ما هو تاريخ أويك ؟ ما هى أوبك ؟

أوبك هى منظمة متعددة الجنسيات تجمع البلدان المصدرة للنفط و يقع مقرها الرئيسي في العاصمة النمساوية فيينا و شكلت من أجل تنسيق السياسات البترولية و تزويد الدول الأعضاء بالمساعدات الفنية و الإقتصادية من أجل التأثير بشكل جماعي على السوق العالمية و تعظيم الأرباح و دائما ما كان ينظر لتلك المنظمة منذ نشأتها في أوائل الستينيات كعلامة علي السيادة الوطنية للموارد الطبيعية التي تمتلكها تلك البلاد و حاليا تضم أوبك 13 دولة تستحوذ على ما يقدر بـ 44% من إنتاج النفط العالمي و كذلك 81.5% من إحتياطيات النفط المؤكدة و هو ما يعطيهم تأثيرًا كبيرًا على أسعار النفط العالمية .

تاريخ أوبك

تشكلت منظمة أوبك عام 1960 بهدف رئيسي و هو منع أصحاب الإمتياز الذين يمثلون أكبر منتجي النفط و مصافي التكرير و المسوقين في العالم من خفض أسعاره حيث سعى أعضاء أوبك إلى إكتساب سيطرة أكبر على أسعار النفط من خلال تنسيق سياسات الإنتاج و التصدير الخاصة بهم و على الرغم من إحتفاظ كل عضو بالسيطرة النهائية على سياسته الخاصة إلا أن أوبك تمكنت من منع تخفيضات الأسعار خلال فترة الستينيات لكن نجاحها شجع أيضا علي حدوث زيادات في الإنتاج مما أدى إلى إنخفاض تدريجي في الأسعار من 1.93 دولارًا للبرميل في عام 1955 إلى 1.30 دولارًا للبرميل في عام 1970 و مع حلول فترة السبعينيات كان هدف الدول الأعضاء تأمين السيادة الكاملة على مواردهم البترولية و بناءً على ذلك قام العديد منهم بتأميم إحتياطياتهم النفطية و تغيير عقودهم مع شركات النفط الكبرى .

تاريخ منظمة أوبك

و في أكتوبر عام 1973 رفعت أوبك أسعار النفط بنسبة 70٪ بعد شهرين من حرب أكتوبر حيث أرتفعت الأسعار بنسبة 130% بجانب ما قامت به الدول العربية المشكلة لمنظمة ” أوابك ” (منظمة البلدان العربية المصدرة للبترول) بفرض حظر على شحنات النفط المتجهة إلى “الولايات المتحدة” و “هولندا” الذان كانا الداعمين الرئيسيين لإسرائيل خلال الحرب و كان نتيجة ذلك حدوث نقص حاد في النفط لدي الدول الغربية و مع إستمرار أوبك في رفع الأسعار خلال الفترة المتبقية من العقد (زادت 10 أضعاف من 1973 إلى 1980) نمت قوتها السياسية و الإقتصادية و ساعدت دولها الأعضاء في تنفيذ برامج تنمية إقتصادية و إجتماعية واسعة النطاق و أستثمروا بكثافة في الخارج لا سيما في “الولايات المتحدة” و دول أوروبا كما أنشأت المنظمة أيضا صندوقًا دوليًا لمساعدة الدول النامية أما علي الجانب الأخر فرغم أن البلدان المستوردة للنفط مثل “النرويج” و “المكسيك” و “المملكة المتحدة” كانت تتفاعل ببطء مع الزيادات في تلك الأسعار إلا أنها خفضت في النهاية إستهلاكها الإجمالي للطاقة أو وجدت و طورت مصادر أخرى بديلة للنفط مثل الفحم و الغاز الطبيعي و الطاقة النووية و رداً على ذلك خفض أعضاء أوبك لا سيما “المملكة العربية السعودية” و “الكويت” مستويات إنتاجهم في أوائل الثمانينيات للدفاع عن أسعارهم المعلنة .

و أستمر الإنتاج و الأسعار في الإنخفاض خلال الثمانينيات و على الرغم من أن العبء الأكبر لتخفيضات الإنتاج تحملته “المملكة العربية السعودية” التي تقلصت عائداتها النفطية بنحو أربعة أخماس بحلول عام 1986 إلا أن عائدات جميع المنتجين بما في ذلك الدول غير الأعضاء في أوبك قد تراجعت هي الأخري بنحو الثلثين في نفس الفترة التي أنخفض فيها السعر إلى أقل من 10 دولارات للبرميل كما أدى التراجع في الإيرادات و الحرب الإيرانية العراقية المدمرة (1980-1988) التي حرضت عضوين من منظمة أوبك ضد بعضهما البعض إلى تقويض وحدة المنظمة و التي إزدادت بعد غزو العراق للكويت أوائل التسعينيات و اللذان كانا كلاهما أيضا من الدول الأعضاء .

و خلال التسعينيات واصلت أوبك التأكيد على حصص الإنتاج و بدأت أسعار النفط التي إنهارت في نهاية العقد بالإرتفاع مرة أخرى في أوائل القرن الحادي والعشرين و ذلك بسبب زيادة الوحدة بين أعضاء أوبك و وجود تعاون أكبر مع الدول غير الأعضاء مثل “المكسيك” و “النرويج” و “عُمان” و “روسيا” و نتيجة زيادة التوترات في الشرق الأوسط و الأزمة السياسية في “فنزويلا” فقد وصلت أسعار النفط إلى مستويات قياسية بحلول عام 2008 ثم لم تلبث إلا أن أنهارت مرة أخرى نتيجة الأزمة المالية العالمية و الركود العظيم إضافة إلي زيادة الجهود الدولية للحد من حرق الوقود الأحفوري الذي ساهم بشكل كبير في ظاهرة الأحتباس الحراري مما جعل من المرجح أن يكون الطلب العالمي على النفط فى المستقبل القريب منخفضا و ردا على ذلك حاولت أوبك تطوير بعض من السياسات البيئية .

العضوية

دول أوبك

تأسست أوبك في مؤتمر عقد في مدينة “بغداد” في الفترة ما بين 10 إلى 14 سبتمبر عام 1960 و شُكلت رسمياً في يناير عام 1961 من قبل خمس دول و هم “المملكة العربية السعودية” و “إيران” و “العراق” و “الكويت” و “فنزويلا” و من بين الأعضاء الذين تم قبولهم بعد ذلك “قطر” (1961) و “إندونيسيا” (1962) و “ليبيا” (1962) و إمارة أبو ظبي (1967) و “الجزائر” (1969) و “نيجيريا” (1971) و “الإكوادور” (1973) و “أنجولا” (2007) و “غينيا الاستوائية” (2017) و “جمهورية الكونغو” (2018) و “الإمارات العربية المتحدة” و “الجابون” التي انضمت في عام 1975 ثم أنسحبت في يناير 1995 و عادت إلى الانضمام مجددا عام 2016 كما علقت “الإكوادور” عضويتها بداية من عام 1992 و حتى عام 2007 بينما علقت “إندونيسيا” عضويتها ابتداء من عام 2009 ثم أنضمت لفترة وجيزة في عام 2016 أما بالنسبة إلي “قطر” فقد أنتهت عضويتها عام 2019 لتركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي .

مقر منظمة أوبك في مدينة فيينا النمساوية
مقر منظمة أوبك في مدينة فيينا النمساوية

و كان مقر أوبك الأول بمدينة “جنيف” في ” سويسرا ” ثم أنتقل إلي “فيينا” بالنمسا عام 1965 و خلال الإجتماعات النصف سنوية و الخاصة تقوم الدول الأعضاء بتنسيق السياسات بشأن أسعار النفط و الإنتاج و المسائل ذات الصلة و يدير المنظمة مجلس المحافظين الذي يكون مسئول عن عقد المؤتمر و إدارة الجلسات و وضع الميزانية السنوية و هو يتألف من ممثلين تعينهم كل دولة منتسبة لذلك التجمع و ينتخب المؤتمر رئيسها لولاية مدتها عام واحد كما تمتلك أوبك مكتب سكرتارية يرأسها أمين عام يعينه المؤتمر لمدة ثلاث سنوات و هو يضم أقسام للبحوث و دراسات الطاقة .

و تشير التقارير أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك تمتلك بشكل جماعي أربعة أخماس إحتياطيات النفط المؤكدة في العالم و فى نفس الوقت يمثلون خمسي إنتاج النفط العالمي و تمتلك بعض الدول المنتسبة لذلك التجمع مثل “الكويت” و “المملكة العربية السعودية” و “الإمارات العربية المتحدة” إحتياطيات نفطية كبيرة جدًا كما أنها قوية نسبيًا من الناحية المالية و بالتالي فهم يتمتعون بمرونة كبيرة في تعديل إنتاجهم خاصة السعودية التي تمتلك ثاني أكبر إحتياطيات مما يجعلها تلعب تقليديًا دورًا مهيمنًا في تحديد إجمالي الإنتاج و الأسعار و رغم أن “فنزويلا” تمتلك هي الأخري أكبر إحتياطيات لكنها تنتج جزءًا بسيطًا مما تنتجه “المملكة العربية السعودية” كما تعد “إيران” و “العراق” و “الكويت” و “الإمارات العربية المتحدة” من الدول المهمة داخل المنظمة حيث تعد إحتياطياتها مجتمعة أكبر بكثير من تلك الموجودة في “المملكة العربية السعودية” .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *