تاريخ وكالة أسوشيتد برس و ما هي وكالة أسوشيتد برس

أسوشيتد برس (AP) هي وكالة أنباء أمريكية يقع مقرها الرئيسي في مدينة نيويورك و تأسست في منتصف القرن التاسع عشر بعد تحالف مكون من خمسة صحف لإنشائها و تنحصر مهامها في إنتاج تقارير إخبارية بعدد من اللغات المختلفة ثم يتم توزيعها على أكثر من 1300 صحيفة و إذاعة و قنوات تلفزيونية إخبارية داخل الولايات المتحدة و خارجها مقابل رسوم مالية معينة لإستغلال تلك المواد و نظرا لأنشطتها في تغطيات الأحداث حول العالم أول بأول من خلال شبكة مراسليها و مصوريها حصلت تلك المؤسسة الإخبارية علي 58 جائزة بوليتزر و في الوقت الراهن تملك وكالة أسوشيتد برس ما يقرب من 248 مكتبا موزعين في 99 دولة و يعمل فيهم أكثر من 3300 موظف كما تدير أيضا شبكة إذاعية تحمل إسمها و تتيح فيها نشرات إخبارية تبث مرتين كل ساعة بالإضافة إلي بث رياضي يومي و تعتبر هي من أبرز وكالات الأنباء العالمية بجوار رويترز و الأنباء الفرنسية .

ما تاريخ وكالة أسوشيتد برس ؟

تأسست وكالة أسوشيتد برس في مايو عام 1846 من قبل خمس صحف يومية في مدينة “نيويورك” لتقاسم تكلفة نقل أخبار الحرب المكسيكية الأمريكية و تم تنظيم ذلك المشروع من قبل ” موسيز يالي بيتش ” الناشر الثاني لصحيفة ” ذا صن ” و أنضمت إليه كل من ” نيويورك هيرالد ” و ” نيويورك كورير و إنكوراير ” و ” ذا جورنال أوف كوميرس ” و ” نيويورك إيفنينج إكسبريس ” كما يعتقد بعض المؤرخين أن صحيفة “نيويورك تريبيون” قد إنضمت إليهم في ذلك الوقت أيضا حيث تظهر الوثائق أنها كانت عضوة في ذلك التحالف عام 1849 و هو نفس العام الذي أفتتح فيه أول مكتب إخباري خارج “الولايات المتحدة” في هاليفاكس نوفا سكوتشيا لمقابلة السفن المبحرة من أوروبا قبل وصولها إلى الرصيف في نيويورك و في عام 1851 أصبحت “نيويورك تايمز” عضوا في ذلك التحالف أيضا .

وكالة أسوشيتد برس

و بعد ذلك واجه ذلك التحالف الذي أطلق عليه إسم ” نيويورك أسوشيتد برس ” منافسة من ” ويسترن أسوشيتد برس ” التي تأسست عام 1862 و التي أنتقدت ممارساتها الإحتكارية في جمع الأخبار و تحديد الأسعار و في ديسمبر عام 1892 تم دمجها مع تلك الشركة و يصبح إسم المؤسسة هو ” وكالة أسوشيتد برس ” و مقرها ولاية ” إلينوي ” و لكن نظرا لبعض من القوانين المقيدة لعمل الوكالة أنتقل مقرها الرئيسي إلي مدينة ” نيويورك ” حيث كانت قوانين الشركات أكثر ملاءمة لعملها و في عام 1893 تولي “ملفيل ستون” الذي أسس صحيفة “شيكاغو ديلي نيوز” منصب مدير عام وكالة أسوشييتد برس و بحلول عام 1899 أستخدمت المؤسسة التلغراف اللاسلكي لتغطية سباقات اليخوت في كأس أمريكا و يعتبر ذلك هو أول إختبار إخباري للتكنولوجيا الجديدة في العمل الإعلامي ثم قدمت في عام 1914 الطابعة البرقية التي تنتقل مباشرة إلى الطابعات عبر أسلاك التلغراف و التي من خلالها تم بناء شبكة عالمية من آلات الطابعة عن بُعد و التي تعمل بـ 60 كلمة في الدقيقة.

و نمت المؤسسة بسرعة تحت قيادة “كينت كوبر” الذي خدم من عام 1925 و حتي عام 1948 و قام ببناء فريق عمل في أمريكا الجنوبية و أوروبا (بعد الحرب العالمية الثانية) و الشرق الأوسط و في عام 1935 أطلقت وكالة أسوشييتد برس شبكة ” وايرفوتو ” التي سمحت بنقل الصور الإخبارية عبر خطوط الهاتف في يوم إلتقاطها و هي خدمة أعطت الوكالة ميزة كبيرة على وسائل الإعلام الإخبارية الأخرى و كانت أول صورة تنقل عبر تلك الخدمة هي تحطم طائرة في مورهاوس بنيويورك في يوم رأس السنة الجديدة و في حين أن الشبكة الأولي للوكالة كانت فقط بين مدن “نيويورك” و “شيكاغو” و “سان فرانسيسكو” إلا أنها تطورت و أمتدت لتصبح في نهاية المطاف تغطي “الولايات المتحدة” بأكملها.

مبني وكالة أسوشييتد برس
مبني وكالة أسوشييتد برس

و دخلت وكالة أسوشييتد برس مجال البث عام 1941 عندما بدأت في توزيع الأخبار على المحطات الإذاعية ثم أنشأت شبكة راديو خاصة بها في عام 1974 و في عام 1994 أنشأت وكالة APTV المعنية بجمع الأخبار بالفيديو و التي أندمجت مع WorldWide Television News في عام 1998 لتشكيل شبكة APTN التي توفر الفيديوهات للناشرين و المواقع الدولية و التي وصلت إلي 70000 مقطع فيديو و 6000 ساعة من الفيديو المباشر سنويًا في عام 2016 كما وفرت الوكالة أيضًا خمس قنوات فيديو حية متزامنة و أربع قنوات مباشرة للناشرين الرقميين حيث كانت وكالة الأسوشييتد برس هي أول وكالة أنباء أطلقت خدمة إخبارية بالفيديو المباشر في عام 2003 و في عام 2019 كان لدي تلك المؤسسة الإخبارية أكثر من 240 مكتبًا على مستوى العالم تعمل علي جمع تقارير إخبارية دقيقة و نزيهة و بمنتهى الكفاءة و مع الإعتماد علي تقنية التكنولوجيا الرقمية و شبكة الإنترنت فقد ساهم ذلك في زيادة توزيع تقاريرها علي أعضائها البالغ عددهم 1400 من الصحف و القنوات الإخبارية الأمريكية و الدولية و مؤخرا بدأت في تنويع قدراتها في جمع الأخبار حيث تشير التقارير إلي أن إيرادتها أصبحت تأتي بنحو 30 ٪ من الصحف الأمريكية و 37٪ من عملاء البث العالمي و 15٪ عبر الإنترنت و 18٪ من الصحف الدولية و من التصوير الفوتوغرافي .

الدقة في نتائج الإنتخابات

وكالة أسوشيتد برس

تعتبر وكالة أسوشييتد برس هي المنظمة الوحيدة التي تتحقق من دقة نتائج الإنتخابات الأمريكية المتعددة و التي تجري في كل مدينة و مقاطعة عبر “الولايات المتحدة” مثل الإنتخابات الرئاسية و إنتخابات مجلس الشيوخ و النواب و غيرها حيث تعتمد المنافذ الإخبارية الرئيسية على بيانات الإستطلاع و النتائج التي تقدمها الوكالة قبل إعلان الفائز في السباقات السياسية الكبرى و لا سيما الإنتخابات الرئاسية حيث تعتمد على شبكة قوية من المراسلين المحليين الذين لديهم معرفة مباشرة بمناطق معينة و لديهم أيضًا علاقات طويلة الأمد مع كتبة المقاطعة بالإضافة إلى المسؤولين المحليين الآخرين علاوة على أنها تراقب و تجمع البيانات من مواقع المقاطعات و الموجزات الإلكترونية التي تقدمها الولايات كما يتحقق فريق البحث كذلك من النتائج من خلال النظر في طبيعة التركيبة السكانية لتلك الأماكن و عدد بطاقات الإقتراع و القضايا السياسية الأخرى التي قد يكون لها تأثير على النتائج النهائية .

الإشكاليات و المشاكل التي واجهتها وكالة أسوشييتد برس

علي مدار سنوات عمل وكالة أسوشييتد برس مرت هي و أفرادها العاملين بها بعدد من الإشكاليات و المشاكل أبرزها :

  • في عام 1876 أصبح “مارك كيلوج” أول مراسل صحفي لوكالة أسوشيتد برس يُقتل أثناء نقل الأخبار في معركة ليتل بيجورن.
  • في عام 1945 تم إعدام مراسل الحرب “جوزيف مورتون” مع تسعة رجال من OSS و أربعة من عملاء SOE البريطانيين من قبل الألمان في محتشد اعتقال ” موتهاوزن ” حيث كان “مورتون” هو مراسل الحلفاء الوحيد الذي أعدمه المحور خلال الحرب العالمية الثانية و في نفس العام تحدى “إدوارد كينيدي ” رئيس مكتب وكالة أسوشيتد برس في “باريس” تعتيمًا إخباريًا عن إستسلام ألمانيا النازية مما تسبب في إقالته من قبل الوكالة حيث أكد “كينيدي” أنه أبلغ فقط عما بثته الإذاعة الألمانية بالفعل.
  • في عام 1951 ألقي القبض على مراسل الحرب في براغ “وليام ن. أوتيس” بتهمة التجسس من قبل الحكومة الشيوعية لتشيكوسلوفاكيا و لم يطلق سراحه حتى عام 1953.
  • في عام 1994 كانت المراسلة “تينا سوسمان” في رحلتها الرابعة إلى “الصومال” حيث كانت تقدم تقارير لوكالة أسوشييتد برس و تحدثت عن مغادرة قوات حفظ السلام الأمريكية البلاد و أثناء عملها تجمع عدد من المتمردين الصوماليين و الذين فاقوا عدد حراسها الشخصيين في العاصمة “مقديشو” و سحبوها من سيارتها في وضح النهار و أحتجزوها لمدة 20 يومًا و خلال فترة الإحتجاز طلبت وكالة أسوشييتد برس من المنظمات الإخبارية بما في ذلك “نيويورك تايمز” و “شيكاغو تريبيون” و “واشنطن بوست ” حجب ذلك الخبر لتثبيط تشجيع الخاطفين.
  • في سبتمبر عام 2002 تم فصل “كريستوفر نيوتن” مراسل مكتب واشنطن العاصمة وهو مراسل لوكالة أسوشييتد برس منذ عام 1994 بعد إتهامه بإختلاق مصادر منذ عام 2000 يمثلون 40 شخصية و منظمة على الأقل.
  • في عام 2007 أنتحل عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالي يعمل في سياتل شخصية صحفي من وكالة الأسوشييتد برس و أصاب جهاز كمبيوتر مشتبه به ببرنامج مراقبة خبيث و أثار الحادث تلك المؤسسة الإخبارية و أصدرت بيانًا شديد اللهجة يطالب مكتب المباحث الفيدرالية بعدم إنتحال شخصية أحد أعضاء وسائل الإعلام مرة أخرى و في ديسمبر عام 2017 و عقب مثوله أمام محكمة أمريكية حكم قاض لصالح وكالة أسوشييتد برس ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي بتهمة الإحتيال في إنتحال صفة أحد أعضاء وسائل الإعلام .
  • في يونيو عام 2008 هددت وكالة أسوشييتد برس العديد من المدونات بزعم إنتهاكها لحقوق الطبع والنشر من خلال ربطها بمواد إخبارية قادمة من الوكالة مع إستخدام العناوين الرئيسية و الملخصات القصيرة في تلك الروابط و هو ما أثار الكثير من الجدل حيث يقول العديد من المدونين و الخبراء أن استخدام أخبار وكالة أسوشييتد برس يقع بشكل مباشر في إطار ممارسات الإنترنت المقبولة عمومًا و ضمن معايير الاستخدام العادل خاصة و أنها هي أيضا تأخذ مقتطفات مماثلة من مصادر أخرى و غالبًا بدون إسناد أو تراخيص.
  • في 23 أبريل عام 2013 تم إختراق حساب وكالة الأسوشييتد برس على موقع تويتر لنشر تغريدة كاذبة حول هجمات خيالية في البيت الأبيض تسببت في إصابة الرئيس أوباما.
  • خلال الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية عام 2021 دمر الجيش الإسرائيلي مبنى الجلاء العالي و هو مبنى يضم مكاتب وكالة الأسوشييتد برس في غزة و صرحت إسرائيل أن المبنى كان يضم مخابرات عسكرية تابعة لحركة حماس و أعطت تحذيرًا مسبقًا من الضربة و لم يصب أي مدني بأذى و في المقابل أصدر الرئيس التنفيذي للوكالة “جاري برويت ” بيانًا قال فيه إنه “ليس لديه ما يشير إلى وجود حماس في المبنى” و دعا الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم الدليل مضيفا “العالم لن يعرف إلا القليل عما يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم”و طلبت منظمة مراسلون بلا حدود من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في التفجير بإعتباره جريمة حرب محتملة..

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *