هل أهرامات الجيزة قديمة جدًا لدرجة أن الملك توت عنخ أمون كان يعتبرها جزء من التاريخ ؟

يعتبر توت عنخ أمون هو الفرعون ما قبل الأخير في الأسرة الثامنة عشرة بمصر القديمة و كان قد إعتلى العرش في فترة مضطربة سياسيا و هو في سن التاسعة تقريبًا و أستمر في الحكم حتى وفاته في التاسعة عشرة من عمره و خلال عهده إتخذ عدد من الإجرائات لنزع التوترات الداخلية في البلاد أبرزها إبطال التغييرات الدينية و السياسية التي سنها سلفه إخناتون حيث إستعاد الشكل التقليدي للدين المصري القديم بالعودة إلي عبادة الإله أمون و أبطل التحول الديني المعروف باسم الأتينية كما قام بنقل الديوان الملكي من عاصمة إخناتون العمارنة , و يعتبر الملك توت عنخ أمون أحد الملوك القلائل الذين تم عبادتهم كإله خلال فترة حياتهم حيث كان من التقليدي أن يحدث ذلك بعد الوفاة بالنسبة لمعظم الملوك و تعد مقبرته هي الوحيدة من نوعها التي تم العثور عليها في حالة شبه سليمة و يعتبر إكتشافها واحدًا من أعظم الإكتشافات الأثرية على الإطلاق أما قناعه فهو من أبرز المقتنيات الأثرية الموجودة في عصرنا الحالي التي تعتبر عنوان للحضارة المصرية القديمة بجوار أهرامات الجيزة التي ينظر إليها كتذكار يعبر عن قدم التاريخ لدرجة أنه توجد معلومة مثيرة للجدل تشير إلي أن الملك توت عنخ أمون كان ينظر إليها هو الأخر بإعتبارها قديمة جدا و جزء من التاريخ و هو ما دفعنا لمحاولة التأكد من مدي صحة تلك المعلومة .

التقييم

الأدلة

منذ ثلاثة آلاف عام كانت مصر القديمة واحدة من أكثر حضارات العالم تقدمًا و قوة و لحسن حظنا أنه لا يزال يوجد منها في وقتنا الحالي عدد ليس بالقليل من المقتنيات و المنشئات الأثرية التي كانت شاهدة علي تلك الحضارة العظيمة و من بينهم بكل تأكيد قناع الملك توت عنخ أمون و أهرامات الجيزة و رغم أن كلاهما ينظر إليهم بإعتبارهم جزء من التاريخ إلا أنه توجد معلومة أنتشرت بكثافة علي شبكة الإنترنت تشير إلي أن الملك توت عنخ أمون ذاته كان ينظر إلي أهرامات الجيزة هو الأخر بإعتبارها أثر قديم و جزء من التاريخ لذلك كان إستقبال تلك المعلومة مثير للغرابة خاصة و إنها تنحدر من عصر قديم يضم الإثنين معا .

و رغم أن كلمة “تاريخ” هي مصطلح نسبي قد يختلف من شخص لآخر و لا يمكن لأحد أن يحدد على وجه اليقين ما الذي كان الملك توت يعتبره قديمًا و تاريخيا إلا أنه في واقع الأمر تعتبر الأهرامات أقدم من الملك الصبي بنحو ألف عام تقريبا حيث تم بناء أهرامات الجيزة الثلاثة في الفترة ما بين 2250 و 2490 قبل الميلاد أي ما يقدر بنحو 4500 سنة مضت بينما تشير السجلات إلى أن الملك ” توت عنخ أمون ” ولد عام 1341 قبل الميلاد و توفي عن عمر يناهز 18 أو 19 عامًا عام 1323 ق.م خلال عصر الأسرة الثامنة عشرة أي منذ أكثر من 3300 عام .

أقرأ أيضا : هل لا تزال الشجرة التى أسقطت تفاحتها على نيوتن موجودة ؟

و بمقارنة كلا التاريخين سنجد أن عمر الأهرامات كان منذ حوالي 1200 عام وقت ولادة الملك توت عنخ آمون و بالنظر إلى أن جامعة كوليدج لندن تقدر بأن متوسط العمر المتوقع للمصريين القدماء كان يزيد قليلاً عن 30 عامًا فمن المحتمل تمامًا أن الملك توت عنخ آمون ربما أعتبر الأهرامات “قديمة” بالتالي تكون المعلومة صحيحة .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *