هل قفزت يوما حافلة من جسر البرج في لندن أثناء فتحه ؟

يعتبر جسر البرج المعلق الموجود فى مدينة لندن و العابر لنهر التايمز واحد من أبرز المعالم السياحية و التاريخية لتلك المدينة رغم أنه دائما ما يتم الخلط بينه و بين جسر لندن القريب منه بمسافة 800 متر و لكن مع الفارق أن جسر البرج قد تم بناءه بالقرن التاسع عشر في الفترة بين عامي 1886 و 1894 و كان من تصميم المعماري هوراس جونز و نفذ علي يد المهندسين جون وولف باري و هنري مارك برونيل و هو يعد واحد من خمسة جسور في المدينة و يقع تحت ملكية و إدارة شركة بريدج هاوس و هي مؤسسة خيرية تأسست عام 1282 و قد قامت بتشييده لإتاحة وصول المشاة و المركبات بشكل أفضل إلى الطرف الشرقي من لندن و يبلغ طوله 240 مترًا و يتكون من برجين شاهقين إرتفاع كل واحد منهم 65 مترا و متصلين فيما بينهما في المستوى العلوي بواسطة ممرين أفقيين كما يتميز بإمكانية فتح الجزء السفلي منه للسماح للسفن بالمرور عبره و هو ذات أهمية كبيرة داخل المدينة لإعتباره جزء من الطريق الدائري الداخلي بلندن و لذلك فدائما ما يكون مزدحم بحركة العبور علي مدار الساعة و التى تصل إلي 40 ألف نقطة عابرة يوميا و علي مدار تاريخه إرتبط جسر البرج بعدد من الأحداث منها ما تداول مؤخرا بكثافة عبر شبكة الانترنت بأنه فى أوائل خمسينيات القرن الماضي أتخذ سائق حافلة بريطاني يدعي ألبرت جونتر قرارًا في جزء من الثانية بتسريع حافلته ذات الطابقين و القفز بها عبر الفجوة التي حدثت بين طرفي الجسر الذان فتحا بشكل مفاجئ للسماح بمرور إحدي السفن أسفله و لكن نظرا للحجم الكبير لتلك الحافلات تشكك العديد من الناس ذلك من صحة ذلك الحدث و هو ما دفعنا للبحث عن أصوله و حقيقته .

التقييم

الأدلة

ظهرت مؤخرا معلومة متداولة تقول أنه في يوم 30 ديسمبر عام 1952 وجدت حافلة تابعة لمدينة “لندن” نفسها في وضع لا تحسد عليه بعد أن فتح عليها جسر البرج بشكل مفاجئ للسماح بمرور سفينة فى الأسفل لذلك لم يجد قائد الحافلة أى مفر سوي أن يسرع بها و يقز من خلال الفجوة التى تكونت بين نصفي الجسر المفتوح و بعد ذلك تم مكافأة السائق بعشرة جنيهات إسترلينية و بمحاولة البحث عن مصدر تلك المعلومة فى الصحف البريطانية فى ذلك الوقت وجدنا بالفعل ذلك الحادث و تم التأكد من صحة المعلومة .

و البداية كانت من صحيفة “الدايلي ميل” التى ذكرت أنه تم فتح تحقيق في أسباب فتح جسر البرج بينما كانت حافلة تعبره الليلة الماضية و لحسن الحظ واصل السائق مسيرته بسرعه و قفز بالحافلة ليسقط علي بعد متر من نصف الجسر الأخر و أنه من بين 20 شخصًا كانوا على متن الحافلة أصيب 13 و أحتجز ثلاثة منهم في المستشفى و كان السؤال الرئيسي الذي كان يطرحه الناس اليوم هو كيف حدث ذلك؟ لأنه كان من المفترض أثناء فتح الجسر أن يتم إعطاء تحذيرات من خلال إشارات المرور الحمراء و رنين الجرس بواسطة مشغلي الجسر حيث قال سائق الحافلة “ألبرت جونتر” أن إشارات المرور كانت خضراء بينما كان يقود حافلته عبر الجسر و لم ير أو يسمع أي إشارة خطر و علي الجانب الأخر صرح مفتش من شرطة المدينة إنه تم إعطاء إشارات التحذير المعتادة بينما ذكر متحدث عن الشركة التي تتحكم في برج الجسر أنه سيتم رفع تقريرًا بشأن الحادث و سيتم النظر فيما إذا كان ينبغي اتخاذ أي خطوات أخرى .

أقرأ أيضا : هل البيانو الذهبي الذى ظهرت أمامه الملكة إليزابيث كان ملكا للرئيس العراقي صدام حسين و تمت سرقته ؟

و صدر التقرير بالفعل و كانت من نتائجه تبرئة السائق الذي أشادت الصحافة به بعد مرور عدة أشهر من الحادث و أعتبرته أحد أبطال المدينة حيث أوردت صحيفة “تليجراف المسائية” في أبريل عام 1953 أنه مُنح إجازة و مبلغ من المال و غيرها من الهدايا على تصرفه حيث كتبت مقالة تحت عنوان ” هدية المدينة للبطل ” قالت فيها أن السائق “ألبرت جونتر” ممتن للفوائد التي نتجت عن تصرفه الشجاع في ديسمبر الماضي بقفزه بالحافلة من علي حافة جسر البرج و أنقذ بعمله الفوري العديد من الأرواح حيث حصل على مكافأة قدرها 10 جنيهات إسترلينية من أصحاب العمل و 35 جنيهاً إسترلينياً من الشركة التي تدير جسر البرج كما أخبرنا ” جونتر ” عن مزيد من الأخبار السارة بأنه في يونيو سيأخذ هو و عائلته إجازة مجانية لمدة أسبوع في فندق بورنماوث كأول عطلة له منذ خمس سنوات كما أن أبنه و أبنته البالغان من العمر 8 و 14 عامًا مدعوون إلى حفل أبناء اللورد “مايور” في نوفمبر .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *