كل ما تريد معرفته عن مهرجان البندقية السينمائي الدولي

مهرجان البندقية السينمائي الدولي هو حدث فني سنوي يقام في إيطاليا بمدينة البندقية و يعتبر أقدم مهرجان سينمائي في العالم حيث ترجع جذوره إلي أوائل ثلاثينيات القرن الماضي بعد إعتباره جزء من معرض بينالي البندقية أحد أقدم المعارض الفنية في العالم و الذي أنشا عام 1893 و بمرور الوقت شهد المهرجان عدد من التطويرات التي ساهمت في نموه و شهرته ليصبح واحدا من الخمسة الكبار المكونين لأبرز خمسة مهرجانات سينمائية عالمية تشمل كان في فرنسا و برلين في ألمانيا و تورنتو في كندا و صاندانس في الولايات المتحدة حيث ترجع أهمية مهرجان البندقية السينمائي الدولي في منحه المبدعين الحرية الكاملة في التعبير عن أنفسهم من خلال الأفلام التي يقومون بصناعتها لذلك فهو يحظي بتغطية إعلامية واسعة و يحضره كبار الممثلين العالميين و هو يقام عادة في الفترة ما بين أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر في جزيرة ليدو ببحيرة فينيسيا .

مهرجان البندقية السينمائي الدولي

ما تاريخ مهرجان البندقية السينمائي الدولي ؟

يرجع تاريخ مهرجان البندقية السينمائي الدولي إلي ثلاثينيات القرن الماضي حيث كانت الحكومة و المواطنين الإيطاليين مهتمين بالأفلام السينمائية لدرجة أن الأموال التي أنفقها الإيطاليين على الترفيه كان يذهب معظمها علي مشاهدة الأفلام التي كانت غالبيتها صناعة أمريكية و هو الأمر الذي دفع الحكومة إلي التدخل في صناعة السينما و الدعوة إلي الإهتمام بالفن الإيطالي لذلك تم إنشاء مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 1932 كجزء من معرض بينالي السنوي الذي يقام في مدينة ” البندقية ” منذ عام 1893 و كان المشرفين علي ذلك المهرجان “جوزيبي فولبي” و “لوتشيانو دي فيو” و “أنطونيو ماريني” حيث كان ” فولبي ” رجل أعمال ثري و فاشي متعصب و وزيرًا للمالية في عهد “بينيتو موسوليني” حيث أصبح هو رئيس المهرجان بينما شغل “ماريني” منصب الأمين العام و ترأس “دي فيو” اللجنة التنفيذية .

و في يوم 6 أغسطس عام 1932 أفتتح مهرجان البندقية السينمائي الدولي لأول مرة بعرض الفيلم الأمريكي ” دكتور جيكل و مستر هايد” على شرفة فندق إكسيلسيور بالاس و بمشاركة تسعة دول و أنتهت فعالياته في نفس الشهر يوم 21 أغسطس و من الملاحظ أنه لم تُمنح أي جوائز في المهرجان الأول و لكن تم إجراء إستفتاء للجمهور لتحديد الأفلام و العروض التي تستحق الثناء و على الرغم من نجاح المهرجان في نسخته الأولي إلا أنه لم ينظم في العام التالي و لكن في عام 1934 تم الإعلان بأنه سيكون حدثًا سنويًا و إزدادت الدول المشاركة لتصل إلي سبعة عشر دولة و في ذلك العام أيضا بدء المهرجان في منح جوائزه الرسمية الأولى و هي كأس موسوليني لأفضل فيلم إيطالي و كأس موسوليني لأفضل فيلم أجنبي و كأس وزارة الشركات و غيرها حيث كانت بإجمالي سبعة عشر جائزة مقسمين علي أربعة عشر للأفلام و ثلاث للأفراد كما نالت خمسة أفلام تنويهات مشرفة .

و في الدورة الثالثة من المهرجان التي أقيمت عام 1935 ترأسها “أوتافيو كروز” الذي حافظ على منصبه حتى الحرب العالمية الثانية و في العام التالي تمت إضافة لجنة تحكيم إلى مجلس إدارة المهرجان و التي لم يكن بها أي أعضاء أجانب و كانت غالبية الأموال المخصصة لتنظيمه تأتي من وزارة الثقافة و ممولين من مؤسسات في مدينة البندقية و فى عام 1936 شهد مهرجان البندقية السينمائي الدولي تطورًا مهمًا آخر حيث صاغت وزارة الثقافة قانون يجعل المهرجان كيانًا مستقلًا و منفصلًا عن معرض بينالي البندقية الرئيسي مما سمح لمنظمات فاشية إضافية مثل دائرة السينما و الإتحاد الوطني الفاشي للصناعات الترفيهية بالسيطرة على المهرجان أما في العام الخامس فقد شهد إنشاء مقره الدائم الذي تقام فيه فعالياته السنوية حتي الأن بإستثناء السنوات الثلاث من 1940 إلى 1942 حيث تم نقل المهرجان بعيدًا عن البندقية خوفًا من القصف و مع ذلك لم تتلق البندقية أي ضرر تقريبًا خلال تلك الفترة .

و بحلول فترة الأربعينيات واجه مهرجان البندقية السينمائي أوقات عصيبة بدأت بتغيير إسمه عام 1940 إلى مهرجان السينما الإيطالية الألمانية و تقديم فيلم الدعاية النازية Heimkehr عام 1941 و الذي حاز على جائزة من وزارة الثقافة الإيطالية و هو ما جعل المهرجان يواجه بالإنتقادات بأنه أصبح مسيسا ثم توقفت فعالياته عام 1942 بسبب الحرب و مع إنتهائها و عودة الحياة إلي طبيعتها أستؤنف مجددا عام 1946 و أصبحت البندقية مرة أخرى رمزًا رائعًا لعالم السينما و في عام 1947 أقيم المهرجان في ساحة قصر دوجي الذي أستضاف 90 ألف مشارك حيث تعتبر تلك النسخة على نطاق واسع أحد أنجح الإصدارات عبر تاريخه .

نسخة مهرجان البندقية السينمائي الدولي التي أقيمت في ساحة قصر دوجي عام 1947
نسخة مهرجان البندقية السينمائي الدولي التي أقيمت في ساحة قصر دوجي عام 1947

و بحلول الستينيات و في عام 1963 هبت رياح التغيير بقوة خلال إدارة “لويجي كياريني” للمهرجان و الذي قام بإعادة تنظيمه و هيكلته بشكل كبير و علي مدار ست سنوات تحت إدارته أتبع المهرجان مسارًا ثابتًا وفقًا للمعايير الصارمة الموضوعة لإختيار الأعمال في المنافسة كما أتخذ موقفًا حازمًا ضد الضغوط السياسية و بعد ذلك نظرا لدخول البلاد في بعض من الإضطرابات الإجتماعية و السياسية عام 1968 تأثر مهرجان البندقية السينمائي الدولي بالسلب ففي الفترة من عام 1969 و حتي عام 1979 لم يتم منح أي جوائز و عاد المهرجان إلى عدم القدرة على المنافسة مع المهرجانات الأخري و في أعوام 1973 و 1977 و 1978 لم يُقام المهرجان بالأساس إلي أن جائت الولادة الجديدة له عام 1979 بفضل المدير الجديد “كارلو ليزاني” الذي قرر إستعادة الصورة و القيمة التي فقدها المهرجان خلال العقد الماضي لذلك كان هدف تلك الدورة هي إستعادة مكانته الدولية و في محاولة لخلق صورة أكثر حداثة للمهرجان أنشأ المدير الجديد لجنة من الخبراء للمساعدة في إختيار الأعمال و زيادة تنوع العروض و خلال السنوات الأخيرة رسخ المهرجان نفسه كمنصة انطلاق لجوائز الأوسكار مما أدى إلى زيادة حضور الأفلام الأمريكية و إستضافة العروض العالمية الأولى للأفلام الحائزة على تلك الجائزة مثل جاذبية Gravity و الجوكر The Joker و لا لا لاند La La Land .

الهيكل الإداري و الفعاليات

يتم إختيار رئيس معرض بينالي الدولي الذي كان يعتبر مهرجان البندقية السينمائي الدولي جزء منه من قبل وزارة التراث الثقافي الإيطالية و يكون المنصب لمدة أربعة سنوات قابلة للتجديد و يكون هو المسؤول عن تنسيق فعالياته أما رئيس المهرجان السينمائي نفسه فيتم إختياره من قبل رئيس معرض بينالي و المندوبين فيه لمدة أربعة سنوات أيضا و قابلة للتجديد .

قصر سينما فينيسيا بجزيرة ليدو الذي تقام فيه فعاليات مهرجان البندقية السينمائي الدولي
قصر سينما فينيسيا بجزيرة ليدو الذي تقام فيه فعاليات مهرجان البندقية السينمائي الدولي

و يتم المنافسة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي في عدد من الأقسام المختلفة و هي :

الفعاليات الرئيسية

  • في المنافسة – و هي مسابقة مكونة من حوالي 21 فيلمًا يتنافسون على الأسد الذهبي.
  • خارج المسابقة – و فيها يتنافس 18 عملاً هامًا كحد أقصى و لكن لا تنافس على الجائزة الرئيسية.
  • أوريزونتي – و فيها تقدم للأفلام التي تمثل أحدث الإتجاهات في السينما العالمية من قبل المواهب الشابة .
  • كلاسيكيات البندقية – و فيها يتم عرض مجموعة مختارة من أفضل الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها.
  • سكونفيني – و هي مسابقة يتم فيها عرض 10 أعمال كحد أقصى و تشتمل عادةً على أفلام فنية و أعمال تجريبية و مسلسلات تلفزيونية و إنتاجات متعددة الوسائط .
  • الواقع الإفتراضي في فينيسيا – و فيها تقديم 30 عملاً كحد أقصى في المنافسة وخارج المنافسة.

و بجانب الفعاليات الأساسية توجد فعاليات أخري مستقلة مثل أسبوع النقاد الدولي .

جوائز مهرجان البندقية السينمائي الدولي

جوائز الفعاليات الرئيسية هي كالتالي :

  • جائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم تم عرضه في المهرجان .
  • جائزة لجنة التحكيم الكبرى و تمنح لثاني أفضل فيلم يتم عرضه في المنافسة بالمهرجان .
  • جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج في القسم التنافسي .
  • جائزة لجنة التحكيم الخاصة و تمنح لثالث أفضل فيلم يتم عرضه في المنافسة في المهرجان .
  • كأس فولبي و تمنح لأفضل ممثل / ممثلة .
  • جائزة أوسيلا الذهبي و تمنح لأفضل سيناريو أو لأفضل مساهمة فنية (تصوير سينمائي ، موسيقى ، إلخ ) .
  • جوائز أخرى تعترف أيضًا بالأداء التمثيلي : مثل جائزة مارسيلو ماستروياني التي أُنشئت عام 1998 تكريما للممثل الإيطالي الكبير “مارسيلو ماستروياني” الذي توفي عام 1996 و تخصص لتكريم ممثل أو ممثلة ناشئة كما توجد جائزة الأسد الخاص و هي تُمنح عن عمل شامل لمخرج أو ممثل بفيلم مقدم في قسم المسابقة الرئيسي .

جوائز أورزونتي

  • جائزة أوريزونتي للأفلام الطويلة .
  • جائزة لجنة التحكيم الخاصة في أوريزونتي (للأفلام الطويلة) .
  • جائزة أوريزونتي للفيلم القصير .
  • جائزة أوريزونتي للفيلم المتوسط الطول .
  • جائزة أوريزونتي لأفضل مخرج .
  • جائزة أوريزونتي لأفضل ممثل .
  • جائزة أوريزونتي لأفضل ممثلة .
  • جائزة أوريزونتي لأفضل سيناريو .

جوائز جيورناتي ديجلي أوتوري

  • جائزة جيورناتي ديجلي أوتوري (GDA)
  • جائزة Label Europa Cinema
  • جائزة BNP Paribas People Choice Award

جائزة أسد المستقبل (لويجي دي لورينتيس) و هي متاحة لجميع الأفلام الروائية الأولى في مختلف الأقسام التنافسية في مهرجان البندقية السينمائي سواء في الإختيار الرسمي أو الأقسام المستقلة و الموازية و يحصل الفائز على جائزة قدرها 100000 دولار أمريكي يتم تقسيمها بالتساوي بين المخرج و المنتج .

جوائز مجد صناع السينما و هي جائزة مخصصة للشخصيات التي قدمت مساهمات كبيرة في السينما المعاصرة.

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *