لينكولن بيري .. أول ممثل أسود يحصل علي مليون دولار في هوليوود

تزخر هوليوود حاليا بالعديد من الممثلين السود الذين تمكنوا بموهبتهم من حصد العديد من الجوائز العالمية إضافة إلي تحقيق أفلامهم لأرباح ضخمة و هو ما جعلهم يصبحون من نجوم الصف الأول و لعل أبرزهم ويل سميث و دانزل واشنطن إلا أن الوضع كان مختلفا تماما في السابق حيث كانت تعاني الولايات المتحدة من عنصرية مقيتة وضعت الكثير من العراقيل أمام عمل الممثلين السود في أفلامها إلي أن حان الوقت لتكسير كل تلك العوائق عبر ممثل أسود يدعي لينكولن بيري الذي يعتبر أول نجم أسود حقيقي و أول من يحصل على مليون دولار أمريكي كأجر مقابل قيامه بأداء شخصية تركت بصمة في التاريخ السينمائي الأمريكي و هي ستيبين فيتشيت التي ظلت تطارده حتي وفاته .

لينكولن بيري .. أول ممثل أسود يحصل علي مليون دولار في هوليوود

ولد ” لينكولن بيري ” في منطقة “كي ويست ” بولاية ” فلوريدا ” في 30 مايو عام 1902 لأبوين من الهند الغربية ينحدرون من أصول جامايكية و جزر البهاما و كان والده ” جوزيف مونرو ” صانع سيجار بينما والدته ” دورا ” خياطة و هذا هو كل ما كان معروف علي وجه اليقين عن خلفية ” بيري ” حتى سنة ميلاده كانت موضع تساؤل على مر السنين و مع ذلك فمن المعروف أن والدته أرادت له أن يصبح طبيب أسنان و لكن كان من داخله يريد أن يكون فنانا و حين أصبح مراهقا هرب ” لينكولن بيري ” من أسرته و أصبح مغنيًا و راقصًا ثم أنضم إلي تقديم عروض فنية كانت رائجة في البلاد تعرف بإسم ” المنشد ” و من هذه العروض المبكرة ترسخت و لأول مرة فكرة شخصية ” ستيبين فيتشيت ” الشهيرة التي قام بأدائها لاحقا .

لينكولن بيري .. أول ممثل أسود يحصل علي مليون دولار في هوليوود

و خلال عشرينيات القرن الماضي كانت مسرحيات الفودفيل رائجة في هوليوود و هو نوع من الفنون نشأ في ” فرنسا ” أواخر القرن التاسع عشر و تضمنت مزيجًا من الأعمال المختلفة التي يمكن أن تتراوح ما بين الراقصين الكلاسيكيين و السحرة إلى الحيوانات المدربة و عروض المنشد التى كانت بمثابة الجزء المظلم من تلك العروض حيث نشأت أيضا في القرن التاسع عشر و لكن داخل ” الولايات المتحدة ” و تضمنت عروضها عدد من الممثلين السود و كانت تصور الأمريكيين من أصل أفريقي على أنهم مجرمين كسالى و مهرجين و غير متعلمين و كانت تلك العروض في ذلك الوقت مصدر للكثير من المصطلحات العنصرية التي كان يقولها الأمريكيين .

لينكولن بيري .. أول ممثل أسود يحصل علي مليون دولار في هوليوود

كان هذا هو العالم الذي دخل فيه ” لينكولن بيري ” فعندما وصل أخيرًا إلى هوليوود في العشرينيات و بدأ العمل في عروض الفودفيل أكتشفه مستكشف للمواهب تابع لشركة 20th Century Fox و حدَّد معه موعدًا لإختبار الشاشة للوجوه الجديدة و من هنا ولدت شخصية ” ستيبين فيتشيت ” التي جاءت مباشرة من عروض المنشدين حيث أدعي ذات مرة أنه جاء بالإسم بإعتباره إختصارًا لـ “خطوة و جلبه” على الرغم من أنه ادعى لاحقًا أيضًا أنه حصل على تلك التسمية من حصان للسبق و في بعض الأحيان كان ” لينكولن بيري ” يدعي أن ” ستيبين فيتشيت ” كان في الأصل إسم لفردين حيث كان “بيري” هو “ستيبين” و شريكه الغامض (يقول البعض أنه غير موجود) هو “فيتشيت” و عندما ترك شريكه التمثيل أخذ كلا الاسمين على أنه اسمه و لكن بغض النظر عن أيهم الرواية الأصح إلا أن تلك الشخصية كانت جاهزة للشاشة الكبيرة .

و في عام 1927 ظهرت شخصية ” ستيبين فيتشيت ” لأول مرة على الشاشة الكبيرة في الفيلم الصامت “في كنتاكي القديمة” و صور ” لينكولن بيري ” تلك الشخصية بالصورة النمطية الكوميدية السوداء و قد أتت تلك الرؤية بثمارها حيث حصل علي عقد مدته خمس سنوات مع استوديو الأفلام و كان من الملاحظ أنه إذا كان ” لينكولن بيري ” يعيش في عالم هولييود الأن فمن المؤكد أنه سوف يكون من أبرز المشاهير السود داخل المجتمع الأمريكي و يكون علي قدم المساواة مع لاعب كرة السلة “مايكل بي جوردان ” و الممثل الأسطوري “دانزل واشنطن ” لكنه و بما أن الامر مختلف في عشرينيات القرن العشرين فلم يكن أمامه سوي أداء شخصية ” ستيفين فيتشيت ” المعروفة بأنها الرجل الأكثر كسلاً في العالم و لكن علي أرض الواقع كانت الأكثر نشاطا لأنه خلال الفترة بين عامي 1927 و 1939 قام ” لينكولن بيري ” بأداء دور ” ستيبين فيتشيت ” في أكثر من 40 فيلما و بحلول الوقت الذي تقاعد فيه من التمثيل عام 1976 عقب وقت قصير من إصابته بسكتة دماغية كان قد قام بالظهور في أكثر من 60 رصيدًا سينمائيًا بإسمه و أصبح أول ممثل أسود يحصل على مليون دولار من الأفلام و كذلك أول ممثل أسود يحصل على رصيد كامل على الشاشة لكن هذا النجاح كان في مقابله ثمن باهظ للغاية .

لينكولن بيري برفقة محمد علي كلاي

أقرأ أيضا : لوريل و هاردى .. ثنائيا كوميديا جسدا معا أعظم صداقة فنية و إنسانية شهدتها هوليوود على مدار تاريخها

كان الثمن الباهظ علي كلا المستويين المهني و الأسري حيث تقدمت زوجته الأولي ” دوروثي ستيفنسون ” التي أنجب منها إبنه ” جيماجو ” بطلب الطلاق عام 1930 بعد أن زعمت تعرضها للعنف المنزلي و قد تكرر هذا الإدعاء لاحقًا من قبل شقيق زوجته الثانية ” وينيفريد جونسون ” التي أنجب منها إبنًا إسمه ” دونالد ” الذي إنخرط في حركة القوة السوداء مما وضعه مباشرة في مرمى برنامج مكافحة التجسس التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي و لاقى نهاية مأساوية أما علي الصعيد المهني ففي عام 1940 كاد ” لينكولن بيري ” أن يبتعد عن التمثيل تمامًا عندما مارس ضغوطًا علي شركات الإنتاج دون جدوي للحصول على أجر متساوي مع نظرائه البيض و بحلول الوقت الذي عاد فيه إلى التمثيل عام 1945 كان مفلسًا تقريبًا و أشهر إفلاسه في النهاية عام 1947 و أصبح منبوذًا بحلول عام 1953 عندما بدأ الأمريكيون السود ينظرون إلي شخصية ” ستيبين فيتشيت ” على أنها تحارب الصورة النمطية السيئة عن السود في أمريكا لذلك و في الستينيات و بإلهام من حركة الحقوق المدنية أصبح ” لينكولن بيري ” صديقًا لمالكولم إكس و محمد علي كلاي و توفي في 19 نوفمبر عام 1985 عن عمر يناهز 93 عامًا و على الرغم من أنه حصل على قداس و دفن كاثوليكيين لائقين إلا أنه مات معدما .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *