يعتبر العمل فى حقل السمسرة و الاستثمارات العقاريه و التجارة فى الاراضى واحدة من المجالات المربحه فى العمل الاقتصادى الا ان البعض قد يخرج بتلك المهارات لتتخطى نطاق المألوف و حدود المنطق و ينقل نشاطاته فى تجارة الأراضي و العقارات من خارج كوكب الارض و ينتقل بها إلى سطح القمر و الكواكب الاخرى و هو ما فعله مواطن يعيش فى الولايات المتحدة و يدعي دينيس هوب و الذى على مدار الـ 40 عامًا الماضية قام ببيع العديد من أراضي القمر و جنى من خلالها ارباحا بلغت ملايين الدولارات و الأغرب من ذلك هو وجود مشترين بالفعل لتلك الأراضى و من بينهم بعض من مشاهير العالم من فنانين و سياسيين و حتى عاملين فى وكالة ناسا لعلوم الفضاء .
بدأت قصة ” دينيس هوب ” فى ذلك الاستثمار و هو احد رجال الاعمال الامريكيين من “نيفادا” عام 1980 حين قام بالذهاب إلى احد المكاتب الحكوميه المختصه بتسجيل الملكيات فى مقر مقاطعة “سان فرانسيسكو” و قدم طلبا بامتلاكه سطح القمر بأكمله بالإضافة إلى سطح ثمانية كواكب أخرى من المجموعة الشمسية و أقمارها (باستثناء الأرض و الشمس) و بعد جدال طويل مع الموظفين انتزع منهم تسجيل مطالبته بالملكية ثم كتب خطابًا إلى الأمم المتحدة و الحكومة الروسية لتوثيق مطالبه القانونية بامكانيته بيع ممتلكات خارج كوكب الأرض على القمر و كوكب المريخ لمن يشترى و عما اذا كانت لديهم اى مشكلة فى ذلك الا انه لم يتلق ردا من احد لذلك اعتقد أن ذلك يعنى الموافقه و ان حقوقه مضمونة فقامت شركته و التى يعتبرها سفارة للقمر على الارض ببيع اكثر من 611 مليون فدان من اراضى سطح القمر و اراضى لكواكب اخرى حيث قال للمشترين ان تلك الاراضى تمتلئ بنظير الهيليوم و هو مصدر طاقه نظيف و الذي يبلغ سعره الأرضي حوالي 40 الف دولار أمريكي للأونصة .
و بمجرد إقتناع العميل بكلام ” دينيس هوب ” و قيامه بشراء قطعة من سطح القمر يتم اعطاءه صكا مطبوعا عليه اسمه عبر الإنترنت مقابل 25 دولارًا أمريكيًا للفدان الواحد مضافا اليها الضرائب حيث بلغ عدد المشترين الى نحو اكثر من 6 مليون شخص منهم و بحسب موقعه الرسمى ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين و هم “جورج دبليو بوش و جيمي كارتر و رونالد ريجان ” بالاضافه الى أكثر من 675 من مشاهير العالم منهم الممثلين “توم كروز و جون ترافولتا و نيكول كيدمان” بالاضافه الى اطباء و مهندسين بل و 30 موظفا من وكالة ناسا و نظرا لنمو قاعدة عملاءه فقد أراد المشترون ضمانات بأن حقوق ملكيتهم ستتم حمايتها لذلك بدأ هوب بانشاء ” حكومة المجرة ” في عام 2004 و هي جمهورية ديمقراطية تمثل ملاك الأراضي خارج كوكب الأرض و التي لديها دستور مصدق عليه و حتى مكتب براءات الاختراع و قال نحن الان دولة ذات سيادة و أرسل مؤخرًا رسائل نيابة عن حكومته يطلب فيها من الدول الأخرى عدم التعدي على القمر دون ترخيص خاصة بعد اعلان “الصين” نيتها بناء قاعدة على القمر حيث كتب لهم رسالة يقول فيها إن مركبتهم لن تصل إلى القمر إذا لم يكن لديهم اتفاقية ترخيص معه كما أنه يناضل ضد صندوق النقد الدولي من أجل الاعتراف الرسمي بعملة حكومته المسماة بالدلتا حيث يقول ان موقف حكومة المجرة هو أننا لا نحاول إبعاد أنفسنا عن الحكومات الأخرى و لكن نريد الاعتراف بنا فقط حتى نتمكن من العمل معًا فنحن لسنا عدائيين او غاضبين فنحن نريد فقط ان يتم قبولنا .
أقرأ أيضا : بغرض تحقيق نسب مشاهدة مرتفعه .. مذيع لامع يتهم بتورطه فى ارتكاب جرائم قتل لتغطيتها فى برنامجه
و نتيجة لنشاطات ” دينيس هوب ” التجاريه ثار الكثير من الجدل حيث اعترض الخبراء القانونيين الذين قالوا ان الامم المتحدة لم تكن مضطرة للرد عليه فالقمر لا يمكن المطالبة به او الزعم بملكيته بموجب معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967 والتي صدقت عليها حتى الآن 100 دولة عضو في الأمم المتحدة بما في ذلك الولايات المتحدة الا ان ” دينيس هوب ” رد عليهم قائلا ان المعاهدة تلزم الدول و لكنها غير ملزمة اليه بصفته فرد كما انه يدعى بأن نظام دولته الوليد ليس عضوًا في الأمم المتحدة و بالتالي لا يتعين عليه الالتزام بقوانينها الا ان كلامه كان غير مقنعا حيث تقول “تانيا ماسون زوان” رئيسة المعهد الدولي لقانون الفضاء و مقره بهولندا إن المشكلة تكمن في أنه من الناحية القانونية لا يمكن لأي شخص أن يمتلك القمر أو أي شيء آخر في الفضاء مضيفه ان ما يفعله “دينيس هوب” لا يمنح الأشخاص الذين يشترون اوراقا منه الحق في ملكية اى قطعه من اراضى القمر بالاضافه الى ان معاهدة الأمم المتحدة تنطبق بالفعل على الحكومات و مواطنيها مما يبطل مطالبته بالقمر و الأجرام السماوية الأخرى كما اننا لسنا بحاجة إلى امتلاك مكان لكسب المال منه لكنك تحتاج إلى إطار قانوني واضح لممارسة الأعمال التجارية فيه وهو شيء يفتقر إليه القمر حاليًا .