أمريكي يقوم بتعريض نفسه للدغات الأفاعي السامة لإعطاء جسده مناعة ذاتية ضد سمومها

تعتبر لدغات الأفاعي و الثعابين السامة واحدة من أهم المشكلات التى يواجهها البشر حيث تشير التقديرات إلى أن وفياتها تصل الى ما يقرب من 100 الف حالة سنويا و ما يقدر بـ 400 الف ناجيا منها قد يعانى من إعاقات دائمة حول العالم و لكن لحسن حظ البشرية أن العلم قد تطور كثيرا فى مجالات التوصل لمضادات السموم لمواجهة تلك اللدغات و التى تتم من خلال حقن الخيول و الأغنام بكميات غير ضارة منها لتعمل أجسامهم على إفراز مواد مضادة لها تستخدم فى صناعة الترياق اللازم و عملا بتلك النظرية قرر أحد الأمريكيين و يدعى توم فريدي تعريض نفسه للدغات تلك الأفاعي السامة بغرض إعطاء جسده مناعة ذاتية ضد سمومها لتكون دماءه هى اللبنة الأولى لإنتاج ترياق او لقاح بشرى ضد تلك السموم .

و يعيش ” تيم فريدى ” بولاية “ويسكونسن” فى ” الولايات المتحدة ” حيث نشأ منذ الصغر و هو يصطاد الأفاعي و عند بلوغه الثلاثينيات من عمره و على أمل الحصول على وظيفة ألتحق بأحد الفصول لتعلم كيفية إستخلاص السموم من العناكب و العقارب بغرض البحث الطبي حيث تعرض خلال عمله لبعض من لدغات العناكب إلى أن بدأ فى التحول عام 2000 إلى الأفاعى السامة حيث بدء فى إعطاء نفسه جرعات من السموم عن طريق الحقن أو التعرض للدغات الأفاعي بشكل مباشر مع تعليم نفسه ما يكفي من علوم المناعة الخاصة بالتطعيم الذاتي لمساعدته فى التدرج بأخذ جرعات غير مميتة من تلك السموم و فى نفس الوقت تكون كافيه لإنتاج الأجسام المضادة بداخله .

تيم فريدى الذى يتعرض للدغات الأفاعي لتكوين مناعة ذاتية ضد سمومهم

و خلال مشواره تعرض ” تيم فريدي ” إلى أكتر من 200 لدغة بعض منها تسببت فى إقترابه من حافة الموت حيث تعرض للدغتين من أفعى الكوبرا دخل على أثرها فى غيبوبة و كان على وشك الموت و يعزو ذلك بسبب أنه كان لا يزال فى بداية الأمر و لا يحتوى جسده على المناعة الكافية أما حاليا فهو بإمكانه أن يتغلب على تلك اللدغات و يضيف بأنه لن يتوقف عن القيام بتلك التجارب حتى يتوصل إلى اللقاح المرجو أو أن يموت جراء ما يفعله لذلك فيحتفظ ” تيم فريدى ” بعدد من الأفاعى السامة فى منزله التى تدوام بإستمرار على لدغه منها الأفاعي الجرسية و التايبان و الكوبرا و المامبا السوداء التى تعرض للعض منها مؤخرا فى أحد الفيديوهات التى يداوم على نشرها بإنتظام على موقع اليوتيوب لإثبات مناعته منهم حيث يصفها بأنها لدغات مؤلمة و يزداد ألمها مع الوقت حيث من المعروف أنها تؤدى الى تدلي الجفون و إحداث شلل فى اللسان مع زيادة خفقان القلب إلي أن تصل لتوقفه لكن ذلك لا يحدث معه حيث يمر عليه الأمر بشكل طبيعي بعد لدغات الأفاعي ثم يعيدهم بمنتهى البساطة مرة اخرى إلي أماكنهم وسط ذهول متابعيه و أن حدث الاسوء فقد يكون بعض من الاعراض الجانبية الطفيفة من تورم أماكن العضة لعدة أيام أو صعوبة فى المشى لفترة .

تيم فريدى الذى يتعرض للدغات الأفاعي لتكوين مناعة ذاتية ضد سمومهم

و رغم خطورة تلك التجارب على حياته الصحية الا أنها تسببت أيضا بالتأثير سلبيا على حياته الاسرية فنتيجة أبحاثه أنفصلت عنه زوجته بعد زواج استمر لعشرون عاما نظرا لأنها كانت تخاف من وجود تلك الأفاعى فى منزلها و على أطفالها بالإضافة الى إهتمام ” تيم فريدى ” بتجاربه و التى كانت لها الأولوية على حساب أسرته مما جعل الانفصال أمرا حتميا و لكن بالنسبة للجانب الإيجابي لما يفعله فقد كانت فى إزدياد شهرته حيث ظهر فى العديد من القنوات أبرزها “ناشونال جيوجرافيك” و قناة “هيستورى” فى احد البرامج الخاصة بالخارقين كما ظهر فى العديد من المجلات و الصحف .

أقرأ أيضا : مزارع نيبالى يعض ثعبان الكوبرا حتى الموت إنتقاما منه بعد قيامه بلدغه

أما بالنسبة للجانب العلمي فنستطيع القول أنه رغم ما يفعله ” تيم فريدى ” و هدفه الإنساني النبيل الا أن أبحاثه قد تسببت فى الكثير من الجدل بين العلماء ما بين المؤيد و المعارض حيث يقول البروفسير ” بريان هانلي ” بأنه يأمل ان تتوصل أبحاث ” تيم ” إلي الوصول للقاح البشرى المنتظر لمواجهة سموم الأفاعى نظرا لأنه لديه فى جسده مستويات مرتفعة من الأجسام المضادة للسموم بصورة تبلغ ضعف المعدل الطبيعى أما على الجانب المعارض فتقول البروفيسيرة ” راشيل كوريير ” من كلية لندن للصحة و الطب الإستوائي أن التحصين الذاتي بسموم الأفاعى أمر خطير للغاية لأن الباحث عن الترياق عليه فى البداية أن يتفهم المركبات المختلفة التي تتشكل منها تلك السموم و كمياتها و إلا ستمثل له خطورة شديدة على حياته و على نفس الجانب يواجه ” تيم فريدي ” فى بعض الأحيان هجوم و إتهامات له بالجنون او بالتضليل لأنه على حد زعمهم يقوم بإزالة الغدد السمية للأفاعي قبل تصوير فيديوهاته .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *