طائرة الرئاسة الأمريكية Air Force One

طائرة الرئاسة الأمريكية Air Force One هو مصطلح يطلق علي أي طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية أى كان نوعها و تقل رئيس الولايات المتحدة و بالمعنى الدقيق للكلمة فإنها تعتبر علامة الإتصال اللاسلكي التي تتبناها أي طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي أثناء وجود الرئيس على متنها و مع ذلك و بشكل شائع أصبح ذلك الرمز محدد بطائرات مخصصة لإستخدامها من قبل الرئاسة بغرض التنقل فى الداخل بين الولايات الأمريكية المختلفة أو خارجها إلي دول أخري و منذ عام 1991 توجد طائرتان توأمتان من طراز بوينج 747-200B في الخدمة و نظرا لأنهم يقلون رأس السلطة و القائد الأعلي للقوات المسلحة فتمتلك طائرة الرئاسة الأمريكية العديد من الإمتيازات التكنولوجية و الأمنية و الدفاعية التى من الصعب وجودها فى أى طائرة أخري .

طائرة الرئاسة الامريكية اير فورس وان Air Force One

تاريخ طائرة الرئاسة الأمريكية

كان “فرانكلين روزفلت” هو أول رئيس أمريكي يطير أثناء وجوده في منصبه في يناير عام 1943 على متن طائرة تجارية من طراز بوينج 314 متوجها إلى مؤتمر الدار البيضاء في “المغرب” خلال الحرب العالمية الثانية و في أواخر الحرب أستحوذت القوات الجوية للجيش الأمريكي على طائرة ” دوجلاس C-54 Skymaster “و التي تم تصميمها خصيصًا للإستخدام الرئاسي و كانت طائرة النقل هذه ذات أربعة محركات و يبلغ مداها 6400 كيلومتر و يمكن أن تهبط في أي مطار كبير في العالم و يطلق عليها من قبل بعض الصحفيين إسم “البقرة المقدسة” و قد أشتملت على غرفة إجتماعات و غرفة فاخرة بها مرحاض و نافذة واقية من الرصاص و مصعد لرفع و إنزال الرئيس المقعد بالكرسي المتحرك بين الطائرة و الأرض حيث قامت بنقل “روزفلت” مرة واحدة فقط إلى مؤتمر يالطا في شبه جزيرة القرم السوفيتية في فبراير 1945 و بعد وفاته ظلت في الخدمة حتى عام 1947 و خلال إدارة الرئيس “هاري ترومان” الأولى تم تغييرها الى طائرة رئاسية أخرى اما السابقة فتم إعادة تكليفها للقيام بمهام أخرى ثم تقاعدت في نهاية المطاف عام 1961 و تم ترميمها و هى الآن معروضة في المتحف الوطني للقوات الجوية الأمريكية في قاعدة رايت باترسون الجوية فى ولاية “أوهايو”.

و كانت طائرة الرئاسة الأمريكية الجديدة فى عهد الرئيس ” هاري ترومان ” من طراز “دوجلاس سي 118 ليفت ماستر” المعدلة و أطلق عليها اسم “الإستقلال” و تميزت بأنها كانت ذات محركات أقوى و نطاق أكبر من سابقتها “البقرة المقدسة” كما أنها أحتوت على تكنولوجيا جديدة للكبائن المضغوطة و يمكن أن تحمل 24 راكبًا خارج القاعة الرئاسية التى كانت فاخرة للغاية حيث أحتوت على كرسي دوار قابل للإمالة و سرير أريكة بحجم كامل حيث نقلت هذه الطائرة الرئيس “ترومان” إلى جزيرة “ويك” في المحيط الهادئ من أجل مواجهته التاريخية مع الجنرال “دوجلاس ماك آرثر” في أكتوبر 1950 خلال الحرب الكورية و ظلت طائرة الإستقلال هي الطائرة الرئاسية الأساسية حتى تولى الرئيس “دوايت أيزنهاور” منصبه في عام 1953 و بعد أن خدمت تلك الطائرة في مهام نقل مختلفة تقاعدت عام 1965 و هى الآن معروضة أيضا في قاعدة رايت باترسون الجوية .

طائرة الرئاسة الأمريكية كولومبين 2 التى كانت تقل الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور
طائرة الرئاسة الأمريكية كولومبين 2 التى كانت تقل الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور

و مع تولي الرئيس “أيزنهاور” السلطة و إبتداء من عام 1953 كانت طائرة الرئاسة الأمريكية الجديدة من طراز C-121 و هى النسخة العسكرية لطائرة “لوكهيد كونستيليشن” و أطلق عليها إسم “كولومبين 2 ” حيث يرجع إسم ” كولومبين ” الى الزهرة الرسمية لولاية “كولورادو” أما رقم 2 فكان بسبب أن “كولومبين 1 ” هي وسيلة النقل الشخصية لدوايت أيزنهاور عندما كان جنرالا في الجيش و وفقًا للتقاليد الشعبية تم إستدعاء علامة الإتصال بالطائرة الرئاسية الأمريكية Air Force One لأول مرة من قبل طيار “كولومبين 2 ” أثناء رحلة له إلى فلوريدا حيث كانوا قلقون من أن مراقبي الحركة الجوية قد يخلطون بين علامة نداء الطائرة الرئاسية الأمريكية و مع إشارة مكالمة مماثلة لطائرة تجارية قريبة منهم ثم تم إستبدال رمز “كولومبين 2 ” كطائرة رئاسية في عام 1954 ليحل محلها “”كولومبين 3 ” التى كانت أطول و أسرع و أكثر راحة من سابقتها و كانت هى الطائرة الرئاسية الأمريكية الأخيرة من نوعها التى أعتمدت على محرك مكبس ثم تقاعدت في النهاية من سلاح الجو عام 1966 و موجودة في قاعدة رايت باترسون الجوية.

و فى عصر الرئيس “أيزنهاور” أيضا دخلت طائرة الرئاسة الأمريكية إلي عصر الطائرات النفاثة حيث طار “أيزنهاور” لأول مرة في أغسطس عام 1959 على متن VC-137A و هي طائرة من طراز بوينج 707 الملقبة بـ “كويني” و كانت جزءًا من الأسطول الجوي للإدارة و أحتوت على قسم خاص للإتصالات السلكية و اللاسلكية و يمكن إستيعاب 40 راكبا فى مقصورات الركاب الأمامية و الخلفية كما يوجد بها منطقة للإجتماعات و غرفة فاخرة و تعتبر السرعة و المدى و الراحة و الأناقة لهذه الطائرة تجعلها مثالية لقائد قوة عالمية بحجم ” الولايات المتحدة ” و في ديسمبر عام 1959 قامت بنقل “أيزنهاور” في رحلة ودية غير مسبوقة استمرت ثلاثة أسابيع إلى 11 دولة في قارات أوروبا و آسيا و شمال إفريقيا ثم تم إستبدالها لاحقا بطائرة الرئاسة الأمريكية الرئيسية عام 1962 و ظلت في الأسطول الرئاسي حتى تقاعدت عام 1996 و هي الآن جزء من مجموعة متحف الطيران في “سياتل” بولاية “واشنطن” .

الطائرة فى عهد الرئيس كينيدي

بحلول عام 1962 و أثناء إدارة الرئيس “جون كينيدي” تم تسليم أول طائرة نفاثة مصممة خصيصًا للإستخدام الرئاسي و كانت طائرة من طراز بوينج 707 أخرى و عرفت إعلاميا بإسم طائرة الرئاسة الأمريكية Air Force One و كان من المقرر أن تصبح هذه الطائرة رمزًا لقوة و مكانة الرئاسة الأمريكية و أن تخلق في المخيلة العامة فكرة طائرة الرئاسة و ساهم المهندس “ريموند لوي” تحت إشراف السيدة الاولي ” جاكلين كينيدي ” في وضع تصميم مميز باللونين الأزرق و الأبيض للجزء الخارجي بالإضافة إلى شعار يحمل عنوان “الولايات المتحدة الأمريكية” على جسم الطائرة و علم الدولة على الذيل و ختم رئاسي على كلا الجانبين من الأنف و هو تصميم تم نقله إلى جميع طائرات الرئاسة اللاحقة و في يونيو عام 1963 نقلت الطائرة الجديدة “كينيدي” إلى برلين المقسمة و في نوفمبر عام 1963 أعادت جثمانه الى واشنطن عقب إغتياله فى مدينة دالاس و فيها أيضا ألقي نائبه ” ليندون جونسون ” القسم الرئاسي ليكون خلفا له فى حكم البلاد .

الرئيس كينيدى داخل طائرة الرئاسة الامريكية
الرئيس كينيدى داخل طائرة الرئاسة الامريكية

و أستمرت تلك الطائرة فى العمل فى عهد إدارات الرؤساء “جونسون” و “ريتشارد نيكسون” و “جيرالد فورد” و “جيمي كارتر” و “رونالد ريجان” و ” بوش الأب ” و كانت قد أنضمت إليها طائرة أخرى مماثلة لها عام 1972 قامت بإعادة “نيكسون” إلى حياته الخاصة فى ولاية كاليفورنيا بعد استقالته المفاجئة بأغسطس عام 1974 فى أعقاب فضيحة ووترجيت و مرت كلتا الطائرتين بعدة تجهيزات قبل أن يتم إستبدالهما أعوام 1990-1991 بالطائرتين الحاليتين من طراز 747 حيث تقاعدت الطائرة الأولي من الأسطول الرئاسي عام 1998 و تتواجد في قاعدة رايت باترسون الجوية أما الثانية فقد تقاعدت عام 2001 وهي الآن معروضة في مكتبة و متحف “رونالد دبليو ريجان” الرئاسي فى “كاليفورنيا” .

طائرة الرئاسة الأمريكية حاليا

تستطيع طائرة الرئاسة الأمريكية الحالية قطع مسافة تتجاوز 12000 كيلومتر من دون التزود بالوقود و فى حالة التزود به يكون لديها القدرة على الدوران حول العالم و تتمركز كلا الطائرتان في قاعدة “أندروز” الجوية في “ماريلاند” بالقرب من “واشنطن” العاصمة واحدة منهم تكون جاهزة لللإقلاع فى أى وقت و يتم تعيينهم في جناح الجسر الجوي رقم 89 التابع لقيادة التنقل الجوي بالقوات الجوية و قامت بخدمة رؤساء الولايات المتحدة و نوابها (في ذلك الوقت كانت طائراتهم تعرف باسم القوة الجوية الثانية Air Force 2) و غيرهم من الشخصيات المرموقة و عملت كلا الطائرتين تحت إدارات “جورج بوش الأب” و “بيل كلينتون” و “جورج بوش الإبن ” و “باراك أوباما” و ” دونالد ترامب ” و ” جو بايدن ” .

و يتم تجهيز طائرة الرئاسة الأمريكية الحالية بأنظمة أمن و دفاع سرية بما في ذلك تدابير لحماية الأجهزة الإلكترونية الموجودة على متنها من النبضات الكهرومغناطيسية التى تنجم عن الإنفجارات النووية و يقع مركز الإتصالات السلكية و اللاسلكية في الطابق العلوي أما في المستوى السفلي فيوجد مكان للأمتعة و يحتوي المستوى الأوسط على أماكن إقامة تتسع إلي ما يصل لـ 70 راكبًا بالإضافة إلى طاقم مكون من 26 شخصًا و تشمل أماكن الإقامة أماكن جلوس و عمل لممثلي وسائل الإعلام و موظفي الأمن و غيرهم من الموظفين كما توجد غرفة مشتركة لتناول الطعام و أخرى لعقد الإجتماعات بالإضافة إلي إحتواء طائرة الرئاسة الأمريكية لصيدلية و معدات طبية طارئة كافية لإجراء عملية جراحية عاجلة و يوجد أيضا مطبخين من خلالهم يمكن تحضير ما يصل إلى 100 حصة لكل وجبة كما يحتوي الجناح الرئاسي الواقع في المنطقة الأمامية الهادئة من الطائرة على مكتب و غرفة نوم و مرحاض .

مقتطفات سريعة حول طائرة الرئاسة الأمريكية

  • وفقًا لموقع البيت الأبيض على الإنترنت ففي حالة وقوع هجوم على الولايات المتحدة و الرئيس موجود على متن طائرة الرئاسة الأمريكية فلديها الإمكانيات التى تمكن الرئيس الأمريكي من الرد .
  • الرئيس لا يطير دائما بالطائرات ففي بعض الأحيان يأخذ مروحية و حينها يطلق عليها إسم ” مارين 1 ” و هي علامة الإتصال اللاسلكي لطائرة هليكوبتر تابعة لسلاح مشاة البحرية تنقل الرئيس و تقوم شركة “لوكهيد” ببناء تلك المروحيات و تجهيزها بالدروع الباليستية و الدفاعات المضادة للصواريخ .
  • طائرة الرئاسة الأمريكية تتضمن جناحًا طبيًا يمكن أن يعمل حتى كغرفة عمليات و هناك دائمًا طبيب على متنها.
  • هناك سبب يجعل كل صور الرئيس و هو يخرج من الطائرة تلتقط على مجموعة من السلالم حيث لا تتوقف الطائرة أبدًا في صالة الوصول في المطار بل تبقى في أي مكان هبطت فيه حتى تتمكن من الإقلاع في أي لحظة حسب الحاجة .
  • تمتلك طائرة الرئاسة الأمريكية ما لا يقل عن 85 هاتفًا على الأقل للاتصالات السرية و غير السرية بالإضافة الى أجهزة راديو متعددة الترددات و بالطبع WiFi .
  • عادة ما ترسل القوات الجوية موكب الرئيس من سيارات مضادة للرصاص و طاقم حراسته قبل طائرة الرئاسة في طائرة شحن C-141 Starlifter و بهذه الطريقة يتمتع الرؤساء بوسائل نقل آمنة سواء في الجو أو بمجرد وصولهم إلى وجهتهم.
  • على الرغم من أن الرئيس لديه مخبأ نووي يتبعه في جميع الأوقات (طائرة يوم القيامة ) الا أن طائرة الرئاسة الامريكية نفسها مصنوعة من مواد صعبة لدرجة أنها أيضًا مخبأ فعليًا في حالة وقوع هجوم نووي حيث يحتوي جسم الطائرة على طلاء مدرع و نوافذ زجاجية مصقولة و بالتأكيد هناك المزيد و لكن يتم الاحتفاظ بمعظم تفاصيل القدرات الدفاعية للطائرة في سرية تامة لأسباب أمنية .
  • إن تشغيل طائرة الرئاسة الأمريكية يكلف الكثير من المال و على الرغم من إختلاف الأرقام إلا أن الرحلات الداخلية باهظة الثمن بالنسبة لدافعي الضرائب الأمريكيين حيث وجدت مجموعة مراقبة محافظة تتعقب نفقات السفر الرئاسية أن تكلفة إحدى رحلات الرئيس “ترامب” إلى تجمع انتخابي في ولاية “أريزونا” بلغت 1.5 مليون دولار أمريكي .
شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *