ما هو السيناريو ؟ ما تاريخ السيناريو ؟

السيناريو و أحيانا يطلق عليه إسم الإسكربت هو نص فني مكتوب من قبل كتاب السيناريو و يكون للأفلام السينمائية و البرامج التلفزيونية و ألعاب الفيديو و الأعمال الدرامية و هو يعد عمل من أعمال السرد يتم فيه وصف الحركات و الأفعال و التعبيرات و حوار الشخصيات بتنسيق معين كما يقوم أيضا بتقديم إشارات مرئية أو سينمائية مثل إيضاح أن ذلك المشهد تدور أحداثه في النهار أو الليل و عما إذا كان داخل الأستوديو أم خارجه بالإضافة إلى شرح التفاصيل و المواقف التي تجري فيه و من الممكن أن تكون تلك السيناريوهات أعمالًا أصلية ملك لمؤلفيها أو مقتبسة من أجزاء كتابية موجودة في إحدي الروايات .

السيناريو

و يرجع تاريخ السيناريو إلي أوائل عصر السينما الصامتة قبل مطلع القرن العشرين حيث كانت نصوص الأفلام في ” الولايات المتحدة ” عادةً هي عبارة عن ملخص لفيلم يتكون من فقرة واحدة تقريبًا و مع تطور الأفلام و نموها في الطول الزمني و التعقيد تمت كتابة سيناريوهات الأفلام و التي كان يطلق عليها في ذلك الوقت أيضا إسم “المعالجات” أو “الملخصات” لتوفير التماسك السردي الذي كان مرتجلًا في السابق حيث كانت هناك أفلام مثل رحلة إلى القمر (1902) و سرقة القطار العظيم (1903) أحتوت علي سيناريوهات تتكون من قائمة عناوين المشاهد مع شرح مفصل للحدث في كل مشهد و لكن في هذا الوقت لم تتضمن النصوص بعد أي حوارات .

و بعد ذلك تطورت نصوص السيناريو إلي نصوص متواصلة و أدرج فيها عددًا من اللقطات داخل كل مشهد بشكل وفر الإستمرارية لتبسيط عملية صناعة الأفلام و في حين أن بعض الإنتاجات و لا سيما فيلم ولادة أمة (1915) للمخرج “دي دبليو جريفيث” قد تم إنتاجها بدون نص إلا أن فكرة “الاستمرارية” المعتمدة مسبقًا سمحت للمديرين التنفيذيين بشكل متزايد في الأستوديو بوضع ميزانية أكثر دقة لإنتاج الأفلام و بعدها أخترع “توماس إتش إينس” و هو كاتب سيناريو ثوري في صناعة السينما نظام “خط التجميع” لصناعة الأفلام الذي يستخدم مواد مكتوبة أكثر تفصيلاً و مخصصة بوضوح لفصل الفكرة عن التنفيذ .

السيناريو

و مع ظهور الأفلام الناطقة سرعان ما سيطر الحوار على النصوص و بدأ كتاب السيناريو في إضافة التفاصيل للقطة تلو الأخرى و التي ميزت إستمرارية أفلام العصر الصامت كما في فيلم كازابلانكا (1942) و الذي كان مكتوبا بهذا الأسلوب مع وضع تعليمات فنية مفصلة و متشابكة مع الحوار و مع نهاية نظام سيناريو الأستوديو في الخمسينيات و الستينيات تم تقسيم هذه الإستمرارية تدريجيًا إلى سيناريو المشهد الرئيسي و الذي يتضمن كل الحوار و سيناريو التصوير الذي يبتكره المخرج بعد الموافقة على إنتاج الفيلم و في حين أن إنتاجات عصر الاستوديو تطلبت إستمرارية بصرية واضحة و إلتزامًا صارمًا بالميزانية التي توفرها نصوص الإستمرارية كان سيناريو المشهد الرئيسي أكثر قابلية للقراءة و مع إنتاج فيلم الحي الصيني Chinatown (1974) أكتمل هذا التغيير حيث عمل ذلك التحول علي رفع مكانة المخرجين كمؤلفين و قلل من مكانة كتاب السيناريو .

و من المعروف أنه بشكل تقريبي تعادل الصفحة الواحدة من السيناريو دقيقة كاملة من وقت الشاشة و تكون الكتابة فيه بحالة المضارع و تقتصر على ما يمكن أن يسمعه الجمهور أو يراه مثل أوصاف المكان و حركات الشخصية و المؤثرات الصوتية و يكون الحوار هي الكلمات التي تتكلمها تلك الشخصيات و تتم كتابتها في عمود مركزي كما تستخدم الخطوط الثابتة و التي تسمي أيضًا عنوان المشهد الرئيسي في بداية كل مشهد و يحتوي عادةً على 3 أجزاء من المعلومات و هي عما إذا كان المشهد تصويره بالداخل أو الخارج و الموقع المحدد للتصوير و الوقت من اليوم و في برنامج التصوير يتم ترقيم الخطوط الثابتة بشكل متتابع لتسهيل الرجوع إليها.

و مؤخرا واكب السيناريو التطور التكنولوجي الذي إجتاح العالم حيث كان أول برنامج لكتابة السيناريو هو SmartKey و هو برنامج ماكرو كان يرسل سلسلة من الأوامر إلى برامج معالجة النصوص الموجودة مثل WordStar و WordPerfect و Microsoft Word و كان SmartKey شائعًا لدى كتاب السيناريو بداية من عام 1982 و حتي 1987 و بعد ذلك أصبح لبرامج معالجة النصوص ميزات الماكرو الخاصة بها و توفرت حزم برامج مختلفة لمساعدة الكتاب على الإلتزام بمعايير التنسيق الصارمة أبرزها BPC-Screenplay و Celtx و Fade In و Final Draft و FiveSprockets و Montage و Movie Draft SE و Movie Magic Screenwriter و Movie Outline 3.0 و Scrivener و Zhura و أغلبها يمكن العمل عليه من أجهزة الكومبيوتر أو التطبيقات علي الأجهزة المحمولة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *