مجموعة العشرين G20 هو منتدى حكومي دولي يضم 19 دولة و معهم الإتحاد الأوروبي حيث أنشأت المجموعة عام 1999 إستجابة للعديد من الأزمات الإقتصادية و بهدف معالجة القضايا الرئيسية التي تشغل بال المجتمع الدولي و المتعلقة بالإقتصاد العالمي مثل الإستقرار المالي و محاولات التخفيف من آثار تغير المناخ الناجم عن الإحتباس الحراري و التنمية المستدامة و يرجع أهمية تأثيرها في أن الدول المشاركة تمثل ثلثي سكان العالم و تحتل 60 % من مساحة كوكب الأرض و تساهم بنحو 80٪ من إجمالي الناتج العالمي و 75٪ من حركة التجارة الدولية , و تعقد إجتماعات قمة العشرين بشكل دوري مرة كل عام علي الأقل بحضور كل من رئيس الحكومة أو الدولة و يرافقه وزير المالية أو الخارجية إضافة إلي مسؤولين آخرين رفيعي المستوى كما يتم دعوة العديد من الدول الأخري و الهيئات الدولية و المنظمات الغير حكومية للمشاركة في الإجتماعات و يتم تمثيل الإتحاد الأوروبي من قبل المفوضية الأوروبية و البنك المركزي الأوروبي و غالبًا ما تقابل قممها بإحتجاجات لا سيما من قبل الجماعات المناهضة للعولمة .

و تعتبر مجموعة العشرين G20 من المنتديات و المؤسسات الحديثة التي نشأت من مبادرات ما بعد الحرب العالمية الثانية بهدف التنسيق الدولي للسياسة الإقتصادية مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و منظمة التجارة الحرة و قد تم الحديث عن إنشائها بقمة كولون لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبري G7 في يونيو عام 1999 و تأسست رسميا في إجتماع وزراء مالية مجموعة السبع في سبتمبر من نفس العام و كان أول إجتماعاتها في منتصف ديسمبر عام 1999 بمدينة “برلين” و تم إختيار وزير المالية الكندي “بول مارتن” كأول رئيس للمنتدي و أستضاف وزير المالية الألماني “هانز إيشيل” الإجتماع الإفتتاحي .

و يري البعض أن مجموعة العشرين G20 قد نشأت استجابة لسلسلة أزمات الديون الهائلة التي أنتشرت عبر الأسواق الناشئة أواخر التسعينيات بدءًا من أزمة البيزو المكسيكية و الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 و الروسية عام 1998 و نتيجة دخول العالم في مفهوم العولمة فأصبح من الصعب علي مجموعة الدول السبع توفير الإستقرار المالي بمفردهم لذلك تصوروا وجود مجموعة جديدة أوسع نطاقا و التي من شأنها أن تعطي صوتًا جديدًا و كان التركيز الأساسي لمجموعة العشرين هو حوكمة الإقتصاد العالمي و قد تختلف موضوعاتها من سنة إلى أخرى إلا أن القضايا الدائمة و التي تكون محور النقاش في الإجتماعات هي الإصلاحات المحلية لتحقيق التنمية المستدامة و إصلاح البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و أسواق الطاقة و الموارد العالمية و تأثير التغيرات الديموغرافية .

و نتيجة الأزمة المالية العالمية التي إجتاحت العالم في الفترة ما بين عامي 2007-2008 تم إنشاء قمة وزراء المالية و محافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين و بعد قمة 2008 التي أجريت إجتماعتها في واشنطن العاصمة ألتقى قادة المجموعة مرتين في السنة أولها في مدينتي “لندن” و “بيتسبرج” عام 2009 و الأخري في “تورنتو” و “سيول” عام 2010 و بداية من عام 2011 عندما ترأست “فرنسا” قمة مجموعة العشرين G20 أصبحت القمم تُعقد مرة واحدة فقط في العام و قد يتخللها بعض من الإجتماعات علي المستوي الوزاري كما حدث عامي 2011 و 2012 حين عقدت إجتماعات لوزراء الزراعة و إجتماعات أخري لوزراء الخارجية في عامي 2012 و 2013 و وزراء التجارة في 2012 و 2014 كما تعقد بها إجتماعات لوزراء التشغيل سنويًا منذ عام 2010 و يشارك في إجتماعات المجموعة أيضا الرؤساء التنفيذيين للعديد من المنتديات و المؤسسات الدولية الأخرى مثل رئيس صندوق النقد الدولي و رئيس البنك الدولي و اللجنة الدولية للشؤون النقدية و المالية و رئيس لجنة المساعدة الإنمائية .

و لتحديد أي دولة عضوة ستترأس إجتماع قادة مجموعة العشرين G20 لسنة معينة يتم تعيين جميع الأعضاء بإستثناء الإتحاد الأوروبي في واحدة من خمس مجموعات مختلفة تضم كل واحدة منها أربعة أعضاء بإستثناء واحدة تضم ثلاثة حيث يتم وضع الدول التي تقع بنفس المنطقة فى ذات المجموعة بإستثناء المجموعة 1 و المجموعة 2 و تكون جميع الدول مؤهلة لتولي رئاسة مجموعة العشرين عندما يحين دور مجموعتها لذلك تحتاج تلك الدول إلى التفاوض فيما بينها لإختيار الرئيس المقبل و في كل عام تتولى دولة من دول مجموعة العشرين الرئاسة اعتبارًا من 1 ديسمبر و حتى 30 نوفمبر حيث تم تطبيق ذلك النظام منذ عام 2010 .

و تعمل مجموعة العشرين G20 بدون سكرتارية أو موظفين دائمين حيث تتناوب رئاسة المجموعة سنويًا بين الأعضاء و يتم إختيارهم من بين مجموعة إقليمية مختلفة عن سابقتها و يؤسس الرئيس الحالي أمانة مؤقتة طوال مدة إنعقادها تتولى تنسيق عمل المجموعة و تنظم إجتماعاتها و في عام 2010 أقترح الرئيس الفرنسي “نيكولا ساركوزي” إنشاء أمانة دائمة لمجموعة العشرين على غرار الأمم المتحدة و تم إقتراح مدينتي “سيول” و “باريس” كمواقع محتملة لمقرها الرئيسي و أيدت “البرازيل” و “الصين” إنشاء تلك الأمانة بينما أعربت “إيطاليا” و “اليابان” عن معارضتهما للاقتراح ثم أقترحت “كوريا الجنوبية” إنشاء “سكرتارية إلكترونية” كبديل لذلك و قد قيل أن مجموعة العشرين تستخدم منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية كسكرتارية لها .

و عادةً ما يتم توجيه دعوات للعديد من المشاركين الذين ليسوا أعضاء كاملي العضوية في مجموعة العشرين G20 للمشاركة في القمم و من بينهم مدعوون دائمون مثل رئيس حكومة “إسبانيا” و رئيس رابطة أمم جنوب شرق آسيا و رئيس الإتحاد الأفريقي و ممثل عن الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا بصفتهم قادة لمنظماتهم و رؤساء حكومات دولهم الأصلية بالإضافة إلي قادة مجلس الإستقرار المالي و منظمة العمل الدولية و صندوق النقد الدولي و منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية و الأمم المتحدة و مجموعة البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية كما يتم إختيار المدعوين الآخرين من قبل الدولة المضيفة و عادة ما تكون دولة أو دولتين من نفس منطقتها .

و تمنح العضوية البارزة لمجموعة العشرين G20 مساهمة قوية في السياسة العالمية و مع ذلك توجد هناك خلافات حول شرعيتها و دائما ما يوجه لها الإنتقادات خلال تنظيمها لإنعدام الشفافية فيها لعدم وجود ميثاق رسمي لها و حقيقة أن أهم إجتماعاتها تكون مغلقة و هو ما دعا البعض لإقتراحات من أجل إنشاء مجلس أمن اقتصادي داخل الأمم المتحدة كبديل لمجموعة العشرين G20 لأنه في هذا المجلس المقترح سيتم إنتخاب الأعضاء من قبل الجمعية العامة على أساس أهميتهم للإقتصاد العالمي و غالبًا ما تكون تكلفة و مدى الأمن المرتبط بالقمة مسألة خلافية لدي الدولة المضيفة و قد إجتذبت قمم مجموعة العشرين محتجين من خلفيات متنوعة مثل نشطاء المعلومات و معارضي البنوك الإحتياطية الجزئية و مناهضين للرأسمالية .