أجاثا كريستي ( 1890 - 1976 )

أجاثا كريستي كاتبة إنجليزية إشتهرت علي مدار مسيرتها الأدبية بـ 66 رواية بوليسية و 14 مجموعة قصصية أبطالها محققين خياليين و هم هيركيول بوارو و الآنسة ماربل و ست روايات تحت الإسم المستعار ماري وستماكوت و تعد كاتبة أطول مسرحية تم عرضها في العالم و هي ( مصيدة الفئران ) التي تعرض منذ 1952 و حتى الأن كما أنها تعد واحدة من أشهر كتاب العصر الذهبي للرواية البوليسية لذلك ليس بالغريب تلقيبها بملكة الجريمة و نظرا لثرائها الإبداعي حصلت عام 1971 علي وسام (DBE) المقدم من الملكة إليزابيث الثانية لإسهاماتها الأدبية كما تم تسجيل إسمها في موسوعة جينيس للأرقام القياسية بإعتبارها الكاتبة الخيالية الأكثر مبيعًا على الإطلاق بعد أن بيع من رواياتها أكثر من ملياري نسخة حول العالم و وفقًا لمؤشر منظمة اليونسكو للترجمة فتعتبر أجاثا كريستي المؤلفة الفردية الأكثر ترجمة و تعتبر روايتها ( ثم لم يبق أحد ) واحدة من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق بما يقرب من 100 مليون نسخة و رغم وفاتها إلا أن كتبها و قصصها ظلت باقية و لا تزال تتداول حتي اللحظة و في عام 2013 تم التصويت لها كأفضل كاتبة جريمة و إختيار لروايتها ( مقتل روجر أكرويد ) كأفضل رواية بوليسية على الإطلاق من قبل 600 روائي محترف من رابطة كتاب الجريمة و نظرا لشهرة رواياتها تمت معالجة العديد منها دراميا للراديو و التلفزيون و ألعاب الفيديو و الروايات المصورة إضافة إلي أكثر من 30 فيلمًا روائيًا مقتبس من أعمالها .

حياة أجاثا كريستي المبكرة و خلفيتها

ولدت “أجاثا ماري كلاريسا ميلر” في 15 سبتمبر عام 1890 في مدينة “توركواي ” في الجزء الجنوبي الغربي من ” إنجلترا ” لوالد أمريكي ثري يُدعى “فريدريك ميلر” أما والدتها “كلارا” فكانت إبنة الأخ الأيرلندية للزوجة الثانية لوالد “فريدريك” و تعد ” أجاثا ” هي الأصغر بين ثلاثة أشقاء و عاشت العائلة حياة رغيدة و مريحة في “أشفيلد” و هو منزل كبير ليس بعيدًا عن البحر به حديقة كبيرة و العديد من الأماكن للعب الفتيات الصغيرات و تلقت تعليمها في ذلك المنزل على يد والدتها التي شجعت إبنتها على الكتابة حيث أستمتعت خلال طفولتها باللعب الخيالي و إنشاء الشخصيات و عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها إنتقلت إلي ” فرنسا ” و أستقرت في ” باريس ” بشكل مؤقت لدراسة الغناء و تعلم العزف علي البيانو .

أجاثا كريستي

و في عام 1914 تزوجت ” أجاثا ” من العقيد ” أرشيبالد كريستي ” الذي كان طيار في سلاح الطيران الملكي و عملت هي في مجال التمريض خلال الحرب العالمية الأولى و في عام 1920 نشرت كتابها الأول ( القضية الغامضة ) و تركزت القصة على مقتل وريثة ثرية و قدمت للقراء إحدى أشهر شخصيات ” كريستي ” و هو المحقق البلجيكي “هيركيول بوارو” الذي أستلهمت شخصيته حين فر آلاف اللاجئين البلجيكيين من الحرب ليستقروا في “إنجلترا” و رحب بهم سكان توركواي و أعتقدت “أجاثا” أن لاجئًا بلجيكيًا و هو شرطي بلجيكي عظيم سابق سيكون محققًا ممتازًا في قضية “ستايلز” الغامضة و من هنا ولدت تلك الشخصية الشهيرة و بالنسبة لطريقة القتل أستقرت بطبيعة الحال على السم و أستغلت خبرتها المكتشفة حديثًا من المستوصف الذي عملت فيه بشكل جيد لدرجة أنه عندما تم نشر الرواية في النهاية حصلت على تكريم غير مسبوق ككاتبة روائية في مجلة الصيدلة و لإنهاء مخطوطتها أخذت إجازة لمدة أسبوعين في فندق “مورلاند” في دارتمور حيث كانت تقوم خلال جولات المشي الطويلة بتمثيل الفصول و التحدث بصوت عالٍ كالشخصيات و عند الإنتهاء من ذلك عانت مع دور النشر حتي وافقت واحدة منها علي نشرها شريطة القيام ببعض من التعديلات .

حياتها الأدبية

في عام 1926 أصدرت ” أجاثا كريستي ” رواية ( مقتل روجر أكرويد ) و هي رواية ناجحة تم تصنيفها لاحقًا على أنها من النوع الكلاسيكي و واحدة من الأعمال المفضلة للمؤلفة على الإطلاق و رغم ذلك النجاح إلا أنها واجهت في نفس العام بعض من المصاعب تمثل في وفاة والدتها كما كشفت أن زوجها كان على علاقة مع امرأة أخرى و نتيجة لذلك أختفت ” أجاثا كريستي ” عن الانظار بعد أن أصيبت بصدمة نفسية شديدة إلي أن عثرت عليها السلطات بعد عدة أيام في أحد فنادق “هاروجيت ” تحت إسم عشيقة زوجها .

و مع مرور الوقت تعافت ” أجاثا كريستي ” من صدمتها و إنفصلت عن زوجها ” أرشيبالد ” عام 1928 و عاشت مع أبنائها “روزاليندا” و “كارلو” في ” لندن ” و في عام 1930 تزوجت من أستاذ علم الآثار ” ماكس مالوان ” الذي سافرت معه في عدة بعثات و سردت لاحقًا رحلاتها في مذكرات نشرت عام 1946 و في عام زواجها صدر لها رواية بوليسية بعنوان ( جريمة قتل في مقر القسيس ) و التي أصبحت رواية كلاسيكية أخرى و قدمت للقراء في تلك الرواية السيدة “جين ماربل” و هي سيدة عجوز ذات شعر أبيض من قرية تبدو محمية تقوم بالتحقيق و بحل اللغز و كانت قد ظهرت تلك الشخصية لأول مرة في قصة قصيرة عام 1927 .

أجاثا كريستي برفقة زوجها ماكس مالوان على ضفاف نهر النيل فى مصر

و كقاعدة عامة، كانت ” أجاثا كريستي ” تكتب كتابين أو ثلاثة سنويًا في هذه المرحلة و لم تغب عنها أجواء الشرق الأوسط كما يتبين ذلك في روايات مثل “جريمة في قطار الشرق السريع ” و “موت على النيل” و “جريمة في بلاد ما بين النهرين ” و “موعد مع الموت ” و مع إندلاع الحرب العالمية الثانية بدأت ” أجاثا كريستي ” تسخير موهبتها للمجهود الحربي و كتبت رواية ” N or M ” و كم شعرت بالإنزعاج عندما رأت تأخر نشرها في ” الولايات المتحدة ” إلى ما بعد إنضمام الأمريكيين إلى الحلفاء حيث تركزت حبكة الرواية على العدو الداخلي و هم الجواسيس النازيين كما تطوعت طوال الحرب في العمل بمستشفى الكلية الجامعية و رغم إنغماسها فى العمل التطوعي إلا أن ذلك لم يمنعها من نشر عدد أخر من المؤلفات .

أبرز شخصياتها

يعد “هيركيول بوارو” و ” “جين ماربل” من أشهر محققي روايات ” أجاثا كريستي ” و قد ظهر الإثنان في عشرات الروايات و القصص القصيرة و ظهر “بوارو” كثيرًا في أعمال كريستي في روايات مثل مقتل روجر أكرويد ( 1926 ) و سر القطار الأزرق (1928) و الموت في السحاب (1935) و ظهرت الآنسة “ماربل” في كتب مثل الإصبع المتحرك (1942) و جيب كامل من الجاودار (1953) و لعبت دورها على الشاشة قبل الممثلات “أنجيلا لانسبري” و “هيلين هايز” و “جيرالدين ماك إيوان” كما تشمل شخصيات ” أجاثا كريستي ” البارزة الأخرى ” تومي بيريسفورد ” و الكولونيل ريس و ” باركر باين ” و ” أريادن أوليفر” .

سنواتها الأخيرة و وفاتها

كتبت ” أجاثا كريستي ” جيدًا في سنواتها الأخيرة حيث وصلت مؤلفاتها إلي أكثر من 70 رواية بوليسية بالإضافة إلى روايات قصيرة و على الرغم من أنها كتبت أيضًا روايات رومانسية مثل “صورة غير مكتملة” (1934) و”إبنة الإبنة” (1952) تحت اسم “ماري ويستماكوت” إلا أن نجاحها كمؤلفة للقصص البوليسية أكسبها مكانة أكبر و ألقابًا مثل “ملكة الجريمة” و”ملكة الغموض” كما يمكن أيضًا إعتبارها ملكة جميع أنواع المنشورات لأنها تعد واحدة من المؤلفين الأكثر مبيعًا في التاريخ حيث بيعت أعمالها المجمعة بأكثر من 2 مليار نسخة حول العالم .

و بجانب رواياتها البوليسية كان ” أجاثا كريستي ” كاتبة مسرحية مشهورة أيضًا و لها أعمال مثل الجوف (1951) و الحكم (1958) و أفتتحت مسرحيتها “مصيدة الفئران” في عام 1952 في مسرح السفير و حققت نجاحات في أكثر من 8800 عرض خلال 21 عامًا و كذلك الرقم القياسي لأطول عرض متواصل في مسرح لندن بالإضافة إلى ذلك أصبحت العديد من أعمالها أفلامًا مشهورة مثل فيلم جريمة قتل في قطار الشرق السريع (1974) و موت على النيل (1978) .

و بحلول عام 1971 حصلت ” أجاثا كريستي ” على لقب سيدة أو ليدي و في عام 1974 كان آخر ظهور علني لها في ليلة إفتتاح فيلم ” جريمة قتل في قطار الشرق السريع ” و توفيت بسلام في 12 يناير 1976 عن عمر يناهز السادسة و الثمانين و تم دفنها في باحة كنيسة سانت ماري بالقرب من والينجفورد .

مقتطفات من حياة أجاثا كريستي

  • أول قصة كتبتها ” أجاثا كريستي ” عندما كانت صغيرة في السن و حملت عنوان “بيت الجمال” و قد كتبتها لدرء الملل أثناء إستلقاءها في السرير للتعافي من الأنفلونزا.
  • وصفت رواية ” لغز القطار الأزرق ” بأنه أسوأ رواية كتبتها على الإطلاق” و قد قامت بتأليفها أثناء وجودها في جزر الكناري.
  • قامت ” أجاثا كريستي ” بتأليف كتاب كامل خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة و حمل عنوان ” غائب في الربيع ” و نشر بإسمها المستعار ” ماري ويستماكوت ” .
  • فكرت كريستي في التقاعد في سن الخامسة و السبعين لكن كتبها كانت تباع بشكل جيد لدرجة أنها قررت الإستمرار في الكتابة لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل و أنتهى بها الأمر بالكتابة حتى عام تقريبًا قبل وفاتها في سن السادسة و الثمانين .
  • ظلت كريستي بعيدة عن الأنظار لدرجة أنه لم يتم التعرف عليها في الحفلة الأولى لمسرحية ” شاهد النيابة ” و تم إبعادها عند الباب حيث كانت خجولة جدًا بشكل جعلها لم تتمكن من التعريف بنفسها و المطالبة بالدخول .
  • كانت تتمنى خلال شبابها أن تصبح مغنية أوبرا إلا أن ذلك قد تحطم عندما جاء صديق لها مرتبط بدار الأوبرا متروبوليتان في نيويورك لسماعها تغني و كان حكمه في أنها ستكون مغنية حفلات موسيقية جيدة لكن صوتها لن يكون قويًا بما يكفي للأوبرا.
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *