جينا ديفيس الممثلة الأمريكية التي أصبحت بطلة رياضية عالمية

من الطبيعى أن تهتم الصفحات المتخصصة بالشأن الرياضى فى جميع أنحاء العالم بالألعاب الرياضية و أبطالها و الصفحات الفنية بالأفلام و الفنانين و أخبارهم و لكن فى بعض من الأوقات النادرة قد نشاهد إحتفاء غير مسبوق من وسائل الإعلام الرياضية بأحد نجوم الفن لأنه إستطاع ان يستغل مواهبه و ينافس بها فى المجال الرياضي و تعتبر الفنانة الأمريكية الشهيرة جينا ديفيس التى كانت يوما أحد أيقونات السينما العالمية خلال فترة الثمانينيات و التسعينيات واحدة من الممثلين القلائل الذين أستطاعوا الجمع بين الفن و الرياضة و بنفس الكفاءة بعد شعورها بأن النجاح فى هوليوود و المنافسة بأفلامها على تصدر شباك التزاكر قد يكون أمر غير كافى لتلبية طموحاتها لتقرر خوض المنافسات الرياضية أيضا و تستطيع بمهاراتها أن تصبح بطلة فى لعبة رماية القوس و من العيار الأولمبي بعد أن كادت تمثل بلادها الولايات المتحدة فى بطولة الألعاب الأوليمبية المقامة بمدينة سيدنى فى استراليا عام 2000 .

و دخلت الفنانة ” جينا ديفيس ” الحائزة على جائزة أوسكار عام 1988 كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم The Accidental Tourist الى عالم الرياضة من قبيل المصادفة حيث لم تكن تمتلك سوى القليل من الخبرة الرياضية السابقة فى ألعاب القفز العالي و تخطى العقبات في فريق مدرستها الثانوية بجانب القشور التى تعلمتها خلال مسيرتها السينمائية التى كشفت أنه من الضرورى ان تكون الرياضة جزء من حياتها فمن خلال بعض أفلامها كان لزاما عليها أن تتعلم بعض من أساسيات لعب البيسبول و المبارزة و التايكوندو و ركوب الخيل و التزلج على الجليد و غيرها و لكنها رغم انخراطها فى تلك الأمور الا انها لم تفكر مطلقًا في أن تكون رياضية و أكتفت بأن تثبت لنفسها أنها كانت جيدة في كل شيء الا أن كل ذلك قد تغير حين كانت تشاهد دورة الألعاب الأولمبية عام 1996 المقامة فى ” الولايات المتحدة ” بمدينة “أتلانتا” و تصبح مفتونة للغاية بلعبة رماية القوس التى فاز من خلالها الأمريكي “جاستن هويش” بميداليتين ذهبيتين حيث كانت تلك اللعبة تحديدا تحظى بتغطية إعلامية غير مسبوقه لأن أمريكا كانت تحصد كل الميداليات الذهبية الخاصة بها و شعرت بأنها لعبة جميله و دراميه و كانت منبهرة بإطلاق ” جاستن ” للسهام و قالت لنفسها و لما لا أجربها خاصة و أن فكرة العثور على رياضة ما تتفوق فيها أمرًا كان يسيطر على ذهنها منذ فترة .

و اتخذت ” جينا ديفيس ” القرار بممارسة الرياضة بطريقة الحياة الواقعية و ليس كمجرد أحداث فى فيلم لأنه فى عالم السينما يستطيعون تزييف كل شئ فخلال أحداث فيلمها A League of their Own و كانت فيه لاعبة بيسبول كانت أثناء تصوير المشاهد تضرب الكرة بضربات خفيفة أمام الكاميرا و لكنها تظهر فى الفيلم ضربات قوية نتيجة استخدام مقلاع عملاق لإرسال الكرة من فوق السياج لذلك قالت لنفسها بأنها تريد أن ترى عما إذا كان بإمكانها تعلم شيء حقيقي حقًا و بحلول عام 1997 و عندما كانت بعمر 41 ألقت ” جينا ديفيس” نفسها في لعبة رماية القوس بعد أن تعرفت على أحد مدربى اللعبة من خلال ” جاستن هويش ” و الذى جعلها مهووسة بها تماما و سرعان ما أصبحت تتدرب خمس ساعات في اليوم و ستة أيام في الأسبوع و بعد ستة أشهر فقط من التدريب أصبحت الفائزة بسلسلة من البطولات المحلية و الوطنية و الدولية و فى احدى الأوقات كانت فى المركز 13 من بين أفضل رماة السهام في الولايات المتحدة و بعد عامين فقط أصبحت بارعة جدا فى اللعبة لدرجة أنها تنافست مع 300 امرأة أخرى لحجز مكان في فريق الرماية الأولمبي الأمريكي على أمل المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2000 في “أستراليا” و المقامة فى مدينة “سيدني” و لكن لسوء الحظ أحتلت المركز الرابع و العشرين فى التصفيات و الذى لم يكن مؤهلًا لها للمنتخب الأوليمبي لكنها سجلت بطاقة “وايلد كارد” في مسابقة سيدني الدولية للسهم الذهبي عام 1999 .

أقرأ أيضا : قصة اللاعبة جوديت بولجار أعظم لاعبة شطرنج عبر كل العصور

و اليوم تقول ” جينا ديفيس ” التى تبلغ من العمر 66 عاما بأنها لا تزال تلتقط القوس و السهم بانتظام و لكن من أجل المتعة فقط حيث لم تعد تتنافس فى بطولات رياضية مؤخرًا نظرا لإنشغالها بمسيرتها التمثيلية و قيادتها لمعهد “جينا ديفيس” حول النوع الاجتماعي في وسائل الإعلام و الذي يجري دراسات رائدة حول ظهور النساء و الفتيات في السينما و التلفزيون حيث لعبت البيانات التي أصدرها فريقها فى المعهد دورًا حيويًا في تحسين ظهور النساء على الشاشة في السنوات الأخيرة و رغم ابتعادها عن الساحة الرياضية الا انه لم يمنع من أنها تركت بصمة كبيرة فى تلك اللعبة حيث أتصل بها مدربها فى الرماية عام 2012 ليكشف أنه لاحظ زيادة مفاجئة في انضمام النساء للعبة رماية القوس و حاليا حين يسألها أحد الأشخاص عما اذا كان هناك رياضة أخرى تريد ممارستها و خوض منافستها تجيب ضاحكة بأنها تفضل التجديف حيث أكتشفت أنها ماهرة جدا فى هذه الرياضة لكنها تشك فى أنه من الممكن أن يتم السماح لها بخوض غمار تلك الرياضة فى الألعاب الأوليمبية و هى بذلك السن .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *