عمل فنى انتج عام 1957 و يعد واحدا من أعظم الأفلام فى تاريخ السينما العالميه نظرا الى بساطته الشديده حيث تدور احداثه بالكامل فى غرفة واحدة ذات ديكور بسيط و بعدد محدود للغاية من الممثلين و رغم ذلك الا أنه تميز بقوة السيناريو و براعة ممثليه من خلال إنتقالهم من احدى القناعات الى أخرى كما يناقش مفهوم قوة الحجه التى من الممكن ان تكون سلاحا تقاتل به من أجل إثبات وجهة نظرك و إيضاح مدى صحتها حتى و إن كانت مختلفة بشكل كبير عن كل ما حولك و بمرور الوقت و فى ظل ثباتك على قناعتك ستجد بشكل تدريجى من ينضم إليها و يشاركك فيها بل و متحمسا لها أيضا خاصة و أنها من خلال أحداث الفيلم أمرا يتعلق بحياة إنسان و الدخول فى جدال لمحاولة إثبات أنه مذنب و يستحق الاعدام أو بريئ و يجب إطلاق سراحه , كما أن التميز فى فيلم 12 رجل غاضب يرجع أيضا الى شعور المشاهد بأنه جزء منه يندمج فيه مع أفراده من خلال التفكير معهم و مراقبة الحالة الجدلية بينهم حيث تعد هى العنصر الأساسى من قوام الفيلم و التى سوف تبدأها و أنت ذات قناعة محددة و مع مرور الوقت سوف تجدها قد تغيرت بشكل تام لا لشئ سوى تأثرك بأحدهم نتيجة تمسكه برأيه و براعته فى إثبات فكرته .

القصه

يبدء فيلم 12 رجل غاضب فى احدى قاعات المحاكم التى بها اثني عشر رجلاً جالسين في المكان المخصص لهيئة المحلفين ثم يعطيهم القاضي تعليمات لمحاولة الوصول إلى حكم في احدى قضايا القتل من الدرجة الأولى و المتهم بها طفل يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا لقتله والده و يتضح فى بادئ الأمر أن جميع المحلفين مقتنعون تمامًا بأنه فعل ذلك. و كان فى حكم المؤكد أن الأمر لن يستغرق منهم وقتا للتصويت بأنه “مذنب” الا أنه عندما يدخلون غرفة المحلفين يعارض أحدهم تلك الفكرة و يتمسك برأيه بأن ذلك الطفل ليس مذنب و في النظام القضائى بالولايات المتحدة عادة ما تحتاج هيئات المحلفين إلى التوصل لتصويت بالإجماع من أجل الفصل في القضية لذلك يبدو أن المحلفين لن يذهبوا إلى أي مكان أخر حتى يتمكنوا من اقناع المحلف الذى يحمل رقم 8 و الرافض بشدة لفكرة ادانته .

في البداية يقول المحلف رقم 8 إنه يريد التحدث لبعض الوقت عن الحكم فهم على وشك إرسال طفل يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا إلى الكرسي الكهربائي و لا يريد القيام بذلك دون إجراء مناقشه أولاً ثم يبدء فى طرح بعض تفاصيل القضية التي كانت تزعجه لكن المحلفين الآخرين يريدون منه التوقف عن المماطلة حتى يتمكنوا من متابعة حكم ادانته بأنه مذنب و نتيجة للضغوط عليه من قبل زملائه يطلب من رئيس القاعه إجراء تصويت ثانٍ والذي سيبقى هو خارجًه و إذا صوت الجميع لمذنب مرة أخرى فسوف ينضم إليهم وينهي الأمر برمته و لكن خلال التصويت يقوم أحدهم بقول أنه غير مذنب لتستمر المناقشه و كلما طالت المناقشه كلما استطاع ذلك المحلف من ضم بعض منهم الى قناعته فى ظل مقاومة شديدة من محلفين أخرين يعاندون وجهة نظره و يريدون إرسال الطفل إلى الكرسي الكهربائي لأسباب شخصية و تافهة .

و بمرور الوقت ينضم معظم المحلفين اليه و لا يتبقى سوى شخص واحد فقط نظرا الى أنه لديه مشاكل مع الأطفال الذين لا يحترمون آبائهم حيث لم ير ابنه منذ أكثر من عامين و يشعر بالحاجة إلى معاقبة شخص ما على ما حدث في حياته و هذا الشخص هو الطفل قيد المحاكمة و بعد تضييق الخناق عليه بالحوار و المناقشه يتخلى عن كراهيته و يقرر ان ذلك الطفل غير مذنب ثم يستدعي الحاجب ويصدر الرجال حكمهم و بعد مغادرة قاعة المحكمة يلتقى المحلف رقم 8 بمحلف آخر و يتبادلوا أسمائهم ثم يخرج رقم 8 بابتسامة كبيرة على وجهه و يشعر بالفخر لأنه أنقذ حياة شاب بريء.

أقرأ أيضا : الميل الأخضر ( 1999 ) – The Green Mile

أبطال العمل

هنرى فوندا المحلف 8
لى كوب المحلف 3
مارتن بالسام المحلف 1
جون فيدلر المحلف 2
جاك كلوجمان المحلف 5

الجوائز

ترشح الفيلم الى ثلاث جوائز أوسكار كأفضل فيلم و أفضل مخرج و أفضل سيناريو الا أنه لم يفز بأى واحدا منهم بالاضافة الى فوزه بـ17 جائزة متنوعه .

ما وراء الكاميرا

  • في بداية فيلم 12 رجل غاضب تم وضع جميع الكاميرات فوق مستوى العين و مع تقدم الفيلم تنزلق الكاميرات إلى مستوى العين و بحلول نهاية الفيلم يتم التصوير بالكامل تقريبًا تحت مستوى العين ثم فى النهايه تكون من زاوية واسعة فوق الرأس حيث ادعى المخرج “سيدني لوميت” أن اللقطة الأخيرة تم تصويرها من خلال أوسع عدسة مستخدمة في الصورة للتأكيد على الشعور بالتحرر من غرفة هيئة المحلفين .
  • طلب المخرج “سيدني لوميت” من الممثلين البقاء في نفس الغرفة لعدة ساعات متتالية و قاموا بعمل بروفات فيها مرارًا وتكرارًا دون تصويرهم و ذلك لمحاولة اكسابهم انفعالات حقيقيه عندما يكونون محبوسين في غرفة .
  • نظرا الى فشل الفيلم في تحقيق إيرادات مرجوة لم يتلق “هنري فوندا” راتبه المؤجل على دوره و رغم فشله تجاريا الا أنه يعتبره واحدًا من أفضل ثلاثة أفلام صنعها على الإطلاق خلال مسيرته.
  • يستخدم فيلم 12 رجل غاضب بشكل شائع في كليات ادارة الأعمال و ورش العمل لتوضيح ديناميكيات الفريق و تقنيات حل النزاعات.
  • لم يعجب “هنري فوندا” بمشاهدة نفسه في الفيلم لذلك لم يشاهد الفيلم بأكمله في غرفة العرض و مع ذلك قبل أن يخرج قال بهدوء للمخرج “سيدني لوميت” “سيدني .. إنه رائع.”
  • لأن البروفات المضنية للفيلم استمرت أسبوعين مرهقين كان لابد من إنهاء التصوير في 21 يومًا .
  • مع وفاة الممثل “جاك كلوجمان” (المحلف رقم 5) في 24 ديسمبر عام 2012 لم يعد أي من المحلفين الاثني عشر من الفيلم على قيد الحياة.
  • تم تصوير الفيلم بالكامل داخل غرفة المحلفين التى يبلغ مساحتها 35 مترًا مربعًا باستثناء ثلاث دقائق فقط .
  • تركت الخلفية العرقية للمراهق المشتبه به عمدا دون ذكر لأغراض فى الفيلم حيث كان من المؤكد بأنه لم يكن من أصل أوروبي شمالي بل من أصول أخرى مجهوله و ذلك من أجل اظهار أن فكرة التحيز ضده كشئ عنصرى أو حتى كتعاطف معه سوف تساهم فى جزءًا رئيسيًا من عملية المناقشه .
  • اشتكى “هنري فوندا “على الفور إلى المخرج “سيدني لوميت” من الخلفيات الرخيصة خارج نوافذ غرفة المحلفين عندما كان يسير في مكانه و أكد له “لوميت” أن مدير التصوير “بوريس كوفمان” لديه خطة لجعلها تعمل بشكل طيب .
  • فى مشهد تمثيل المحلف رقم 8 لسير الرجل العجوز و الذى كان شاهدا فى القضيه من سريره و حتى الوقت الذي يفتح فيه الباب الأمامي و الذى قيل أنه أستغرق 41 ثانية مثله ” هنرى فوندا ” خلال إعادته فى 31 ثانيه .
  • طلب من “هنري فوندا” أن يصنع هذا الفيلم فقام بذلك كممثل و منتج و مع ذلك كان محبطًا جدًا لكونه منتجًا و قرر ألا يفعل ذلك مرة أخرى.
  • تم تصوير العديد من لقطات الممثلين بمفردهم ثم تم دمجهم معا فى المونتاج .
  • غالبًا ما يتم استخدام هذا الفيلم في تدريس المستويات المتوسطة إلى العليا من اللغة الإنجليزية في المدارس بالخارج كما تم تضمين مقتطفات منه في بعض الكتب المدرسية.
  • تم تحديد اثنين فقط من المحلفين بالاسم طوال الفيلم “المحلف رقم 8” المسمى “السيد ديفيس” و “المحلف رقم 9” المسمى “السيد مكاردل”.
  • وفقًا لسيرته الذاتية فقد شعر “هنري فوندا” بخيبة أمل من استراتيجية توزيع استوديو “الفنانين المتحدون” للفيلم و شعر أن نهجهم قد حرم الفيلم من فرصة تحقيق النجاح المالي حيث وضع في دور العرض الكبيرة جدًا بحيث لا يمكن لفيلم “صغير” أن يملأها بالإضافة إلى أنها لم تعيد إصداره بعد أن فاز بالعديد من الجوائز.
  • استأجر “هنري فوندا” “سيدني لوميت” لاخراج الفيلم لأنه كان يتمتع بخبرة واسعة في التلفزيون و له سمعة طيبه فى انهائه لاعماله بالموعد المحدد وفي حدود الميزانية.
  • تم منح نقابات المحامين في جميع الولايات عروضا لمشاهدة الفيلم قبل عرضه على الصحافه و بعد إصداره بشكل رسمى كرمت “نقابة المحامين” الأمريكية الفيلم لمساهمته في زيادة فهم الجمهور و تقديره لنظام العدالة الأمريكي .
  • علقت القاضية بالمحكمة العليا الأمريكيه “سونيا سوتومايور” خلال عرض للفيلم فى مهرجان فيلم كلية الحقوق بجامعة فوردهام عام 2010 أن مشاهدة ذلك الفيلم كان له بالغ الاثر فى ممارسة مهنة القانون كما أخبرت الطلاب فى الجامعه أنها بصفتها قاضية تطلب أحيانًا من هيئة المحلفين عدم اتباع ذلك الفيلم كمثال لأن معظم استنتاجات المحلفين تستند إلى تكهنات و ليست على حقائق و التى من الممكن أن تؤدي إلى محاكمة خاطئة .
  • ضم فريق الممثلين ثلاثة فائزين بالأوسكار و هم “هنري فوندا” و “مارتن بالسام” و ” إد بيجلي ” و اثنان من الذين ترشحوا للجائزة “جاك واردن” و “لي جيه كوب “.
  • ظهرت قصة ذلك الفيلم لأول مرة كسهرة تلفزيونيه عام 1954 و تم توظيفها سينمائيا لاحقا فى ذلك العمل و كان اثنان من الممثلين الذين شاركوا فى السهرة الاولى مشاركين أيضا كمحلفين فى الفيلم و هو “جوزيف سويني” ( المحلف رقم 9 ) و “جورج فوسكوفيتش” ( المحلف رقم 11 ) .
  • لا توجد شخصيات نسائية في الفيلم باستثناء المجاميع التي شوهدت في قاعة المحكمة في المقدمة .
  • على الرغم من عدم ذكر اسم المدينه التى يقع فيها أحداث الفيلم الا انه من الواضح أن المدينة هي “نيويورك” من خلال رؤية مبنى “وولورث ” وتذاكر فريق يانكي التي يحتفظ بها المحلف رقم 7 .
  • تدور أحداث فيلم 12 رجل غاضب بأكمله باستثناء اللقطات الخارجية في ثلاث غرف.
  • 9 من أصل 12 من أعضاء فريق التمثيل الذين لعبوا دور هيئة المحلفين كانوا من العسكريين القدامى حيث خدم 8 منهم فى الجيش خلال الحرب العالمية الثانية: هنري فوندا (المحلف رقم 8) و جون فيدلر (المحلف رقم 2) خدموا في البحرية بينما كان روبرت ويبر (المحلف رقم 12) في سلاح مشاة البحرية و خدم جاك كلوجمان (المحلف رقم 5) في الجيش بينما كان مارتن بالسام (المحلف رقم 1) و لي جيه كوب (المحلف رقم 3) و إدوارد بينز (المحلف رقم 6) في القوات الجوية للجيش الأمريكي و كان جاك واردن (المحلف رقم 7) في البحرية قبل الحرب ثم خدم في مشاة البحرية الأمريكية التجارية و في الجيش خلالها أما إد بيجلي (المحلف رقم 10) فقد خدم في البحرية خلال الحرب العالمية الأولى و كان المخرج سيدني لوميت و الكاتب و المنتج ريجينالد روز و المنتج المساعد جورج جاستن و الممثل رودي بوند الذي لعب دور القاضي من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية أيضا و جميعهم خدموا في الجيش بينما خدم المصور السينمائي بوريس كوفمان في المسرح الأوروبي بالجيش الفرنسي.
  • استوحى كاتب السيناريو “ريجينالد روز” تلك الدراما التى تركز على هيئة محلفين بعد تجربته كعضو في هيئة المحلفين عن قضية قتل غير متعمد.
  • تم اصدار نسختين من ذلك الفيلم واحدة نرويجيه و انتجت عام 1981 و الأخرى هنديه و انتجت عام 1986 .
  • ” فيث هوبلى ” هى المرأة الوحيدة التى كانت ضمن فريق العمل الذى كان كله من الرجال و كانت تعمل مشرفة على السيناريو .
  • غرفة هيئة المحلفين قديمة و الأثاث و المرافق مهترئة و هو ما كانت عليه بالفعل في كثير من قاعات المحاكم في المدن القديمة بالولايات المتحدة.
  • ظهرت احدى النظريات حول الفيلم أن شخصية “هنري فوندا” ربما تكون ملاكًا يريد إنقاذ متهم بريئ أو جعل المحلفين يرون و يواجهون تعصبهم المتنوع و محاولة اصلاح سلوكهم .
  • سيعرف المشاهد المدقق فى الاحداث من هو المحلف الذي غيّر تصويته في الاقتراع السري قبل الكشف عنها فخلال جمع الأصوات يضع المحلف رقم 9 بوضوح ورقته تحت المحلف رقم 7 و عندما يتم تمرير الأوراق يضع المحلفون الآخرون أوراقهم فوق الكومة ثم يضع المحلف رقم 1 تلك الكومة فوق ورقته معنى ذلك أن ورقة المحلف رقم 9 هي الآن الثانية من أسفل وهي الورقة التي تنص على أنه “غير مذنب”.
  • فى الحياة الواقعيه لا يُسمح لأى شخص من هيئة المحلفين بعمل الأشياء التي قام بها “هنري فوندا” بوصفه محلفا عندما قام بزيارة مسرح الجريمة و شراء سلاحًا مطابقًا لسلاح الجريمة و إحضاره إلى غرفة هيئة المحلفين لأن المحلف يحكم فقط من خلال الحقائق المقدمة اليه في قاعة المحكمة و من قبل المحامين.
  • خلال أحداث فيلم 12 رجل غاضب يلقى المحلف رقم 10 خطاباً عنصرياً حول المتهم و أثناء قيامه بذلك يبدأ كل محلف في إدارة ظهره له و لكن الشخص الوحيد الذي لا يفعل ذلك هو المحلف رقم 4 الذى يطلب منه الجلوس وعدم التحدث مرة أخرى حيث كان فى النص الأصلى من المفترض أن يقول له “إذا فتحت فمك مرة أخرى سأقوم بتكسير جمجمتك” ليقوم المحلف 10 بالجلوس على طاولة مختلفة أصغر والتي قد تكون كناية عن نفيه بسبب أرائه تلك من قبل المحلفين الأخرين و لا يتحدث فى بقية الفيلم سوى عندما يسأله المحلف رقم 8 عما إذا كان يعتقد أن المتهم لا يزال مذنبا فيجيبه المحلف رقم 10 بهز رأسه ببساطة “لا”.

بوكس أوفيس

بلغت تكلفة الفيلم 350 ألف دولار و حقق ارباح تجاوزت 2 مليون دولار .

شارك الموضوع

عمرو عادل

فى الحياة الواقعيه مهندس ميكانيكا قوى اما فى الحياه الافتراضيه فباحث و كاتب و مدير الموقع دا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *