ما هو سور الصين العظيم ؟ تاريخ سور الصين العظيم ؟ خصائص سور الصين العظيم

سور الصين العظيم هو حصن واسع النطاق تم تشييده في الصين القديمة و يعد أحد أطول المباني في العالم و هو مكون بعدد ضخم من الجدران التي تم بنائها على مدار ألفي عام عبر شمال الصين و جنوب منغوليا و يعود تاريخ الجزء الأكثر شمولاً منه و الأفضل حفظًا إلى أسرة مينج و يمتد لمسافة 8850 كم من الشرق إلى الغرب بداية من جبل هو بالقرب من داندونج جنوب شرق مقاطعة لياونينج إلى ممر جيايو غرب جيوتشيوان شمال غرب مقاطعة قانسو و غالبًا ما يوجد سور الصين العظيم علي قمم التلال و الجبال و يلتف عبر الريف الصيني و يتكون ربعه من حواجز طبيعية مثل الأنهار و التلال الجبلية أما ما يقرب من 70 في المائة من طوله الإجمالي فهو عبارة عن جداران تم بناؤها فعليًا مع إمتدادات صغيرة متبقية علي شكل خنادق و على الرغم من أن أجزاء طويلة من الجدار أصبحت الآن في حالة خراب أو أختفت تمامًا إلا أنها لا تزال واحدة من أكثر الهياكل الإنشائية الرائعة الموجودة على كوكب الأرض لذلك ليس بالغريب إختياره من قبل الأمم المتحدة كموقع للتراث العالمي لليونسكو عام 1987 .

سور الصين العظيم

و يعود تاريخ الأجزاء الكبيرة من نظام التحصينات الموجود داخل سور الصين العظيم إلي الفترة ما بين القرن السابع و حتى القرن الرابع قبل الميلاد أما في القرن الثالث قبل الميلاد قام الإمبراطور الأول للصين الموحدة تحت حكم أسرة تشين “شيهوانجدي” بربط عدد من الجدران الدفاعية الموجودة في نظام واحد و تقليديًا كانت النهاية الشرقية للجدار هي ممر شانهاي في مقاطعة هيبي الشرقية على طول ساحل بو هاي و كان يُعتقد أن طول الجدار دون فروعه و الأقسام الثانوية الأخرى يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك لمسافة 6700 كم لكن كشفت التحقيقات التي رعتها الحكومة و بدأت في التسعينيات عن وجود أجزاء إضافية من الجدار في لياونينج و أثبتت المراقبة الجوية و الأقمار الصناعية في النهاية أن هذا الجدار يمتد بشكل مستمر عبر جزء كبير من المقاطعة ليتم الإعلان عن الطول الإجمالي الأكبر و المعروف حاليا لجدار مينغ عام 2009 .

تاريخ سور الصين العظيم

تطور سور الصين العظيم علي مدار عدة مراحل و حقب تاريخية مختلفة حيث بدء بتحصينات و قلاع حدودية متباينة للممالك الصينية الفردية و التي كانت مهتمة لعدة قرون بالحماية من جيرانها القريبين و الغزوات أو الغارات البربرية .

و بدأ إنشاء سور الصين العظيم فعليا في حوالي القرن السابع قبل الميلاد حين بدأت ولاية “تشو” في بناء نظام دفاعي دائم عرف بإسم “السور المربع” في الجزء الشمالي من عاصمة المملكة و بداية من القرن السادس و حتي القرن الرابع قبل الميلاد حذت ولايات أخرى حذوها ففي الجزء الجنوبي من ولاية “تشي” تم إنشاء جدار محيطي واسع تدريجيًا بإستخدام سدود الأنهار الموجودة و الحصون المشيدة حديثًا و مناطق التضاريس الجبلية غير القابلة للعبور و كان جدار “تشي” مصنوعًا بشكل أساسي من الحجارة و ينتهي عند شواطئ البحر الأصفر و في ولاية “تشونجشان” تم بناء نظام جدار لإحباط الغزو من ولايتي “تشاو” و “تشين” في الجنوب الغربي و كان هناك خطان دفاعيان في ولاية “وي” و هم جدران هيكسي غرب النهر الأصفر و جدران خنان جنوب النهر حيث كان جدار هيكسي بمثابة حصن ضد ولاية “تشين” و البدو الغربيين و تم بناؤه في عهد الملك “هوي” (370-335 قبل الميلاد) و تم توسيعه من خلال السدود الواقعة على نهر “لوه” على الحدود الغربية و في السنوات الأخيرة من حكم الملك “هوي” قامت دولة “تشنج” أيضًا ببناء نظام الجدار و أعادت دولة “هان” بناءه بعد أن غزت “تشنج” ثم أكملت دولة “تشاو” سورًا جنوبيًا و أخر شماليًا و تم بناء الجدار الجنوبي بشكل أساسي كوسيلة للدفاع ضد ولاية “وي” و بعد ذلك نمت ولاية “تشين” سياسيًا و عسكريًا لتصبح الأقوى بين الولايات السبع لكنها تعرضت للهجوم بشكل متكرر من قبل “دونجهو” و “لوفان” و هما شعبان من البدو الرحل من الشمال لذلك أقامت “تشين” جدارًا يبدأ من “لينتياو” و يتجه شمالًا على طول جبال “ليوبان” و ينتهي عند نهر هوانج هي (النهر الأصفر).

سور الصين العظيم

و في ولاية “يان” تم إعداد خطين دفاعيين منفصلين و هم الجدار الشمالي و جدار ييشوي في محاولة للدفاع عن المملكة من هجمات الجماعات الشمالية مثل “دونجهو” و “لينهو” و “لوفان” و كذلك من قبل ولاية “تشي” في الجنوب كما تم توسيع جدار “ييشوي” من سد نهر يي كخط دفاع ضد ولايتي “تشي” و “تشاو” و هم الولايتين المنافستين الرئيسيتين حيث يبدأ جنوب غرب مدينة “يي” العاصمة و ينتهي جنوب “وينان” و في عام 290 قبل الميلاد قامت ولاية “يان” ببناء الجدار الشمالي على طول جبال “يان” بدءًا من الشمال الشرقي في منطقة “تشانجياكو في “خبي” مرورًا بنهر لياو و إمتدادًا إلى مدينة شيانج بينج القديمة (لياويانج حاليًا) و كان هذا هو الجزء الأخير من السور العظيم الذي تم تشييده خلال فترة الدول المتحاربة و في عام 221 قبل الميلاد أكمل “شيهوانجدي” إمبراطور “تشين الأول” ضم “تشي” و بالتالي توحيد الصين و عليه أمر بإزالة التحصينات التي أقيمت بين الولايات السابقة لأنها كانت بمثابة عقبات أمام التحركات الداخلية إضافة إلى إرسال الجنرال “منج تيان” لحماية الحدود الشمالية ضد غارات البدو الرحل “شيونجنو” و ربط أجزاء الجدار الموجودة في “تشين” و “يان” و “تشاو” بما يسمى “الجدار الطويل الذي يبلغ طوله 10000 لي (2 لي تساوي 1 كم) و بدأت فترة البناء هذه حوالي عام 214 قبل الميلاد و أستمرت عقدًا من الزمن و عمل في ذلك المشروع مئات الآلاف من الجنود و العمال المجندين و لكن مع سقوط أسرة “تشين” و بعد وفاة “شيهوانجدي” تُرك السور دون حامية إلى حد كبير و سقط في حالة سيئة.

و في عهد إمبراطور “هان وودي” (141-87 قبل الميلاد) تم تعزيز الجدار كجزء من حملة شاملة ضد “شيونجنو” و منذ تلك الفترة ساهم سور الصين العظيم أيضًا في إستغلال الأراضي الزراعية في شمال و غرب الصين و في نمو الطريق التجاري الذي أصبح يعرف باسم طريق الحرير و في عام 121 قبل الميلاد بدأ مشروع بناء مدته 20 عامًا على جدار هيكسي (المعروف عمومًا باسم الجدار الجانبي) بين يونجدينج (الآن في قانسو) في الشرق و بحيرة لوب نور (الآن في شينجيانج) في الغرب و تضمنت نقاط القوة التي أقيمت على طول الجدار منارة كل 5 لي و برجًا كل 10 لي و حصنًا كل 30 لي و قلعة كل 100 لي كما تم العمل الرئيسي على الجدار خلال فترة “هان دونج” (25-220 م) و في عهد “ليو شيو” أمر عام 38 م بإصلاح أربعة خطوط متوازية من سور الصين العظيم في المنطقة الجنوبية من جدار هيكسي كما لم يكن سور الصين العظيم لأغراض الدفاع فحسب بل كان أيضًا بمثابة مركز السيطرة على التجارة و السفر و خلال عهد أسرة باي (الشمالية) (386-534/535 م) تم إصلاح السور العظيم و توسيعه كوسيلة للدفاع ضد هجمات قبائل “خوان جوان” و “خيتان” في الشمال و في عام 417 م تم بناء جزء من سور الصين العظيم جنوب “تشانجتشوان ” و يمتد لمسافة 1000 كم و في عهد التايودي (423-452) تم بناء جدار أقل و أرق حول العاصمة كمكمل لسور الصين العظيم بدءًا من قوانجلينج في الشرق و أمتدت إلى الجانب الشرقي من نهر هوانج هي و يشكل دائرة حول داتونج و بعد أن نقلت مملكة “دونج وي” عاصمتها شرقًا إلى “يي” قامت أيضًا ببناء جزء من السور العظيم في منطقة مقاطعة شانشي المعاصرة.

و من أجل تعزيز حدودها الشمالية و منع غزو “باي تشو” من الغرب أطلقت مملكة “باي تشي” (550-577) العديد من مشاريع البناء الكبيرة التي كانت تقريبًا بنفس نطاق مشاريع البناء في عهد أسرة “تشين” و في عام 552م تم بناء جزء على الحدود الشمالية الغربية و بعد ثلاث سنوات فقط أمر الإمبراطور بتوظيف 1.8 مليون عامل لإصلاح و توسيع الأقسام الأخرى و تم البناء بين المدخل الجنوبي لممر “جويونج” (بالقرب من بكين الحديثة) و داتونج (في شانشي) و في عام 556م تم إنشاء تحصين جديد في الشرق و أمتد إلى البحر الأصفر و في العام التالي تم بناء سور ثانٍ داخل سور الصين العظيم داخل شانشي الحديثة بدءًا من محيط لاويينج شرق بيانجوان و يمتد إلى الشرق وراء ممر يانمن و ممر بينجشينج و ينتهي في المنطقة المحيطة بشياجوان في شانشي وفي عام 563م قام الإمبراطور “وتشينجدي ” من “باي تشي ” بإصلاح جزء على طول جبال “تايهانج ” و يعد هذا الجزء من سور الصين العظيم هو الموجود اليوم في المنطقة المحيطة بلونجقوان و قوانجتشانج و فوبينج (في شانشي وخبي) و في عام 565م تم إصلاح الجدار الداخلي الذي تم بناؤه عام 557م و أضيف سور جديد يبدأ في محيط “شياجوان” و يمتد إلى ممر جويونج في الشرق ثم أنضم إلى الجدار الخارجي و بلغ إجمالي الأجزاء التي تم إصلاحها و إضافتها خلال فترة “باي تشي” حوالي 1500 كم و تم إنشاء البلدات و الثكنات على فترات دورية لتحصين المقاطع الجديدة و في عام 579 و من أجل منع غزو مملكة “باي تشو” من قبل التوجو و هم مجموعة من الأتراك الشرقيين و الخيتان بدأ الإمبراطور “جينج” برنامج إعادة بناء في مناطق الجدار الواقعة في مملكة “باي تشي” السابقة بدءًا من يانمين في الغرب و ينتهي عند جيشي في الشرق.

و خلال عهد أسرة سوي (581-618) تم إصلاح السور العظيم و تحسينه سبع مرات في محاولة للدفاع عن البلاد ضد هجمات التوجو و بعد أن حلت أسرة تانج (618-907) محل أسرة سوي أصبحت البلاد أقوى عسكريًا و تمكنت من هزيمة قبيلة توجو في الشمال و توسعت إلى ما وراء الحدود الأصلية و هكذا فقد السور العظيم أهميته تدريجيًا كحصن و لم تعد هناك حاجة للإصلاحات أو الإضافات و مع ذلك خلال عهد أسرة سونج (960-1279) شكلت شعوب لياو و جين في الشمال تهديدًا مستمرًا و أُجبر حكام سونج على الإنسحاب إلى الجنوب من خطوط سور الصين العظيم الذي بنته أسر “تشين” و “هان” و السلالات الشمالية كما تم الإستيلاء على العديد من المناطق على جانبي الجدار لاحقًا من قبل أسرة لياو (907–1125) و سلالة جين (1115–1234) و عندما أضطر حكام سونج للتراجع أكثر إلى الجنوب من نهر اليانجتسى (تشانج جيانج) لم تعد إصلاحات الجدار أو توسيعه ممكنة و لكن تم إجراء إصلاحات محدودة مرة واحدة خلال عصر “لياو” و لكن فقط في المنطقة الواقعة بين نهري يازي وهونتونج و في عام 1115م بعد تأسيس أسرة “جين” تم تنفيذ العمل على خطين دفاعيين في “مينجتشانج” حيث كان الجدار القديم هناك و الذي كان يسمى سابقًا جدار الووشو أو حصن جينيوان و يمتد غربًا من نقطة شمال “وولانهادا” ثم يمر عبر جبال “هايلاتو” و يتجه نحو الشمال ثم إلى الغرب مرة أخرى و ينتهي أخيرًا عند نهر “نوانشوي” و كان الخط الثاني هو جدار ” مينجتشانج ” الجديد و الذي يُطلق عليه أيضًا جدار ” جين ” الداخلي أو خندق ” جين ” و الذي تم تشييده جنوب الجدار القديم و الذي يبدأ في الغرب من منعطف في نهر “هوانج هي” و ينتهى عند نهر سونجاري و خلال عهد أسرة “يوان” (المغولية) (1206–1368) سيطر المغول على “الصين” بأكملها بالإضافة إلى أجزاء أخرى من قارة آسيا و مناطق من قارة أوروبا بإعتباره هيكلًا دفاعيًا و لم يكن للسور العظيم أهمية كبيرة بالنسبة لهم و مع ذلك تم إصلاح بعض الحصون و المناطق الرئيسية و تحصينها من أجل السيطرة على التجارة و الحد من تهديد التمردات من الصينيين و القوميات الأخرى.

بعد ذلك قام الحكام في عهد أسرة مينج (1368-1644) بصيانة و تعزيز سور الصين العظيم دون توقف لمنع أي غزو منغولي آخر و تم تنفيذ معظم العمل على طول الجدران القديمة التي بناها ” باي تشي ” و ” باي وي ” و تعتبر معظم أجزاء سور الصين العظيم القائم اليوم هي نتيجة للأعمال المنجزة في عهد الإمبراطور “هونججي” (1487–1505) و بدءًا من غرب ممر “جويونج” تم تقسيم هذا الجزء من الجدار إلى خطين جنوبي و شمالي و سُميا على التوالي بالجدران الداخلية و الخارجية و على طول الجدار كان هناك العديد من “الممرات” (أي الحصون) و البوابات الإستراتيجية من بينها ممرات جويونج و داوما و زيجينج و هي الممرات الثلاثة الأقرب إلى عاصمة مينج “بكين” و تمت الإشارة إليهم معًا بإسم الممرات الداخلية الثلاثة و في أقصى الغرب توجد ممرات يانمن و نينغوو و بيانتو المعروفة باسم الممرات الخارجية الثلاثة و كان لكل من الممرين الداخلي و الخارجي أهمية أساسية في حماية العاصمة و كانا عادةً محصنين بشدة و بعد أن حلت أسرة تشينج (المانشو) (1644–1911/12) محل مينج كان هناك تغيير في إستراتيجية الحكم و هي التهدئة حيث حاولت أسرة تشينج تهدئة قادة و شعوب منغوليا و التبت و غيرها من الجنسيات بعدم التدخل في الحياة الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية المحلية و بسبب نجاح تلك الإستراتيجية تم إصلاح سور الصين العظيم بشكل أقل و يسقط تدريجيا في حالة خراب.

تصميم سور الصين العظيم

سور الصين العظيم

يتكون سور الصين العظيم من ثلاثة مكونات رئيسية و هي الممرات و أبراج الإشارة (المنارات) و الجدران .

الممرات .. كانت الممرات عبارة عن معاقل رئيسية على طول الجدار و عادةً ما كانت تقع في مواقع رئيسية مثل التقاطعات مع طرق التجارة و كانت أسوار العديد من الممرات مغطاة بالطوب و الحجارة الضخمة مع الأتربة و الأحجار المكسرة كحشو و يبلغ ارتفاع الحصون حوالي 10 أمتار و عرضها من 4 إلى 5 أمتار في الأعلى و في داخل كل ممر كانت هناك منحدرات وصول للخيول و سلالم للجنود و كان الحاجز الخارجي مزودًا بشرفات و الحاجز الداخلي أو كما يطلق عليه “يوكيانج” عبارة عن جدار منخفض يبلغ إرتفاعه حوالي 1 متر و يمنع الأشخاص و الخيول من السقوط من الأعلى بالإضافة إلى كونها نقطة وصول للتجار و المدنيين الآخرين و يتم إستخدام البوابة الموجودة داخل الممر كمخرج للحامية لشن هجوم مضاد على المغيرين أو لإرسال الدوريات و يوجد تحت قوس البوابة عادة باب مزدوج ضخم من الخشب و يوجد فوق كل بوابة برج مراقبة و مركز قيادة عادة ما يكون إرتفاعه من طابق إلى ثلاثة طوابق و يتم بناؤه إما من الخشب أو الطوب و الخشب كما تم بناء حاجز نصف دائري أو متعدد الأضلاع يحمي البوابة خارجيا من الهجوم المباشر يطلق عليه إسم “ونج تشينج” و يمتد إلى ما وراءه خط حماية إضافي إسمه “لو تشنج ” و الذي غالبًا ما كان يعلوه برج يستخدم لمراقبة من هم وراء الجدار و لتوجيه تحركات القوات في المعارك التي تدور هناك و غالبًا ما كان يوجد حول مدخل البوابة خندق تم تشكيله أثناء حفر الأرض لبناء التحصينات.

أبراج الإشارة … كانت أبراج الإشارة تسمى أيضًا المنارات أو شرفات المنارات أو تلال الدخان أو التلال أو الأكشاك و كان يتم إستخدامها لإرسال الإتصالات العسكرية من خلال الحرائق أو الفوانيس ليلا أو إشارات دخان في النهار كما أستخدمت أساليب أخرى للتواصل مثل رفع اللافتات أو ضرب المصفقين أو إطلاق النار و كانت أبراج الإشارة التي غالبًا ما يتم بناؤها على قمم التلال لتحقيق أقصى قدر من الرؤية عبارة عن منصات أو أبراج عالية قائمة بذاتها و تحتوي الطوابق السفلية على غرف للجنود بالإضافة إلى إسطبلات و حظائر أغنام و مناطق تخزين .

الجدران … كان الجدار نفسه هو الجزء الرئيسي من النظام الدفاعي و يبلغ عرضه عادةً 6.5 مترًا عند القاعدة و 5.8 مترًا في الأعلى و بمتوسط إرتفاع يتراوح من 7 إلى 8 أمتار أو أقل قليلاً على التلال شديدة الإنحدار و يختلف هيكل السور من مكان إلى آخر حسب توفر مواد البناء حيث كانت الجدران مصنوعة من الأرض المدكوكة بين الألواح الخشبية أو الطوب اللبن أو خليط من الطوب و الحجر أو الصخور أو الدعائم و الألواح الخشبية و أستفادت بعض الأقسام من سدود الأنهار الموجودة و أستخدم آخرون التضاريس الجبلية الوعرة مثل المنحدرات و الوديان لتحل محل الهياكل التي من صنع الإنسان أما في الصحاري الغربية فكانت الجدران غالبًا عبارة عن هياكل بسيطة من الأرض المدكوكة و الطوب اللبن و العديد من الأسوار الشرقية مثل تلك القريبة من “بادالينج” التي كانت مغطاة بالحجر و تضمنت عددًا من الهياكل الثانوية و على الجانب الداخلي من هذه الجدران وضعت على مسافات صغيرة أبواب مقوسة تسمى “خوان” و التي كانت مصنوعة من الطوب أو الحجارة و كان داخل كل باب درجات حجرية أو من الطوب تؤدي إلى قمة الشرفة و في الأعلى، على الجانب المواجه للخارج كانت هناك شرفات بإرتفاع 2 متر تسمى “دووكو” و في الجزء العلوي منها كانت هناك فتحات كبيرة تستخدم لمشاهدة المهاجمين و إطلاق النار عليهم و في الجزء السفلي كانت هناك فتحات صغيرة أو ثغرات يمكن للمدافعين أيضًا إطلاق النار من خلالها و على مسافات تتراوح بين 200 إلى 300 متر كانت هناك منصة ذات فتحات ترتفع قليلاً فوق قمة الجدار و تبرز من الجانب الذي يواجه المهاجمين و أثناء المعركة كانت تقدم المنصة رؤية قيادية و تمكن المدافعين من إطلاق النار على المهاجمين أثناء محاولتهم تسلق الجدار بإستخدام السلالم و على عدة منصات كانت هناك أكواخ منظمة تسمى “بوفانج” و التي توفر المأوى للحراس أثناء العواصف و تتكون بعض المنصات كما هو الحال مع أبراج الإشارة من طابقين أو ثلاثة طوابق و يمكن إستخدامها لتخزين الأسلحة و الذخيرة حيث كان المتواجدين في بادالينج يتألفون عادة من طابقين مع أماكن إقامة تتسع لأكثر من 10 جنود في الطابق الأدنى كما كانت هناك خنادق تصريف على الجدران لحمايتها من التلف الناجم عن مياه الأمطار الغزيرة.

و يرتبط كل معقل رئيسي على طول الجدار بشكل هرمي بشبكة من القيادات العسكرية و الإدارية و خلال حكم “شيهوانجدي” تم إنشاء 12 محافظة على طول الجدار و في فترة “مينج” تم تقسيم التحصين بأكمله إلى 9 مناطق دفاعية و تم تعيين رئيس لكل منطقة و كانوا يعرفون معًا باسم الحاميات الحدودية التسعة .

أهميته الثقافية

تم دمج سور الصين العظيم منذ فترة طويلة في الأساطير الصينية و الرمزية الشعبية و في القرن العشرين أصبح يعتبر رمزا وطنيا حيث يوجد فوق البوابة الشرقية عند ممر شانهاي نقش منسوب إلى مؤرخ العصور الوسطى “شياو شيان” و الذي يُترجم إلى “الممر الأول تحت السماء” في إشارة إلى التقسيم التقليدي بين الحضارة الصينية و الأراضي البربرية في الشمال .

و مع مرور السنوات و رغم أهميته الثقافية عانت أجزاء واسعة من الجدار من الإهمال لقرون ففي السبعينيات تم تفكيك جزء منه بالقرب من سيماتاي شمال شرق بكين لإستخدامه في مواد البناء و لكن أعيد بناؤه لاحقًا مع ترميم مناطق أخرى بما في ذلك شمال غرب ممر جيايو عند الحد الغربي للجدار و في ممر هوانجيا على بعد حوالي 170 كم شمال تيانجين و في موتيانيو على بعد حوالي 90 كم شمال شرق بكين و يعد القسم الأكثر شهرة في بادالينج علي بعد 70 كم شمال غرب بكين و الذي أعيد بناؤه في أواخر الخمسينيات و يجتذب الآن آلاف السياح الوطنيين و الأجانب كل يوم كما تم إعادة بناء أجزاء من الجدار حول ممر شانهاي و في جبل “هو” بحلول عام 2000.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *