أضواء مِن مِن الغامضة التي تظهر بشكل مفاجئ و تطارد مشاهديها في أستراليا

وصل العلم في الأعوام الأخيرة إلي درجات أعطت الإنسان فرصة وافية لإستكشاف الكثير من خبايا و أسرار كوكب الأرض إلا أنه و حتي اللحظة لا يزال هناك العديد من الظواهر الغامضة التي يتم رصدها من قبل الكثير من الأشخاص و لا يوجد لها أي تفسيرات منطقية و تشكل تحديا كبيرا للباحثين واحدة منها تتواجد في أستراليا و تعرف بإسم أضواء مِن مِن و هي ظاهرة غريبة تظهر فيها و بشكل فجائي عدد من الكرات الكبيرة و المتوهجة من الضوء و التي تحوم متراقصة فوق العديد من الأماكن و في بعض الأحيان تكون ثابتة فوق الأرض مباشرةً ثم تختفي تماما كما و لو أن هناك شخصًا ما قد قام بتفجيرها و كثير ما حاول الباحثين معرفة أسباب تلك الظاهرة إلا أنهم حتى اللحظة لا يوجد لديهم سوي بعض من الفرضيات لكن من دون أي تأكيدات قاطعة .

أضواء مِن مِن الغامضة التي تظهر بشكل مفاجئ و تطارد مشاهديها في أستراليا

و تعد ظاهرة “أضواء مِن مِن” قديمة من قدم التاريخ حيث تتواجد قصص لها في العديد من ثقافات السكان الأصليين الذين عاشوا فى تلك المناطق قبل بداية الإستعمار الأوروبي لذلك فهي جزءًا أصيلا من الفولكلور الأسترالي و يُزعم أن أول رؤية مسجلة و موثقة لتلك الظاهرة ترجع إلى عام 1838 حين ذكرت في كتاب حمل عنوان “ستة أشهر في جنوب أستراليا ” و لكن يقول البعض أن ما بداخل الكتاب يصف ظاهرة أخري غيرها و لكن علي أي حال فإن سبب إطلاق إسم “أضواء مِن مِن” علي تلك الظاهرة غير واضح و يرجح أن يكون متصلاً بلغة السكان الأصليين الأستراليين من منطقة كلونكوري و البعض الأخر يشير إلي أنه تم تسميتها بذلك الإسم نسبة إلي فندق “مِن مِن” الواقع في مستوطنة صغيرة تحمل نفس الاسم و التي فيها تم ملاحظة الضوء من قبل أحد رعاة الماشية عام 1918 .

و يميل الفولكلور الشعبي إلي وصف “أضواء مِن مِن” بأنها ظاهرة غامضة و رغم أنها غير مؤذية إلا أنها مخيفة للعيان و تشير التقارير إلي أنها تظهر على نطاق واسع في جميع أنحاء “أستراليا” من أقصى الجنوب حيث شوهدت في منطقة “بريوارينا” بغرب “نيو ساوث ويلز” إلى أقصى الشمال حين تم رصدها في منطقة “بوليا ” شمال كوينزلاند كما تم الإبلاغ عن أن معظم مشاهدات “أضواء مِن مِن” قد حدثت في منطقة ” شانيل كانتري ” و في “يونتا” جنوب أستراليا داخل حوض منخفض معروف بتسجيل درجات حرارة شديدة كما أبلغ شعب “نجارلوما” عن رصدهم تلك الظاهرة في منطقة “بيلبارا” غرب أستراليا .

أضواء مِن مِن الغامضة التي تظهر بشكل مفاجئ و تطارد مشاهديها في أستراليا

و رغم وصف “أضواء مِن مِن” بشكل شائع علي أنها أضواء بيضاء غامضة تظهر على شكل قرص و تبدو و كأنها تحوم فوق الأفق مباشرةً إلا أن بعض الروايات أشارت بتغير لونها من الأبيض إلى الأحمر و الأخضر ثم العودة مرة أخرى للونها الأصلي كما تصفها روايات أخري بأنها قاتمة و آخرون يشيرون بأنها مشرقة بدرجة كافية لإضاءة الأرض تحتها مع تركها لظلال محددة بوضوح أثناء حركتها و وفقًا للفولكلور الشعبي فإن “أضواء مِن مِن” تتبع الأشخاص أو تقترب منهم ثم تختفي فجأة و أحيانًا تظهر مرة أخرى لاحقًا و يزعم أن أي شخص يقوم بمطاردة تلك الأضواء أو يحاول الإمساك بها لن يعود أبدًا ليروي الحكاية و يصف بعض الشهود أن “أضواء مِن مِن” أحيانا تكون سريعة جدا و قادرة علي مواكبة سرعة السيارات المتحركة .

و نظرا لغموض ظاهرة “أضواء مِن مِن” و التي رصدها الألاف من الأشخاص بشكل يصعب إنكارها بدء العلماء فى محاولات لتفسيرها بشكل قد يضفي عليها بعض من المنطقية حيث أفترض العالم “جاك بيتيجرو” أن تلك الأضواء ربما قد تكون نتيجة لحشود الحشرات التي أكتسبت خصائص تلألؤ بيولوجي بعد تلوثها بعوامل طبيعية موجودة في الفطريات المحلية بالمكان أو أنواع من البوم التي لها مصدر طبيعي خاص بها من التلألؤ البيولوجي و لكن فند البعض تلك النظرية بأنه حتى الآن لم يشاهد أحد حيوانًا أو طائرا بتلك الخصائص إضافة إلي أن تلك الإضاءة كانت ساطعة للغاية أما الفرضية الثانية فتشير إلي أن تلك الأضواء هي نتيجة لظواهر جيوفيزيائية معروفة مثل الكهرباء الضغطية أو غازات المستنقعات لكن تم تفنيدها أيضا لأنه غالباً ما يتم الإبلاغ عن الأضواء في مناطق لا توجد بها ظروف جيولوجية مواتية لهذه الظواهر .

أضواء مِن مِن الغامضة التي تظهر بشكل مفاجئ و تطارد مشاهديها في أستراليا

أقرأ أيضا : ما سر الصخور العائمة برمال وادى الموت فى الولايات المتحدة ؟

أما أكثر الفرضيات منطقية و التي يميل إليها العلماء فتشير إلي أن “أضواء مِن مِن” قد تكون شكلاً من أشكال سراب فاتا مورجانا و هو شكل محدد من السراب ينجم عن وجود إختلاف كبير في درجات الحرارة بين طبقات الهواء مما يتسبب في ظهور الأضواء البعيدة أو الأجسام الموجودة خلف الأفق مرئية فوق الأفق و غالبًا ما يكون ذلك مع تشويه كبير و هو ما يفسر التغير في وصف مشاهدات تلك الظاهرة على مر السنين حيث كانت التقارير الأولية و أساطير السكان الأصليين تتحدث عن أضواء ثابتة و التي من الممكن أن تكون إنكسارات في أفق نيران المخيمات أما الشواهد اللاحقة فتتحدث عن أضواء تتحرك بنشاط و التي من الممكن أن تكون إنكسار للمصابيح الأمامية للسيارة في الأفق و الذي ينعكس و يُرى و هو يتحرك خاصة و أن “أضواء مِن مِن” تظهر فى صحاري ذات إنقلابات معروفة في درجات الحرارة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *