يعد الممثل كلارك جيبل واحدا من أهم ممثلى هوليوود عبر تاريخها و أحد أشهر الرموز الذكورية في فترة الثلاثينيات حيث توج رسميًا بلقب ملك هوليوود و لعب دور البطولة أمام أشهر الممثلات في ذلك الوقت مثل جريتا جاربو و جوان كروفورد و أفا جاردنر و وفيفيان لي و حتى فى فيلمه الأخير The Misfits ظهر جنبًا إلى جنب مع النجمة الشهيرة مارلين مونرو و ادعى العديد من زملائه النجوم أن لديهم علاقة عاطفيه تربطهما معا .
ولد “كلارك جيبل ” في الاول من فبراير عام 1901 في ولاية أوهايو لوالديه “ويليام جيبل” الذى كان عاملا فى آبار النفط و زوجته “أديلين” التى توفيت بعد ولادته بعشرة أشهر ليقيم مع جدوده حتى تزوج والده مرة أخرى و اصطحبه للعيش معهم في هوبيدال بأوهايو و الذى ابدى خلال سنوات مراهقته اهتمامًا كبيرا بالتمثيل الا ان والده لم يدعمه أبدًا فى قراره ان يصبح ممثلا حيث كان يقول له إن التمثيل مهنة “مخيفة”و رغم ذلك كان ” كلارك ” مصمما على تحقيق حلمه و عند بلوغه الحادية والعشرين قرر التوجه الى الولايات الغربيه ليبدء العمل فى ذلك المجال حيث لم يكن الممثل الافضل الا انه تميز بصوته العميق وابتسامته الجذابة و وسامته و التى جعلته يتمتع بشعبية و إعجاب من قبل كل النساء و الرجال على حد سواء لذلك كان امرا طبيعيا و في خلال فترة وجيزة ترسيخ مكانته كنجم كبير و ليصبح أيقونة هوليود حيث قام ببطولة 67 فيلما أشهرهم ” ذهب مع الريح ” و الذى يعد واحدا من اشهر الافلام فى تاريخ السينما العالميه و الذى فرض شخصية ” كلارك جيبل ” فى ذلك الوقت باعتباره واحدا من أهم ممثلى تلك الحقبه ليس فقط فى الولايات المتحدة و لكن فى العالم اجمع .
و نظرا لشهرة كلارك كان له الكثير من المعجبين بفنه منهم الزعيم الالمانى ” أدولف هتلر ” شخصيا و الذي أحب مشاهدة أفلامه في العروض الخاصة و فى خلال الحرب العالمية الثانية عرض مكافأة قدرها 5000 دولار لأي شخص يمكنه القبض على كلارك جابل وإحضاره إلى ألمانيا سالماً .
ربما قد يثير ذلك الامر دهشتك الا انه قد حدث بالفعل و له قصه , فبعد وفاة زوجة ” كلارك جيبل ” المحبوبة ” كارول لومبارد ” في حادث تحطم طائرة عام 1942 خلال جولة فنية كانت تقوم بها لدعم المجهود الحربى أصيب كلارك بالصدمة و بدأ بالافراط فى الشراب الى ان هداه تفكيره أن الانضمام إلى الجيش سوف يساعده على التعافي و الخروج من حالته المأساويه فسارع بإرسال برقية إلى الرئيس الامريكى “فرانكلين روزفلت” يطلب منه دورًا في المجهود الحربي و رغم محاولة روزفلت اثناءه عن ذلك القرار و اقناعه بالبقاء في الولايات المتحدة الا ان جيبل كان مصمماً على الانضمام إلى الجيش فلم يكن امام روزفلت سوى الاذعان لطلبه حيث تم الحاقه في سلاح الجو بالجيش الأمريكي فى أغسطس عام 1942 كقائد مدفعي برتبة ملازم ثانى حيث احتاج سلاحه فى ذلك الوقت إلى انتاج فيلم دعائي من شأنه أن يساهم فى التشجيع على التطوع للقتال لذلك تم تكليف ” كلارك جيبل ” بالذهاب إلى “المملكة المتحدة” للمشاركة فى فيلم بعنوان ” قتال امريكا ” .
أقرأ أيضا : كانوا جنودا و أصبحوا نجوما .. أشهر ممثلى هولييود الذين تطوعوا فى الخدمة العسكريه بالجيش الأمريكى
و وصلت المعلومة بتواجد جيبل فى بريطانيا الى الالمان الذين قرروا اختطافه الا انه لم يكن هدفا سهلا حيث شارك في العديد من المهام القتالية وكاد أن يفقد حياته خلال احدى الغارات الالمانيه و لم يستطع الالمان الوصول اليه و اختطافه الامر الذى أحبط هتلر و وجه “هيرمان جورينج” بتقديم مكافأة ماليه قدرها 5000 دولار لأي شخص يمكنه احضاره الى برلين حيا و وصلت تلك الانباء الى جيبل الذى خشى أن يقبض عليه الألمان و يضعونه في قفص مثل الغوريلا ويرسلونه في جولة عبر ألمانيا الا انهم فى نهاية المطاف لم ينجحوا فى مسعاهم و استمر جيبل فى قتاله مع القوات الامريكيه ليحصل على العديد من الميداليات و الاوسمه نظير شجاعته و ليرقى الى رتبة رائد الى ان تم تسريحه من الخدمه في يونيو عام 1944 بناءً على طلبه و يعود إلى الولايات المتحدة ليستكمل ابداعاته فى السينما الامريكيه و يخسر هتلر الحرب و حتى محاولة اختطافه .