .

نشأته و دراسته

ولد “إرنستو “تشي” جيفارا دي لا سيرنا” في 14 من يونيو عام 1928 في “روزاريو” بالأرجنتين لأسرة من الطبقة المتوسطه تنحدر من أصول اسبانيه و ايرلنديه حيث كان الابن الاكبر لخمسة أبناء و أصيب بالربو في مراهقته لكنه تمكن من التعافى و تمييز نفسه كرياضي و خلال تلك الفترة تأثر بالآراء السياسية ذات الميول اليسارية من خلال عائلته و أصدقائه و أصبح ناشطًا سياسيًا و انضم إلى احدى الحركات المعارضه لحكومة الرئيس الأرجنتينى “خوان بيرون” و بعد تخرجه من المدرسة الثانوية بمرتبة الشرف درس “جيفارا” الطب في جامعة” بوينس آيرس” و في عام 1951 ترك كليته من أجل السفر فى رحلة مع أحد أصدقائه ” ألبرتو جراندو ” استمرت لتسعة أشهر طاف خلالها جميع أنحاء أمريكا الجنوبية و منها شهد الظروف المعيشية السيئة التى كان يعيش فيها المواطنين المحليين حيث تركت تلك الرحلة تأثيرا عميقا بداخل “جيفارا” و عقب عودته الى الأرجنتين استكمل دراسته فى كلية الطب عازمًا على توفير الرعاية للمحتاجين الى أن حصل على شهادته عام 1953 .

أقرأ أيضا : نيلسون مانديلا ( 1918 – 2013 )

الثورة الكوبيه

مع تقدم العمر بـ “جيفارا” نمى اهتمامه بالماركسية و قرر التخلي عن الطب معتقدًا أن الثورة فقط هي التي يمكن أن تحقق العدالة لشعوب “أمريكا الجنوبية” و في عام 1953 سافر إلى “جواتيمالا” و أستقر بها ليشهد بعد عام فيها الإطاحة بحكومتها اليساريه بزعامة ” جاكوبو أربنز ” و ذلك بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأمريكيه الأمر الذي أدى فقط إلى تعمق و تجذر قناعاته بحتمية الثورة على الامبرياليه و بحلول عام 1955 كان “جيفارا” متزوجًا و يعيش في “المكسيك” حيث التقى بالثوري الكوبي “فيدل كاسترو” وشقيقه “راؤول” اللذان كانا يخططان للإطاحة بحكومة الرئيس الكوبى “فولجنسيو باتيستا” و عندما هبطت قواتهم المسلحة الصغيرة في “كوبا” في 2 من ديسمبر عام 1956 كان “جيفارا” برفقتهم و من بين القلائل الذين نجوا من الهجوم الأولي و على مدار السنوات القليلة التاليه كان يعمل كمستشار رئيسي لكاسترو و يقود قواته للقيام بعمليات عسكريه مكثفه باستخدام تكتيكات حروب العصابات ضد نظام “باتيستا” و الذى بدء فى الانهيار تباعا .

و في يناير عام 1959 استطاع “كاسترو” السيطرة على “كوبا” وعين “جيفارا” مسؤولاً عن سجن “لا كابانا” حيث أشارت التقديرات الى أن مئات من الأشخاص قد أُعدموا خارج نطاق القضاء بناءً على أوامره ثم تم تعيينه لاحقًا رئيسا لقسم الصناعة في المعهد الوطني للإصلاح الزراعي و رئيسًا للبنك الوطني و وزيرًا للصناعة و أسهم بأفكاره و أنشطته على تحول البلاد إلى دولة شيوعية و في أوائل الستينيات عمل كسفيرا لكوبا و سافر حول العالم لإقامة علاقات مع دول أخرى أبرزها “الاتحاد السوفيتي” و كان لاعباً رئيسياً خلال عملية غزو خليج الخنازير الفاشله و أزمة الصواريخ الكوبية كما قام بتأليف كتابا كدليل حول فنون حروب العصابات و في عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة أدان فيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة و تدخلاتها فى الشأن الكوبى بالاضافة الى الفصل العنصري في “جنوب إفريقيا” .

تشى جيفارا مع الزعيم الكوبى فيدل كاسترو

وفاته

بحلول عام 1965 دخل الاقتصاد الكوبي في حالة من الفوضى بشكل دفع ” جيفارا ” الى ترك منصبه و عزم على تصدير أيديولوجياته الثورية إلى أجزاء أخرى من العالم حيث سافر أولاً إلى “الكونغو” برفقة مقاتلين كوبيين لتدريب القوات التابعة للزعيم الكونجولى ” باتريس لومومبا ” على طرق و أساليب حروب العصابات لدعم الثورة هناك لكنه غادر في وقت لاحق من ذلك العام عندما فشلت محاولاته ليعود مرة أخرى الى “كوبا” حيث أمضى فيها فترة وجيزة و في عام 1966 غادر إلى “بوليفيا” مع قوة صغيرة من المتمردين للتحريض على ثورة هناك الى أن تم القبض عليه من قبل الجيش البوليفي الذى حصل على دعم عسكرى و استخبارى من وكالة المخابرات المركزية الامريكيه و أعدم في” لا هيجيرا” في 9 من أكتوبر عام 1967 و دفنت جثته فى مكان سرى .

و بعد وفاته أصبح ” تشى جيفارا ” شخصية أسطورية و دائما ما يقترن اسمه بالتمرد و الثورة و الاشتراكية و مع ذلك كان له العديد من المعارضين لسياساته و الذين يتهموه بأنه كان قاسياً لاعطاءه أوامرا بإعدام سجناء دون محاكمة في كوبا و لا تزال حياة “جيفارا” حتى وقتنا الراهن موضع اهتمام كبير و تم تضمينها في العديد من الكتب والأفلام المختلفه سواء الدرامية منها أو الوثائقيه .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *