قصة صعود الممثل داني تريجو من عالم الجريمة إلي عالم السينما

ليس من السهل علي أي شخص أن يكون نجم سينمائيا شهيرا خاصة في هوليوود لأنه يجب عليه إجتياز الكثير من المصاعب عبر حياته المهنية للوصول إلي تلك الغاية و لكن مهما كانت طبيعة تلك العوائق إلا أنها ليست بصعوبة مشوار الفنان داني تريجو صاحب الملامح المميزة و الذي ظهر داخل عدد من الأعمال السينمائية في أدوار شريرة لرجل العصابات قاسي القلب الذي يقوم بإرتكاب العديد من الجرائم و لعل أبرز أدواره كانت في فيلم كون إير الذي ظهر فيه بدور جوني المغتصب و ربما يرجع البعض سبب حصر داني تريجو بتلك الأدوار إلي ملامحه المخيفة و لكن في واقع الأمر يعد السبب الرئيسي هو إمتلاكه لماضي مروع في عالم الجريمة الحقيقية خلال فترة شبابه وصلت لدرجة أنه كاد أن يواجه حكما بالإعدام أثناء قضاءه عقوبة داخل أحد السجون ثم تبدل حاله إلي النقيض تماما بعد أن بدء في الدخول بعالم التمثيل لاحقا و أصبح واحدا من أشهر الممثلين بعد أن نجح فى تجسيد واقع كان منغمسا به بالفعل .

ولد “داني تريجو” في 16 مايو عام 1944 بالولايات المتحدة و نشأ في منطقة إيكو بارك بمدينة “لوس أنجلوس” و كان والده “ديونيسيو ” ذات سمعة سيئة حيث كان يعيش فى ولاية ” تكساس ” إلا أنه قد فر إلى ولاية “كاليفورنيا” بعد طعنه لرجل إلا أنه تم إعتقاله لاحقا و نتيجة غياب والده عاش الطفل مع أبناء عمومته في منزل جدته و أنتهى به الأمر إلى أن يصبح قريب من عمه ” جيلبرت ” الذي كان يكبره بست سنوات فقط لذلك كان يعتبره أخيه الأكبر حيث قام بتعليمه كيفية الملاكمة بالتزامن مع تعليمه تعاطي الماريجوانا و كان يبلغ ” داني تريجو ” حينها من العمر 8 سنوات و عندما وصل إلي سن 12 عامًا بدء في تعاطي جرعته الأولى من الهيروين حيث يقول ” تريجو ” عن عمه أن كان بالنسبة إليه حينها مثل الشخص الرائع لأنه هو الذي كان لديه دائمًا مبلغ كبير من المال .

داني تريجو

و تصاعدت الأمور بسرعة في حياة ” داني تريجو ” بعد أن أصبح مدمنًا للمخدرات حيث أنضم إلي عمه “جيلبرت” للمشاركة في عمليات السطو و إجراء صفقات المخدرات لإشباع إحتياجاتهم و حين وصل إلي سن 18 عاما أوقعته أنشطته لأول مرة في السجن حيث كان حينها مدمنًا على الكوكايين و في داخل سجن المقاطعة ألتقي بالزعيم الإجرامي ” تشارلز مانسن ” و تولد عنه إنطباع بأنه أبيض قذر و هزيل و بعد إطلاق سراح ” داني تريجو ” لم يرتدع عن عالم الجريمة بل علي العكس بدء في إرتكاب جرائم أكبر تراوحت بين سرقة متاجر الخمور و إطلاق النيران من سيارة و طعن شخص في وجهه بزجاجة بيرة مكسورة أثناء شجار في حانة و يقول أنه وقتها كان لديه الكثير من المسدسات و بالتأكيد أي إنسان لا يريد العبث مع شخص لديه الكثير من المسدسات .

داني تريجو

و مع حلول عام 1965 تغيرت حياة ” داني تريجو ” إلى الأبد و ذلك حين تم إلقاء القبض عليه لبيعه الهيروين لعملاء فيدراليين يعملون في السر و حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات توزعت علي ثلاثة سجون و هم فولسوم و سوليداد و سان كوينتين حيث يقول عن الأخير أنك حين تصل إليه ترى مصباحين يضيئان باللون الأحمر و الأخضر أعلى الكتلة الشمالية و إذا كان الضوء الأحمر مضاء فهذا يعني أنهم يقتلون شخصًا ما و هذا هو أول شيء تراه لذلك تعلم أن هذا المكان هو بيت الموت يأتي فيه الناس و لا يخرجون و نظرا لأنه كان وجه جديد في محيط مميت كان ” داني تريجو ” عرضة لإستفزازت السجناء القدامي إلا أن الدروس التي تلقاها في الملاكمة خلال مرحلة الطفولة كانت مفيدة له للغاية لذلك من أراد التحرش به فعليه إختباره في الفناء أولا حيث يقول أنه كان بطلاً في الوزن الخفيف و الوزن المتوسط في كل سجن كان فيه .

و رغم ثقة ” داني تريجو ” في إمكانياته لحماية نفسه داخل السجن لكنه يعترف بأنه كان قلقا بشكل يومي من الموت فعلي الرغم من كونه سجينًا معروفًا له هيبة خلف القضبان إلا أنه كان لا يأمن علي نفسه حين يكون فى الفناء حيث يقول أنه شعر بالرعب حين شاهد أحد النزلاء يتم طعنه لمجرد الضحك عليه و حينها قال لنفسه “داني .. ستموت هنا ” إلا أنه تم نقله إلي سجن “سوليداد” عام 1968 و فيه كاد أن يفقد حياته فبسبب إندلاع فوضي و أعمال شغب بداخله قاتل مع السجناء بحجر و ضرب عن طريق الخطأ حارسًا في رأسه مما أدي إلي توقيع عقوبة عليه بالمكوث في الحبس الإنفرادي لمدة ثلاثة أشهر مع إمكانية توجيه تهمة إليه بالشروع في القتل و التي قد تصل عقوبتها بحسب القانون الأمريكي حينها إلي الإعدام لذلك خلال جلوسه فى زنزانته كان مقتنعا أن حياته قد أنتهت و يقول أنه بدء في الصلاة و مناشدة الله و تعهد أنه إذا أصبح في الخارج فلن يعود إلي عالم الجريمة مجددا و كانت تلك النقطة هي التحول الكامل فى حياة ” داني تريجو ” .

داني تريجو

أقرأ أيضا : تعرف على الممثل تشاك لامب أشهر من قام بدور الرجل الميت فى عالم السينما و الدراما

و مع حلول أغسطس عام 1969 تم إطلاق سراح ” داني تريجو ” بشروط و بدء العمل في وظائف مختلفة كبستاني و مدير عمال ثم تم تقديمه بعد ذلك إلى عالم التمثيل كممثل كومبارس و تم حصره كعضو عصابة مهيب لسنوات ثم طلب منه تدريب الممثل “إريك روبرتس” على كيفية الملاكمة خلال تمثيله في أحد الأفلام و منذ ذلك الحين بدأ ترشيح ” داني تريجو ” بشكل متزايد للمخرجين و وكلاء إختيار الممثلين و يبدء طريقًا طويلًا في حياته المهنية التمثيلية بداية من الأدوار الصغيرة ليظهر مع نجوم بارزين مثل “أل باتشينو” و “نيكولاس كيج” وصولا إلي أدوار البطولة في فيلم Machete (2010) الذي كتب خصيصًا له و حقق 44 مليون دولار أمريكي في شباك التذاكر و يتهافت عليه الكثير من المنتجين للقيام بأدوار في أفلامهم و بذلك تكون قصة ذلك الممثل ملهمة لأي شخص يريد تغيير حياته إلي الأفضل طالما كان لديه النية الحقيقية نحو ذلك التغيير .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *